الثورة
في أول معانيها انقلاب، انقلاب على ماضٍ مرير وحاضر مؤلم.. تُبدِّل حالاً
بحال، وتقلب الأمور ظهرًا لقلب، تعيد الأمور إلى نصابها، وتُرجِع الحق
سيدًا ليرتدَّ الباطل ذليلاً خاسئًا..
والثورة التي عصفت بالنظام الظالم تشبه- في عشرة جوانب- الثورة على النفس الظالمة، فإذا كانت الثورة انقلابًا، فإن انقلاب القلب:
أن تظل طوال عمرك بعيدًا عن الأنوار، تسكن الظُّلمة، وتغرق بالأوزار في الأوزار، ثم تصير فجأة منبع النور وصانع النهار.
أن تطوف حول ذاتك ومتعتك ولذَّاتك حتى نالك غبار الثورة، فقذف في قلبك حب الخير ونفع الغير، ولو كانوا من لا تعرف، بل ومن لا تحب.
أن
تكون أبعد ما تكون عن الجنة، تابعًا للشيطان، خادمًا له حتى استنشقتَ
عبير الثورة، فتسلَّمتَ زمام القيادة، ثم أَرغَمْتَ أنف إبليس في التراب،
وأذقته ألوان العذاب بعدما هدمت ما بُني في الأعوامَ الطوال.
أن
تكون هممك دنيوية، فارق راتب تسعى إليه، مستوى معيشي تحلم به، زميل دراسة
سبقك إلى الثراء فتكدُّ في اللحاق به، فإذا بالثورة تعصف بالقديم، تقتلعه
من جذوره، ثم تستبدله بالجديد، وجديد القلب هو تعلقه بالعرش، وطمعه في
مجاورة نبي أو شهيد، وطوافه حول مصالح الأمة لا السعي على اللقمة، ثم
انعكاس ذلك على عملك، ووقتك وجهدك.
أن
تستهلكك الشهوة المهلكة، والفتنة المضلة إلى أن تخوض جحافل الثورة
القتال، وتتأهب للنزال، فتنزل نار الشهوة على القلب بردًا وسلامًا.. بل
وتصير فرصة ثواب سانحة، ورحلةً رائعة لنيل الصابرين رضا رب لطيف وهاب.
أخي .. اختي، قامت ثورتنا ولم تسكن، فما آن لك أن تسبح مع التيار، وتلحق بالثوار؟!
الثورة ريح عاصف، يعصف بكل قبيح، فأين ما عصفت به عندك؟
الثورة ذروة القوة، أما تنتفض اليوم عملاً وبذلاً، شوقًا إلى الجنة، فزعًا من النار؟!
إذا كنت طوال عمرك عاجزًا عن تغيير نفسك، فقد واتتك الفرصة اليوم، ونزلت بك الثورة لتمنحك هذا الأمل.
فإن ظللت تعيش عيش العجائز، وتلازم كل عاجز فـ... كيف أعذرك!!
أخي.. اختي
كان
العمل وإصلاح النفس والمجتمع فريضة قبل الخامس والعشرين، حين كان القيد
ثقيلاً والليل حالكًا، فما بالك بعد أن أكرمنا الله بالحرية وأذاقنا قلبك
حلاوة التغيير، أنستسلم للأحلام ونغرق في الأماني والأوهام!!.
الحرية نعمة تتطلب شكرًا، وشكرها مزيد العمل في الإصلاح، والبذل والبناء، وإلا نزعها الله منا!!
أخي.. اختي أنت وحدك.
قائد انقلابك.
ومهندس تغييرك.
ورائد إحيائك.
فأين العزمة القوية؟ أين النهضة الفتية؟..
أما استلهمت من الثورة انقلابها على الباطل، أي باطل..
يستوي عندك الباطل الذي غزا الأمة فأذلها، والباطل الذي غزا النفس فأضلها..
فهل شاركت في الثورة؟ هل رميت فيها بسهم؟ وإن فاتك هذا الشرف العظيم والفضل الكبير.. فهل لك في الاستدراك يا واسع الإدراك.
اليوم يومك،
أيها الثائر الحق..
انما الثائر الحق
هو الذي يثور ليهدم الفساد ثم يهداء ليبني الأمجاد
في أول معانيها انقلاب، انقلاب على ماضٍ مرير وحاضر مؤلم.. تُبدِّل حالاً
بحال، وتقلب الأمور ظهرًا لقلب، تعيد الأمور إلى نصابها، وتُرجِع الحق
سيدًا ليرتدَّ الباطل ذليلاً خاسئًا..
والثورة التي عصفت بالنظام الظالم تشبه- في عشرة جوانب- الثورة على النفس الظالمة، فإذا كانت الثورة انقلابًا، فإن انقلاب القلب:
أن تظل طوال عمرك بعيدًا عن الأنوار، تسكن الظُّلمة، وتغرق بالأوزار في الأوزار، ثم تصير فجأة منبع النور وصانع النهار.
أن تطوف حول ذاتك ومتعتك ولذَّاتك حتى نالك غبار الثورة، فقذف في قلبك حب الخير ونفع الغير، ولو كانوا من لا تعرف، بل ومن لا تحب.
أن
تكون أبعد ما تكون عن الجنة، تابعًا للشيطان، خادمًا له حتى استنشقتَ
عبير الثورة، فتسلَّمتَ زمام القيادة، ثم أَرغَمْتَ أنف إبليس في التراب،
وأذقته ألوان العذاب بعدما هدمت ما بُني في الأعوامَ الطوال.
أن
تكون هممك دنيوية، فارق راتب تسعى إليه، مستوى معيشي تحلم به، زميل دراسة
سبقك إلى الثراء فتكدُّ في اللحاق به، فإذا بالثورة تعصف بالقديم، تقتلعه
من جذوره، ثم تستبدله بالجديد، وجديد القلب هو تعلقه بالعرش، وطمعه في
مجاورة نبي أو شهيد، وطوافه حول مصالح الأمة لا السعي على اللقمة، ثم
انعكاس ذلك على عملك، ووقتك وجهدك.
أن
تستهلكك الشهوة المهلكة، والفتنة المضلة إلى أن تخوض جحافل الثورة
القتال، وتتأهب للنزال، فتنزل نار الشهوة على القلب بردًا وسلامًا.. بل
وتصير فرصة ثواب سانحة، ورحلةً رائعة لنيل الصابرين رضا رب لطيف وهاب.
أخي .. اختي، قامت ثورتنا ولم تسكن، فما آن لك أن تسبح مع التيار، وتلحق بالثوار؟!
الثورة ريح عاصف، يعصف بكل قبيح، فأين ما عصفت به عندك؟
الثورة ذروة القوة، أما تنتفض اليوم عملاً وبذلاً، شوقًا إلى الجنة، فزعًا من النار؟!
إذا كنت طوال عمرك عاجزًا عن تغيير نفسك، فقد واتتك الفرصة اليوم، ونزلت بك الثورة لتمنحك هذا الأمل.
فإن ظللت تعيش عيش العجائز، وتلازم كل عاجز فـ... كيف أعذرك!!
أخي.. اختي
كان
العمل وإصلاح النفس والمجتمع فريضة قبل الخامس والعشرين، حين كان القيد
ثقيلاً والليل حالكًا، فما بالك بعد أن أكرمنا الله بالحرية وأذاقنا قلبك
حلاوة التغيير، أنستسلم للأحلام ونغرق في الأماني والأوهام!!.
الحرية نعمة تتطلب شكرًا، وشكرها مزيد العمل في الإصلاح، والبذل والبناء، وإلا نزعها الله منا!!
أخي.. اختي أنت وحدك.
قائد انقلابك.
ومهندس تغييرك.
ورائد إحيائك.
فأين العزمة القوية؟ أين النهضة الفتية؟..
أما استلهمت من الثورة انقلابها على الباطل، أي باطل..
يستوي عندك الباطل الذي غزا الأمة فأذلها، والباطل الذي غزا النفس فأضلها..
فهل شاركت في الثورة؟ هل رميت فيها بسهم؟ وإن فاتك هذا الشرف العظيم والفضل الكبير.. فهل لك في الاستدراك يا واسع الإدراك.
اليوم يومك،
أيها الثائر الحق..
انما الثائر الحق
هو الذي يثور ليهدم الفساد ثم يهداء ليبني الأمجاد