[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
حقائق الإيمان والإعجاز العلمي
حقائق الإيمان والإعجاز العلمي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ،
اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
البشر على اختلاف نحلهم ومللهم وأنسابهم هم عند الله نموذجان لا ثالث لهما:
حقائق الإيمان والإعجاز العلمي
و الحديث اليوم أن هؤلاء البشر على اختلاف نحلهم ، ومللهم ، وأعراقهم ، وأنسابهم ،
وطوائفهم ، ومذاهبهم ، وتياراتهم ، وانتماءاتهم ، لا يزيدون عند الله عن صنفين ،
التقسيمات البشرية لا تعد ولا تحصى ، لكن كل هذه التقسيمات لم يعتمدها الله عز وجل ،
في القرآن الكريم اعتمد تقسيمين ، قال تعالى:
﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾
( سورة المجادلة )
حجم الإنسان عند ربه بحجم معرفته بالله وعمله الصالح :
لذلك الله عز وجل قال :
﴿ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾
( سورة الزمر الآية: 9 )
مقياس العلم:
﴿ و لِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ ﴾
( سورة الأنعام الآية: 132 )
المقياس العمل ، أي حجمك عند الله بقدر معرفتك ، وبقدر عملك ، أبيض ، أسمر ، أسود ،
ريفي ، مدني ، من هذا البلد ، من ذاك البلد ، كل هذه الانتماءات لا قيمة لها عند الله عز وجل، والدليل:
﴿
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى
وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ
عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾
( سورة الحجرات الآية: 13 )
أي بحسب السلم الاجتماعي سيدنا الصديق من أعلى أرومة قريش ، وبلال الحبشي عبد أسود
لا ينتمي لقريش ، أما أن يضع الصديق يده تحت إبط بلال ويقول : هذا أخي حقاً ،
والصحابة الكرام إذا ذكروا الصديق يقولون : سيدنا وأعتق سيدنا.
سيدنا عمر يأتيه خبر أن بلالاً في طريقه إلى المدينة ، خرج إلى ظاهرها لاستقباله ، هذا هو الإسلام،
﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾
وعلى مستوى أسرة ، على مستوى بلدة ، على مستوى قرية ، على مستوى أمة ،
حينما نعتمد مقاييس موضوعية نرقى ، وحينما نعتمد مقاييس انتمائية نتخلف.
الناس رجلان:
1 ـ رجل عرف الله فانضبط بمنهجه وأحسن إلى خلقه فسعد في الدنيا والآخرة:
الشيء الثاني أن البشر على اختلافات انتماءاتهم لا يزيدون عند الله عن صنفين ،
* صنف عرف الله ، من لوازم معرفة الله أنه انضبط بمنهجه، وأحسن إلى خلقه، فسلم وسعد في الدنيا والآخرة،
* وصنف آخر غفل عن الله ، وتفلت من منهجه ، وأساء إلى خلقه ، فشقي وهلك في الدنيا والآخرة،
ولن تجد صنفاً ثالثاً، والدليل:
﴿
وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى*وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى*وَمَا خَلَقَ
الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى*إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى*فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى
وَاتَّقَى*وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* ﴾
( سورة الليل )
صدق أنه مخلوق للجنة ، فاتقى أن يعصي الله ، وبنى حياته على العطاء ،
وكان الرد الإلهي :
﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى*وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى*وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى* ﴾
( سورة الليل )
2 ـ و رجل غفل عن الله فتفلت من منهجه وأساء إلى خلقه فهلك في الدنيا والآخرة:
كذب أنه مخلوق للجنة ، آمن بالدنيا وكفر بالآخرة ، واستغنى عن طاعة الله ، وبنى حياته على الأخذ:
﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ﴾
( سورة الليل )
هذا التقسيم الإلهي ولا تقسيم آخر.
الإنسان لابد أن يتعامل مع الله مباشرة وألا يعبأ بتقييمات البشر:
أيها الأخوة : يقول لك : الأنجلو سكسوني ، السامي ، الآري ، الأبيض ، الأسود ، دول الشمال ،
دول الجنوب ، الدول الغنية ، الدول الصناعية ، الدول الفقيرة ، والدول المتخلفة ،
والدول النامية أو النائمة ،
هذه تقسيمات ما أنزل الله بها من سلطان، لم يعتمدها القرآن الكريم.
أيها الأخوة : فالبطولة أن تتعامل مع الله مباشرة، وألا تعبأ بتقييمات البشر ،
فمن عرف نفسه ما ضرته مقالة الناس به ، أي بشكل أو بآخر معك كيلو من الذهب الخالص ،
لو أن الناس توهموا أنه معدن خسيس ، ردىء .. من الرابح ؟ أنت ، وإذا معك كيلو معدن خسيس
وأوهمت الناس بذكاء كبير أنه ذهب من الخاسر ؟ أنت ، أقنعت الناس أو لم تقنعهم
أنت الرابح وأنت الخاسر ولا علاقة للناس بك.
اخى الكريم .. اختى الكريمة .. لو أتيح لك أن تلتقي برسول الله ( صلى الله عليه وسلم )،
وهو سيد الخلق وحبيب الحق ، وسيد ولد آدم ، المخلوق الأول ، الذي أوحى الله إليه ،
أعطاه القرآن ، أعطاه المعجزات ، أعطاه الفصاحة والبيان ، أعطاه جمال الصورة ،
أعطاه أعلى درجة من القرب ، إن التقيت به ولم تطبق تعليماته إطلاقاً هل انتفعت منه ؟ لا ،
طبعاً المثل حاد ، لو التقيت بإنسان له دعوة لكنه في الحقيقة كذاب ، دجال ، نصاب ،
لكن لا تعلم ذلك ، قال لك : يا بني استقم ، فاستقمت ، قال لك : كن صادقاً ، صدقت ،
من هذا المنحرف الجاهل الذي يبتز أموال الناس و يأكل الدنيا بالدين انتفعت منه أو لم تنتفع ؟
ماذا يستنبط ؟ يستنبط أن العبرة أنت لا من تأخذ عنه العلم ، لأن الذي يتكلم له حساب
والمستمع له حساب ، المتكلم يحاسب هل أنت مطبق ما تقول ؟ والمستمع يحاسب
هل طبقت ما سمعت ؟ فحساب المتكلم غير حساب المتلقي ، هذه الأمور الواضحة الجلية
حينما تستوعبها تكون قد قطعت طريقاً إلى الله عز وجل.
الله عز وجل ما خلق الإنسان إلا ليرحمه:
لكن فاتني أن أقول لكم الرد الإلهي:
﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى* ﴾
( سورة الليل )
الله عز وجل يسيره لما خلق له من السعادة ، الله عز وجل قال:
﴿ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾
( سورة هود الآية: 119 )
خلقهم ليرحمهم ، فأنت حينما تؤمن بالجنة ، وتتقي أن تعصي الله ، وتبني حياتك على العطاء ،
بالمناسبة فكرة أرددها كثيراً ، هؤلاء البشر أيضاً صنفان ، صنف يعد من أتباع الأقوياء ،
وصنف يعد من أتباع الأنبياء ،
* أتباع الأقوياء بل الأقوياء أخذوا ولم يعطوا
* والأنبياء أعطوا ولم يأخذوا
* الأقوياء ملكوا الرقاب
* والأنبياء ملكوا القلوب
* الأقوياء عاش الناس لهم
* والأنبياء عاشوا للناس
والناس جميعاً تبعٌ لقوي أو نبي.
التيسير و التعسير:
لذلك الأول:
﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ﴾
صدق ولا أبالغ ما من شيء يسعد الإنسان كالتيسير ، زواجه ميسر ، أولاده تسهل عليه تربيتهم ،
زوجته يسلس قيادها ، عمله مريح ، صحته جيدة ، سمعته طيبة ، هذا التيسير ، صحة ،
وكفاية ، ومكانة ، ونجاح ، وتوفيق ، شيء مريح جداً، والدليل:
﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ ﴾
( سورة السجدة )
﴿ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾
( سورة القلم )
﴿
أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ
مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ﴾
( سورة القصص )
﴿أَمْ
حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ
كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ ﴾
( سورة الجاثية الآية: 21 )
أيها الأخوة : أنت حينما تصدق بالحسنى ، تصدق أنك مخلوق للجنة ، تنقل إلى الآخرة اهتماماتك ،
حينما تبني حياتك على العطاء ، وحينما تتقي أن تعصي الله ، الرد الإلهي ، التكريم الإلهي:
﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ﴾
وصدق ولا أبالغ ما من شيء يزلزل النفس كالتعسير ، لذلك الرد الإلهي لإنسان آمن بالدنيا وكفر بالآخرة الرد الإلهي:
﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ﴾
التعسير مؤلم جداً والتيسير مريح.
حقّ الله على عباده أن يعبدوه وألا يشركوا به وحقّ العباد على الله إذا هم عبدوه ألا يعذبهم:
أيها الأخوة الكرام :
أردف النبي عليه الصلاة والسلام سيدنا معاذ وراء ظهره، قال: يا معاذ ! ما حقّ الله على عباده ؟
قال: الله ورسوله أعلم ، سأله ثانية ، وثالثة ، ثم أجابه ، قال : يا معاذ !
حقّ الله على عباده أن يعبدوه ، وألا يشركوا به شيئاً ، شيء واضح تماماً ، لكن في السؤال الثاني ،
قال : يا معاذ وما حق العباد على الله إذا هم عبدوه ؟
كأن الله عز وجل أنشأ لك حقاً عليه ، ما حقّ الله على عباده ؟ أن يعبدوه، وألا يشركوا به شيئاً، فجاء الجواب ألا يعذبهم ".
لذلك قال تعالى:
﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ﴾
( سورة التوبة الآية: 51 )
يجب أن تطمئن للمستقبل.
لا يغيّر الله ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم:
﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾
( سورة الرعد الآية: 11 )
لو سألت إنساناً هل أنت مرتاح ؟ هل أنت في بحبوحة ؟ هل أمورك ميسرة ؟ هل صحتك طيبة ؟
هل دخلك معقول ؟ هل بيتك منضبط ؟ هل أنت سعيد بزوجتك و بأولادك ؟
يقول : نعم والله ، نقول له : لا تغير الله لا يغير ، اطمأن ،
لو سألنا إنساناً آخر ، يقول لك : بيتي قطعة من الجحيم ، لا حول ولا قوة إلا بالله ،
العمل دخله قليل لا يكفي ، عندي مشكلة بعملي ، مشكلة بصحتي ، مشكلة مع زوجتي ، نقول له:
غيّر حتى الله يغير، لا تغير لا يغير، غير ليغير، هذا ملخص ملخص الملخص:
﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾
( سورة الرعد الآية: 11 )
علة خلق الكون أن نعرف الله من خلاله:
﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ
لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴾
( سورة الطلاق )
الله عز وجل يعلم وسيحاسب وسيعاقب :
سأقول لك كلمات ثلاث ؛ حينما تؤمن أنه يعلم ، وسيحاسب ، وسيعاقب ، لا يمكن أن تعصيه ،
أقول لكم هذه الكلمة : كل إنسان لا يدخل الله في حساباته يعد من أغبى الأغبياء ،
مرة الإمام الغزالي يخاطب نفسه يقول:
" يا نفس، لو أن طبيباً منعك من أكلة تحبينها لا شك أنك تمتنعين ، أيكون الطبيب أصدق عندك من الله ؟
أيها الأخوة : بقيت مقولة أخيرة أن الله عز وجل سخر لنا هذا الكون تسخيرين :
** تسخير تعريف
** وتسخير تكريم
يستنبط هذا من قول النبي عليه الصلاة والسلام:
(( هِلالٌ خَيْرٍ وَرُشْد ))
[ أخرجه الطبراني في الكبير عن رافع بن خديج ]
أي أن هذا الهلال ننتفع بضوئه و يرشدنا إلى الله ، هدف تعريفي ، وهناك هدف نفعي ،
والعالم الغربي انتفع من الهدف النفعي والمؤمن ينتفع بادئ ذي بدء من الهدف التعريفي،
فلذلك أنت حينما تأكل تفاحة يجب أن تفكر فيما تأكل والدليل :
﴿ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ ﴾
( سورة عبس)
شجرة أعطت هذه الثمرة ، حجمها معتدل ، لونها جميل ، طعمها طيب سكري ،
قوامها سهل ، لها قشرة ، هذه الصفات من أعطاها إياها ؟
هذه الشجرة معمل صامت من دون ضجيج ، تأخذ الغذاء من الأرض تعطيك هذا التفاح الطيب.
فلذلك كل شيء الله خلقه ، خلقه لهدفين أن تعرفه من خلاله ، وأن تنتفع به ،
والغرب حقق الهدف الثاني بأعلى درجة ،
أما المؤمن ينبغي أن يضيف إلى الانتفاع بالشيء أن يعرف الله من خلاله.
والحمد لله رب العالمين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ،
اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
البشر على اختلاف نحلهم ومللهم وأنسابهم هم عند الله نموذجان لا ثالث لهما:
حقائق الإيمان والإعجاز العلمي
و الحديث اليوم أن هؤلاء البشر على اختلاف نحلهم ، ومللهم ، وأعراقهم ، وأنسابهم ،
وطوائفهم ، ومذاهبهم ، وتياراتهم ، وانتماءاتهم ، لا يزيدون عند الله عن صنفين ،
التقسيمات البشرية لا تعد ولا تحصى ، لكن كل هذه التقسيمات لم يعتمدها الله عز وجل ،
في القرآن الكريم اعتمد تقسيمين ، قال تعالى:
﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾
( سورة المجادلة )
حجم الإنسان عند ربه بحجم معرفته بالله وعمله الصالح :
لذلك الله عز وجل قال :
﴿ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾
( سورة الزمر الآية: 9 )
مقياس العلم:
﴿ و لِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ ﴾
( سورة الأنعام الآية: 132 )
المقياس العمل ، أي حجمك عند الله بقدر معرفتك ، وبقدر عملك ، أبيض ، أسمر ، أسود ،
ريفي ، مدني ، من هذا البلد ، من ذاك البلد ، كل هذه الانتماءات لا قيمة لها عند الله عز وجل، والدليل:
﴿
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى
وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ
عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾
( سورة الحجرات الآية: 13 )
أي بحسب السلم الاجتماعي سيدنا الصديق من أعلى أرومة قريش ، وبلال الحبشي عبد أسود
لا ينتمي لقريش ، أما أن يضع الصديق يده تحت إبط بلال ويقول : هذا أخي حقاً ،
والصحابة الكرام إذا ذكروا الصديق يقولون : سيدنا وأعتق سيدنا.
سيدنا عمر يأتيه خبر أن بلالاً في طريقه إلى المدينة ، خرج إلى ظاهرها لاستقباله ، هذا هو الإسلام،
﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾
وعلى مستوى أسرة ، على مستوى بلدة ، على مستوى قرية ، على مستوى أمة ،
حينما نعتمد مقاييس موضوعية نرقى ، وحينما نعتمد مقاييس انتمائية نتخلف.
الناس رجلان:
1 ـ رجل عرف الله فانضبط بمنهجه وأحسن إلى خلقه فسعد في الدنيا والآخرة:
الشيء الثاني أن البشر على اختلافات انتماءاتهم لا يزيدون عند الله عن صنفين ،
* صنف عرف الله ، من لوازم معرفة الله أنه انضبط بمنهجه، وأحسن إلى خلقه، فسلم وسعد في الدنيا والآخرة،
* وصنف آخر غفل عن الله ، وتفلت من منهجه ، وأساء إلى خلقه ، فشقي وهلك في الدنيا والآخرة،
ولن تجد صنفاً ثالثاً، والدليل:
﴿
وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى*وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى*وَمَا خَلَقَ
الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى*إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى*فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى
وَاتَّقَى*وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* ﴾
( سورة الليل )
صدق أنه مخلوق للجنة ، فاتقى أن يعصي الله ، وبنى حياته على العطاء ،
وكان الرد الإلهي :
﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى*وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى*وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى* ﴾
( سورة الليل )
2 ـ و رجل غفل عن الله فتفلت من منهجه وأساء إلى خلقه فهلك في الدنيا والآخرة:
كذب أنه مخلوق للجنة ، آمن بالدنيا وكفر بالآخرة ، واستغنى عن طاعة الله ، وبنى حياته على الأخذ:
﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ﴾
( سورة الليل )
هذا التقسيم الإلهي ولا تقسيم آخر.
الإنسان لابد أن يتعامل مع الله مباشرة وألا يعبأ بتقييمات البشر:
أيها الأخوة : يقول لك : الأنجلو سكسوني ، السامي ، الآري ، الأبيض ، الأسود ، دول الشمال ،
دول الجنوب ، الدول الغنية ، الدول الصناعية ، الدول الفقيرة ، والدول المتخلفة ،
والدول النامية أو النائمة ،
هذه تقسيمات ما أنزل الله بها من سلطان، لم يعتمدها القرآن الكريم.
أيها الأخوة : فالبطولة أن تتعامل مع الله مباشرة، وألا تعبأ بتقييمات البشر ،
فمن عرف نفسه ما ضرته مقالة الناس به ، أي بشكل أو بآخر معك كيلو من الذهب الخالص ،
لو أن الناس توهموا أنه معدن خسيس ، ردىء .. من الرابح ؟ أنت ، وإذا معك كيلو معدن خسيس
وأوهمت الناس بذكاء كبير أنه ذهب من الخاسر ؟ أنت ، أقنعت الناس أو لم تقنعهم
أنت الرابح وأنت الخاسر ولا علاقة للناس بك.
اخى الكريم .. اختى الكريمة .. لو أتيح لك أن تلتقي برسول الله ( صلى الله عليه وسلم )،
وهو سيد الخلق وحبيب الحق ، وسيد ولد آدم ، المخلوق الأول ، الذي أوحى الله إليه ،
أعطاه القرآن ، أعطاه المعجزات ، أعطاه الفصاحة والبيان ، أعطاه جمال الصورة ،
أعطاه أعلى درجة من القرب ، إن التقيت به ولم تطبق تعليماته إطلاقاً هل انتفعت منه ؟ لا ،
طبعاً المثل حاد ، لو التقيت بإنسان له دعوة لكنه في الحقيقة كذاب ، دجال ، نصاب ،
لكن لا تعلم ذلك ، قال لك : يا بني استقم ، فاستقمت ، قال لك : كن صادقاً ، صدقت ،
من هذا المنحرف الجاهل الذي يبتز أموال الناس و يأكل الدنيا بالدين انتفعت منه أو لم تنتفع ؟
ماذا يستنبط ؟ يستنبط أن العبرة أنت لا من تأخذ عنه العلم ، لأن الذي يتكلم له حساب
والمستمع له حساب ، المتكلم يحاسب هل أنت مطبق ما تقول ؟ والمستمع يحاسب
هل طبقت ما سمعت ؟ فحساب المتكلم غير حساب المتلقي ، هذه الأمور الواضحة الجلية
حينما تستوعبها تكون قد قطعت طريقاً إلى الله عز وجل.
الله عز وجل ما خلق الإنسان إلا ليرحمه:
لكن فاتني أن أقول لكم الرد الإلهي:
﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى* ﴾
( سورة الليل )
الله عز وجل يسيره لما خلق له من السعادة ، الله عز وجل قال:
﴿ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾
( سورة هود الآية: 119 )
خلقهم ليرحمهم ، فأنت حينما تؤمن بالجنة ، وتتقي أن تعصي الله ، وتبني حياتك على العطاء ،
بالمناسبة فكرة أرددها كثيراً ، هؤلاء البشر أيضاً صنفان ، صنف يعد من أتباع الأقوياء ،
وصنف يعد من أتباع الأنبياء ،
* أتباع الأقوياء بل الأقوياء أخذوا ولم يعطوا
* والأنبياء أعطوا ولم يأخذوا
* الأقوياء ملكوا الرقاب
* والأنبياء ملكوا القلوب
* الأقوياء عاش الناس لهم
* والأنبياء عاشوا للناس
والناس جميعاً تبعٌ لقوي أو نبي.
التيسير و التعسير:
لذلك الأول:
﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ﴾
صدق ولا أبالغ ما من شيء يسعد الإنسان كالتيسير ، زواجه ميسر ، أولاده تسهل عليه تربيتهم ،
زوجته يسلس قيادها ، عمله مريح ، صحته جيدة ، سمعته طيبة ، هذا التيسير ، صحة ،
وكفاية ، ومكانة ، ونجاح ، وتوفيق ، شيء مريح جداً، والدليل:
﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ ﴾
( سورة السجدة )
﴿ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾
( سورة القلم )
﴿
أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ
مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ﴾
( سورة القصص )
﴿أَمْ
حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ
كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ ﴾
( سورة الجاثية الآية: 21 )
أيها الأخوة : أنت حينما تصدق بالحسنى ، تصدق أنك مخلوق للجنة ، تنقل إلى الآخرة اهتماماتك ،
حينما تبني حياتك على العطاء ، وحينما تتقي أن تعصي الله ، الرد الإلهي ، التكريم الإلهي:
﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ﴾
وصدق ولا أبالغ ما من شيء يزلزل النفس كالتعسير ، لذلك الرد الإلهي لإنسان آمن بالدنيا وكفر بالآخرة الرد الإلهي:
﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ﴾
التعسير مؤلم جداً والتيسير مريح.
حقّ الله على عباده أن يعبدوه وألا يشركوا به وحقّ العباد على الله إذا هم عبدوه ألا يعذبهم:
أيها الأخوة الكرام :
أردف النبي عليه الصلاة والسلام سيدنا معاذ وراء ظهره، قال: يا معاذ ! ما حقّ الله على عباده ؟
قال: الله ورسوله أعلم ، سأله ثانية ، وثالثة ، ثم أجابه ، قال : يا معاذ !
حقّ الله على عباده أن يعبدوه ، وألا يشركوا به شيئاً ، شيء واضح تماماً ، لكن في السؤال الثاني ،
قال : يا معاذ وما حق العباد على الله إذا هم عبدوه ؟
كأن الله عز وجل أنشأ لك حقاً عليه ، ما حقّ الله على عباده ؟ أن يعبدوه، وألا يشركوا به شيئاً، فجاء الجواب ألا يعذبهم ".
لذلك قال تعالى:
﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ﴾
( سورة التوبة الآية: 51 )
يجب أن تطمئن للمستقبل.
لا يغيّر الله ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم:
﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾
( سورة الرعد الآية: 11 )
لو سألت إنساناً هل أنت مرتاح ؟ هل أنت في بحبوحة ؟ هل أمورك ميسرة ؟ هل صحتك طيبة ؟
هل دخلك معقول ؟ هل بيتك منضبط ؟ هل أنت سعيد بزوجتك و بأولادك ؟
يقول : نعم والله ، نقول له : لا تغير الله لا يغير ، اطمأن ،
لو سألنا إنساناً آخر ، يقول لك : بيتي قطعة من الجحيم ، لا حول ولا قوة إلا بالله ،
العمل دخله قليل لا يكفي ، عندي مشكلة بعملي ، مشكلة بصحتي ، مشكلة مع زوجتي ، نقول له:
غيّر حتى الله يغير، لا تغير لا يغير، غير ليغير، هذا ملخص ملخص الملخص:
﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾
( سورة الرعد الآية: 11 )
علة خلق الكون أن نعرف الله من خلاله:
﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ
لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴾
( سورة الطلاق )
الله عز وجل يعلم وسيحاسب وسيعاقب :
سأقول لك كلمات ثلاث ؛ حينما تؤمن أنه يعلم ، وسيحاسب ، وسيعاقب ، لا يمكن أن تعصيه ،
أقول لكم هذه الكلمة : كل إنسان لا يدخل الله في حساباته يعد من أغبى الأغبياء ،
مرة الإمام الغزالي يخاطب نفسه يقول:
" يا نفس، لو أن طبيباً منعك من أكلة تحبينها لا شك أنك تمتنعين ، أيكون الطبيب أصدق عندك من الله ؟
أيها الأخوة : بقيت مقولة أخيرة أن الله عز وجل سخر لنا هذا الكون تسخيرين :
** تسخير تعريف
** وتسخير تكريم
يستنبط هذا من قول النبي عليه الصلاة والسلام:
(( هِلالٌ خَيْرٍ وَرُشْد ))
[ أخرجه الطبراني في الكبير عن رافع بن خديج ]
أي أن هذا الهلال ننتفع بضوئه و يرشدنا إلى الله ، هدف تعريفي ، وهناك هدف نفعي ،
والعالم الغربي انتفع من الهدف النفعي والمؤمن ينتفع بادئ ذي بدء من الهدف التعريفي،
فلذلك أنت حينما تأكل تفاحة يجب أن تفكر فيما تأكل والدليل :
﴿ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ ﴾
( سورة عبس)
شجرة أعطت هذه الثمرة ، حجمها معتدل ، لونها جميل ، طعمها طيب سكري ،
قوامها سهل ، لها قشرة ، هذه الصفات من أعطاها إياها ؟
هذه الشجرة معمل صامت من دون ضجيج ، تأخذ الغذاء من الأرض تعطيك هذا التفاح الطيب.
فلذلك كل شيء الله خلقه ، خلقه لهدفين أن تعرفه من خلاله ، وأن تنتفع به ،
والغرب حقق الهدف الثاني بأعلى درجة ،
أما المؤمن ينبغي أن يضيف إلى الانتفاع بالشيء أن يعرف الله من خلاله.
والحمد لله رب العالمين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]