(( الموعظة بسورة العصر ))
قال تعالى في كتابه العزيز :
( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )
قال الشافعي رحمه الله تعالى :
( لو تدبر الناس في هذه السورة لوسعتهم )
وحقاً إنها لسورة عظيمة لو تدبرناها لوسعتنا وكفتنا ؛ لما فيها من موعظة بليغة من رب العالمين لعباده أجمعين ؛ فقد أقسم تعالى بالزمان الذي هو الأيام والليالي والساعات والدقائق التي نعيشها : على أن الإنسان لفي خسارة وهلاك ، ولم يستثن تعالى أحداً سوى الذين آمنوا بقلوبهم وعملوا الصالحات بجوارحهم ، ولم يكتفوا بذلك بل أوصى بعضهم بعضاً بأداء الطاعات وترك المحرمات ، وهذا قد يتحقق ولكن لابد من شيء آخر ؛ ألا وهو : التواصي بالصبر على الأقدار والمصائب التي يبتلي بها الله تعالى عباده ، وعلى تحمل الأذى ممن يؤذي الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر ،
وبهذه الخصال معاً يكون الإنسان قد نجى من الخسارة أو الهلكة التي هي نصيب كل من فرط وأهمل فيها بقدر تفريطه وإهماله لهذه الأمور ولعل هذا هو الذي دفع الإمام الشافعي أن يقول مقولته البليغة :
( لو تدبر الناس هذه السورة لوسعتهم )
وقد جاء عن الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أنهم كانوا إذا اجتمعوا لم يتفرقوا حتى يقرأ بعضهم على بعض سورة العصر
وهذا العمل منهم لا يكون إلا بتوقيف من معلمهم ورسولهم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم : إما قولاً أو فعلاً أو تقريراً ؛ ذلك لأنهم رضوان الله عليهم أبعد الناس عن إحداث عبادة في الدين يتقربون بها إلى الله تعالى ، بل لا بد من ذلك التوقيف الذي أخذوه منه عليه الصلاة والسلام ؛ لأنهم كانوا على الهدى المستقيم ، ولا يجتمعون على ضلالة قط
ولفظ هذا الخبر الذي له حكم الرفع قطعاً كما تقدم :
( كان الرجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا التقيا لم يتفرقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر { والعصر إن الإنسان لفي خسر } ثم يسلم أحدهما على الآخر ) :
أخرجه الطبراني في ( المعجم الأوسط ) 6 / 57 - 58 من حديث أبي مدينة الدارمي - وكانت له صحبة - بإسناد صحيح
وقال الهيثمي : ( رجاله رجال الصحيح ؛ غير ابن عائشة ، وهو ثقة ) ( مجمع الزوائد ) 10/ 307
وأبو مدينة رضي الله عنه اسمه : عبد الله بن حصن ؛ وقد روى حديثه هذا ابن الأثير بإسناده في كتابه ( أسد الغابة ) 3 / 216 ، وأشار الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في كتابه
( الإصابة ) 2 / 297 إلى وقوع تشابه في اسم هذا الصحابي مع تابعي بنفس الاسم واسم الأب ، فالله أعلم ولأهمية هذا الحديث فقد أخرجه البيهقي في
( شعب الإيمان ) 6 / 501 وزاد في آخره :
( ثم تفرقا ) وهي تفيدنا في سنة أكثرنا عنها غافلون : ألا وهي السلام عند الافتراق ؛ كما صح في بعض الأحاديث : ( إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم ، وإذا أراد أن يقوم فليسلم ؛ فليست الأولى بأحق من الآخرة )
فاللهم ! يا ولي الإسلام وأهله ! مسكنا الإسلام والسنة حتى نلقاك
الدكتور علي رضا
المصدر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
قال تعالى في كتابه العزيز :
( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )
قال الشافعي رحمه الله تعالى :
( لو تدبر الناس في هذه السورة لوسعتهم )
وحقاً إنها لسورة عظيمة لو تدبرناها لوسعتنا وكفتنا ؛ لما فيها من موعظة بليغة من رب العالمين لعباده أجمعين ؛ فقد أقسم تعالى بالزمان الذي هو الأيام والليالي والساعات والدقائق التي نعيشها : على أن الإنسان لفي خسارة وهلاك ، ولم يستثن تعالى أحداً سوى الذين آمنوا بقلوبهم وعملوا الصالحات بجوارحهم ، ولم يكتفوا بذلك بل أوصى بعضهم بعضاً بأداء الطاعات وترك المحرمات ، وهذا قد يتحقق ولكن لابد من شيء آخر ؛ ألا وهو : التواصي بالصبر على الأقدار والمصائب التي يبتلي بها الله تعالى عباده ، وعلى تحمل الأذى ممن يؤذي الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر ،
وبهذه الخصال معاً يكون الإنسان قد نجى من الخسارة أو الهلكة التي هي نصيب كل من فرط وأهمل فيها بقدر تفريطه وإهماله لهذه الأمور ولعل هذا هو الذي دفع الإمام الشافعي أن يقول مقولته البليغة :
( لو تدبر الناس هذه السورة لوسعتهم )
وقد جاء عن الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أنهم كانوا إذا اجتمعوا لم يتفرقوا حتى يقرأ بعضهم على بعض سورة العصر
وهذا العمل منهم لا يكون إلا بتوقيف من معلمهم ورسولهم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم : إما قولاً أو فعلاً أو تقريراً ؛ ذلك لأنهم رضوان الله عليهم أبعد الناس عن إحداث عبادة في الدين يتقربون بها إلى الله تعالى ، بل لا بد من ذلك التوقيف الذي أخذوه منه عليه الصلاة والسلام ؛ لأنهم كانوا على الهدى المستقيم ، ولا يجتمعون على ضلالة قط
ولفظ هذا الخبر الذي له حكم الرفع قطعاً كما تقدم :
( كان الرجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا التقيا لم يتفرقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر { والعصر إن الإنسان لفي خسر } ثم يسلم أحدهما على الآخر ) :
أخرجه الطبراني في ( المعجم الأوسط ) 6 / 57 - 58 من حديث أبي مدينة الدارمي - وكانت له صحبة - بإسناد صحيح
وقال الهيثمي : ( رجاله رجال الصحيح ؛ غير ابن عائشة ، وهو ثقة ) ( مجمع الزوائد ) 10/ 307
وأبو مدينة رضي الله عنه اسمه : عبد الله بن حصن ؛ وقد روى حديثه هذا ابن الأثير بإسناده في كتابه ( أسد الغابة ) 3 / 216 ، وأشار الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في كتابه
( الإصابة ) 2 / 297 إلى وقوع تشابه في اسم هذا الصحابي مع تابعي بنفس الاسم واسم الأب ، فالله أعلم ولأهمية هذا الحديث فقد أخرجه البيهقي في
( شعب الإيمان ) 6 / 501 وزاد في آخره :
( ثم تفرقا ) وهي تفيدنا في سنة أكثرنا عنها غافلون : ألا وهي السلام عند الافتراق ؛ كما صح في بعض الأحاديث : ( إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم ، وإذا أراد أن يقوم فليسلم ؛ فليست الأولى بأحق من الآخرة )
فاللهم ! يا ولي الإسلام وأهله ! مسكنا الإسلام والسنة حتى نلقاك
الدكتور علي رضا
المصدر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]