من طرف meshal الإثنين سبتمبر 05, 2011 10:04 pmمقال // المتحابــات في الله // الشيخ مشعل العتيبي
كم تحتاج المؤمنه في هذه الحياة،إلى صاحبة تناجيها،وخِلّيلةِ تلاقيها وتواسيها، تشاطرها مسرتها، وتشاركها مساءتها.
الإسلام
دين الأخوة والمحبة والتآلف وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ
مَا فِى ٱلأرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـٰكِنَّ
ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ .... وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ
...
هذا هو الحب فى الله
المتحابات في الله، دائمة صحبتهن، باقية
مودتهن، لا تزيدهن الأيام إلا وثوقا وإحكاما، ٱلأَخِلاء يَوْمَئِذٍ
بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ ٱلْمُتَّقِينَ
كيف لا وقد قالها رسول الله :قالها والكل قد وقف يستمع إليه
فقال
(أيها الناس اسمعوا واعقلوا، واعلموا أن لله عز وجل عبادا ليسوا بأنبياء
ولاشهداء، يغبطهم النبيون والشهداء، على منازلهم وقربهم من الله))، فجثى
رجل من الأعراب من قاصية الناس، واتجه إلى النبي وهو يردد : يا رسول الله:
ناس من المؤمنين ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء على
مجالسهم وقربهم؛صفهم لنا. فسر وجه رسول الله بسؤال الأعرابي فقال:(هم ناس
من أفناء الناس، ونوازع القبائل، لم تصل بينهم أرحام متقاربة، لكنهم تحابوا
في الله وتصافوا فى الله، يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور فيجلسهم
عليها، فيجعل وجوههم نورا، وثيابهم نورا، يفزع الناس يوم القيامة ولا
يفزعون وهم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) صحيح الترغيب و
الترهيب // 3027
فيا الله هنيئا ثم هنيئا لهم
أوليست أطول قصة حب هي قصة الحب فى الله
كيف لا وقد بدأت على طريق واحد وبدأت بهم واحد بدأت بالنصح والتواصي عند اللقاء واستمرت فى ظهر الغيب بالدعاء
لتنتهى بمنابر من نور يغبطهم عليها الأنبياء والشهداء
فأروع ماقد يكون فى العمر الإخاء ولكن الأروع أن يزهو بالوفاء
وأروع مافى القلب نبضات ولكن الأروع أن ينبض بالدعاء
وأروع مافى الدعاء أن تدعو لمن تحب ولكن الأروع أن تتقرب بمحبتك فيه لرب الأرض والسماء
الحب فى الله نور ينبع من القلوب لاينتهي بالوداع ولايقطعه أي داع
يزيد الإيمان يقود إلى الجنان
فهنيئا ثم هنيئا لهن إخوات صدق تقربن بمحبتهن لله ،،
وعكفت قلوبهن على كتاب الله،وأسبلن دموعهن من خشية الله ،
ما زالن إلى المعالي يتسابقن وفي مصابيح الهداية يشرقن،سمو وارتقاء وخلق ونقاء ومحبة تزداد في كل لقاء.
ومنبع هذا كله الأخوة الصافية أساسها الحب في الله .
انظرى إليهن وهن يتحركن فى طاعة الله انظرى إليهن وهن يتواعدن فى عمل خير يقربهن إلى الله
والله ماجمعهن إلا الحب فى الله وما ألف بين قلوبهن إلا الحب فى الله
لايفرقهن خصام ولايحدث بينهن هجران ولاينزغ بينهن شيطان
إذا سمعت إحداهن عن أخيتها نميمة وكذب قالت حاشا لله إنما هذا بهتان
إذا جاءها عن أخيتها قيل وقال قالت معاذ الله هذه وشاية حاسد ومكائد شيطان
إذا وقفت خصيمة لأخيتها فى الله
تقف ولسان حالها إنى أ رجو الله والدار الآخرة إنى أرجو رضاالله فيك
فتقولها بقلب مليء بالحب والإيمان
إن كنت قد أخطأت عليك فاعتذر فإن الله ربى وربك يصفح ويعذر وإن كنت أنت من أخطأ علي فأسأل من نشترك فى حبه وعبادته
أنى قد عفوت عنك تقولها عفوت عنك لوجه الله.
فهنيئا لهن على هذه القلوب قلوب تربع فيها الحب فى الله
فكم للحب فى الله من دلالات وكم فيه من تضحيات
تقول إحدى الأخوات ..
تخرجت مع صاحبتى وفاء من نفس الكلية في نفس العام ....
وقد كنا معا فى الكلية ..أنا وصاحبتي وفاء ..حيث جمعتنا أوقاتنا الطيبة..جمعتنا الألفة والمحبة
جمع بيننا هدف واحد وغاية واحدة ..وضم خيالنا نفس الآمال والآلام والمشاعر ..
كنا نتفق معاً في كل شيء ، ليس في الأداء فقط ، بل في الكلمات والأحلام والرؤى كذلك ..
وجدتها .. وكأني وجدت نفسي .. كنت استمع لحديثها الصافي لكأن الكلمات فيه عطور ورياحين وأحرف نور وزهور ..
تعلمت منها الكثير..تعلمت أنني وهي ملك لهذا الدين،
وأننا بحاجة إليه وما هو بحاجة إلينا ،
وأصبحنا على يقين أن هذا هو الطريق الوحيد لسعادتنا وسعادة البشرية جمعاء ..
جمعتنا أعمال المصلى من حفظ وطاعات ووسائل دعوية ونشاطات
تواصينا على مذاكرة دروسنا سويا .. وتعاهدنا أنفسنا على ايقاظ بعضنا البعض لصلاة الفجر ولقيام الليل
كانت أهدافنا تسمو للمعالى ..أربع سنوات قضينا فيها أروع الأوقات
وهكذا تخرجنا .. كتب الله لى أن أعمل معلمة فى نفس المدينة
أما صاحبتى وفاء فكان عملها فى هجرة تبعد عنها قرابة المائتى كيلو
هكذا أراد الله .. وهذه حكمة الله
تمر الأيام وقد كنا نتعاهد بعضنا بالتشاور والمزاح والزيارات
لاأبالغ إذا قلت لكم أننا كنا نشعر بمحبتنا لبعضنا دون أن تنطق بها أحدنا
كنا
نرى هذه المحبة تدفع أجسادنا وجوارحنا أن نعمل لأهدافنا وغاياتنا وأن نضحى
بأوقاتنا لنكون بالقرب من بعضنا لتترتقى هممنا ويزداد إيماننا ..
اتفقنا حبا فى الدعوة واهتماما فى العمل للدين
أن ننظم إلى إحدى الدور أو الجمعيات الخيرية لنكمل ماكنا عليه فى الكلية
علمنا أن الدور والجمعيات بحاجة ماسة للأخوات الصادقات
بدأنا نتواصى على ذلك .. وانضممنا فى الدار النسائية القريبة من البيت
وجدنا أنفسنا فى همة عالية .. كان حبنا لبعضنا يقودنا ويدفعنا
كيف لا ونحن نستشعر أنه حب لله وفى الله لم تصنعه دنيا ولم تقوده مصالح
تمضى الأيام ونحن نمضى بثبات الحب الذى ساقنا إلى حفظ القرآن
تمضى الأيام ونحن نمضى بثبات الحب الذى دفعنا لإرضاء رب الأنام
تمضي الأيام وقلوبنا تزداد نبضا فى حبنا لبعضنا
حتى رأينا بأعيننا هذا الحب ينتشر في أرجاء الدار الكل يشعر به وإن لم يراه
وهكذا كنا .. حتى بدأت صاحبتى وفاء تعانى من ضيق الوقت
فلم تستطع أن توفق بين عملها البعيد وبين الانتظام والحضور معنا فى الدار عند المساء
حتى تباعدنا وأصبحنا لانرى بعضنا إلا بالأسابيع
وفوجئت ذلك المساء بوالدة صاحبتى وفاء تتصل على بصوت متهدج يحمل الهموم وهى تردد أين أنت بنيتى أين أنت لم نعد نراك
أين زياراتك فسألتها وماذا عن وفاء ؟ سألتها فإذا بي أسمع بكاءها ونشيجها
فقلت أين وفاء ماذا بها فقالت ياولاء يابنيتى أخيتك وفاء لها قرابة
العشر أيام وأنا لاأعلم ماذا بها ؟؟
أصبحت كسيرة منطوية لاتتكلم معى إلا بالدموع والبكاء فأرجوك بنيتى
لعلها تراك وينشرح صدرها
ذهبت أجر الخطا .. ذهبت متثاقلة بهموم تقلقنى وخواطر تلاحقنى ..ماذا بها ؟؟
دخلت عليها .. فإذا بى أجد وفاء تصرخ فى وجهى وهى تردد أخرجى .. أخرجى
لاأريد أن أراك .. لاأريد أن أرى أحد ..لا أريد أن أتكلم ..أرجوكم فبكت ..
بكت بكاء قطع نياط قلبى
أول مرة أراها تبكى هكذا ..أمسكت بها وأنا أهدئها وأقبل رأسها ويدها
فقالت والدتها لقد اتفقنا مع أحد القراء أن يأتى أليها ..فقد رفضت حتى المستشفيات
لم أتمالك نفسي وأنا أنظر إليها.. خرجت وأنا أبكى فلم أتوقع أن يحدث ذلك
ولكن الأقدار تجرى على كل إنسان
استأذنت من المدرسة أسبوع وأصبحت أرافق وفاء والازمها فى بيتها
بدأت حالتها تسوء.. بدأ شعرها يتساقط ..قالوا لنا أنها قد أصيبت بعين قوية
قد تهلكها إذا لم نتداركها
فياالله ..كان الرقاه يتناوبون عليها ..وكم كانت تعانى من القراءة والألام..
لكننى كنت معها أصبرها وأهون عليها وأسهر عند رأسها .. أقرأ عليها حتى تنام
مرت الشهور وحالتها وفاء تزداد سوء ووالدتها لاتملك إلا البكاء والدعاء ..
وأنا
معها .. معها فى غرفتها .. ومعها ألح عيها مرات ومرات أن تأكل ومعها فى
دورة المياه لمساعدتها فقد كانت عاجزة ومهمومة أصبحت حركة وفاء ثقيلة جدا
ثلاثة أشهر تمضى وصاحبتى أسيرة المرض لاتقوم إلا بصعوبة
وأنا معها وبقربها أقرأ عليها وأضع الطعام فى فمها وأنظف القذر من تختها ...
ووالدتها تبكى كل يوم وهى تحتضننى وتردد لم أكن أتصور كل هذا الوفاء
وكل هذا الحب ..
لم أكن أتصور أن الحب بينكن يصل إلى هذا الحد من التضحية والايثار
بارك الله فيك يا ولاء بما قمت وتقومين به لأخيتك وفاء
فقلت
لها وأنا أنظر إلى وفاء والله ياأمى ماقمت بشىء .. والله ياأم وفاء لم
أعمل شىء والله لو أقطع من جسدى لحبيبتى لشفاءها لما ترددت .. فنظرت فإذا
وفاء دموعها قد تساقطت ووالدتها تبكى فبكيت .. بكيت وأنا أتذكر حيويتها
ونشاطها ..
بكيت وأنا أتذكر كيف كانت وكيف هى الأن ..
علمت أن الله يريد أن يرى الحب بيننا ..
علمت أن المنابر عند الله غاليه .. والله غاليه
علمت أن الله يريد أن يرى ذلك الحب الذى سيظله يوم لاظل إلا ظله
علمت أن ذلك الظل يريد الثبات .. يريد حب يملأه العطاء والصفاء والنقاء
علمت أن الحب فى الله ليس مجرد كلام بل عمل واحتساب ليوم الحساب
جاءت
والدتى إلى بيت وفاء .. جاءت وهى تلح على أن أعود إلى البيت أو على الأقل
أن أعود إلى المدرسه وأخبرتني أن إدارة المدرسة قررت أن تطوى قيدى وتفصلنى
حيث استمر غيابى وازدادت إجازاتى ..
وبدأت والدتى ووالدة وفاء ... يلحان علي بأن أعود إلى مدرستى ..
فقلت لهم وأنا أنظر إلى رفيقة دربى وحبيبتى ..
كيف تريدوننى أن أعود وبأى نفس أعود .. بأى قلب أمشى بين الطالبات ..
وقلبى مع من ملكت قلبي
كيف أعود إلى مدرستى وأنا مهمومة بحبيبتى ..
والله لن أهنأ بحياتى إلا إذا رأيتها كما كانت معي
لن أهنأ بعيشى إلا إذا قرت عينى برؤيتها وهى بأحسن أحوالها ..
وهكذا يستمر الحال سنة وصاحبتى وفاء تزداد ثقل فى جسدها وصعوبة فى حركتها
لقد أهلكها هذا المرض وهذا العين ولاحول ولاقوة إلا بالله
فيا الله إن لقضاءك حكمة ..إن الله إذا أحب عبد ا ابتلاه ...
بدأت اتقرب إلى الله .. بدأت الح على الله ..
بدأ ايمانى يزداد ويزداد تقربا واتصالا بالله
علمت أن الله يريد منا اللجوء إليه .. يريد منا التضرع إليه
وفاء ملقاة على الأرض .. وأنا لاأملك كل ليل إلا الدعاء والبكاء ..
دعوت الله..صدقت مع الله.. رجوت الله وأنا على يقين أن الله قريب..أن الله مجيب
أما قال الله أمن يجيب المضطر إذا دعاه ..
أما قال الله ( ادعونى استجب لكم )
والله ثم والله كم كنت أجهل أهمية الدعاء .. كم كنت أستهين بالدعاء ..
تمر الأيام وأناأشجع صاحبتى وأبكى بين يديها لتقبل على القرأن وتستعين بكلام الله
أقرأى البقرة وآل عمران .. افرأى الفاتحة والمعوذات .. ستجدين الشفاء والله ستجدين الشفاء
الأرْضُ ضَاقَتْ وَالسَّمَاءُ تَجَهَّمَتْ
وَعَلا بِهَذا الأُفْقِ صَوْتُ بُكَائِي
وَسَألْتُ عَنْكِ يا وَفَاءُ فَــلَمْ أَجِدْ
إلا جَوَابَاً ضَـاقَ مِنْهُ فَضَائِــي
وعَلـِمْتُ أَنَّ السَّــقْمَ أَرْدَاكِ فلمْ
تقـوَيْ مُجَالـدَةً على الأَدْوَائِـي
وَعَلـــِمْتُ أنَّكِ للجِرَاحِ أَسِيْرَةً
هَذَا الذي والله زادَ عَنائِـــــي
وَذكرْتُ أيَّامَاً مَضَتْ يا حُسْنَهَا
كُنْتِ كَنَجْمٍ قد أضَاءَ سَمَائِــــي
كنْتِ المُعِيْنَ إذِ اللَّيَالِي أظْلَمَتْ
كنْتِ بِهَذا الكونِ كـلَّ عَزَائِــي
كـنَّا مَعَ القـرآنِ نَحْـيَا عُمْرَنَــا
حتى نُزِيـْـلَ بنــورهِ الظلــْمَاءِ
كنتِ مَعِي رُوحَاً تعِيْشُ بمُهْجَتِي
وَأرَاكِ وَجْهَاً مُشْـرِقَاً وَضَّـــاءِ
نَمْضِيْ على دَرْبِ الهُدَى لا نَبْتَغِي
غَـيْرَ الجِنَـانِ ونَهـْتَـــنِي بلــقاءِ
وأنَـا أرَاكِ اليـَوْمَ فِيْ ثوْبِ الأَسَى
فتََكتْ بِكِ الأمْرَاضُ يا لَشقائي
أختاهُ عذراً لسْتُ أدْري ما لذي
أعْـــطِيكِ ما دَامَ القليْلُ عَطَائِي
فالروحُ أثْمَنُ ما مَـلكْتُ وَليْتهَا
تُــهْدَى إليْكِ فتَعْـلمِيْنَ إخَائِــي
لـكـــنْ لــنَا فالله آمَـــالٌ بَــدَتْ
تَرْنُـو لتمْـحُو حَالِكَ الظَّـلْـمَـاءِ
ولـنَــا كِـتـَابُ الله فِـي آيـَـاتِــهِ
عندَ انْطِبَاقِ اليَأسِ خَيْرَ شِفَائِي
ها قد رفَعْتُ الكَفَّ مَسْلُوبَ القِوَى
حتى اسْــتَجَابَ اللهُ كلَّ دُعَائِي
وشــفاكِ رَبِِّــي يا أخَيَّـةَ بَعْدَمَا
عِـــشـنا شهُوراً كلُّهُـنَّ عَنَـائِي
عُدْتِ لِرُوحِــي يا حَبِيْبَةُ عِنْدَمَا
أوْشــكتُ أنْ أحْـيَا مَعَ الغُـرَبَاءِ
عُدْتِ لِنُكمِلَ فِي الحَيَاةِ مَسِيْرَنَا
نَرْقَـــى بهَــذا الحُــبِّ للعَـلــيَاءِ
فلاإله إلا الله تمر الأيام وإذا بصاحبتى تحرك رجليها ثم حركت يديها ..
بدأت تشعر بانشراح فى صدرها ..
بكيت .. بكي لأننى علمت أن الله قد استجاب ..والله قد استجاب
ما أرحمك ياالله .. ماأكرمك يا الله ..
انتصبنا بالليل فأعنتنا ... تصبرنا على البلاء فرفعت عنا
دعوناك فأجبتنا ..
بدأت صاحبتى تمشى .. بدأت وفاء تمد يديها ..
مدتها لى ..لتمسك بي ..اندفعت علي
اندفعت وهى تضمنى وتقبلنى ..
قبلتنى .. وهى تنزل على ركبتيها نزلت بين قدمى ..لقد كانت تريد أن تقبل قدمى
بكت وهى تردد لن أنساك .. لن أنسى مواقفك ..لن أنسى ماقمت به من أجلي
فرفعتها .. وأنا أقبل رأسها وأقول والله ماقدمت شىء يا أخيتى
حبنا لبعضنا ليس كلام باللسان .. بل شعور فى القلوب وأفعال بالجنان
حبنا لبعضنا ينبع من الإيمان ..ويتطلع لرضا الرحمن ..
وهكذا لازلنا نتواصى ببعضنا .. ونتواصى مع بعضنا فاللهم لاتفرق بيننا ..
صاحبتى وفاء هذه الأيام ترافقنى فى التسوق لزواجى
فقد تقدم لى من رضينا بخلقه ودينه
وأنا أردد لن يفرقنا إلا الموت يا وفاء..وهى تضحك وتقول بل قولى الزواج والحب الآخر
فأمسكت بيدها وقبلتها وقلت سترين كيف يزداد حبنا ويزداد ...
وهكذا يمضى الحب فى الله .
فلله درهن .. تواصين على طاعة الله .. وتصبرن على قضاء الله
سلاحهن الدعاء وعونهن الحب فى الله ... هنيئا لهن ..
هنيئا لهن وهن يحملن لواء الحب فى الله
أما قال رسولنا عليه الصلاة والسلام :
ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ،
فما أجمل وأروع من يدٍ حانيه تمسح على رأسك وتأخذكِ بين أحضانها إذا ألمت بكِ كربه
وما أجمل أن يكون لكِ صديقة محبة لك فى الله
تعينك على طاعة الله تكون معك فى السراء وفي الضراء
الحب في الله
إن ترتقي همومنا الى ماهو أسمى وأنفع في الدنيا
عندما تريدين ان تحبي في الله تذكري
قول النبي صلى الله عليه وسلم
( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل )
تذكرى قول الله ( الأخلاء يومئذٍ بعضهم لبعضٍ عدوٌ إلا المتقين )
عندما تختارين حبيبتك فى الله
فاختاريها لقربها من الله
قربها من الله بطاعاتها وقرباتها
اختاريها لسمتها وأخلاقها
اختاريها لطيبتها وابتسامتها
اختاريها لهمتها فى إرضاء ربها ونشاطها لدعوة أخواتها
اختاريها وهى تتلذذ فى خدمة أخواتها
مسكينة والله من لم تستظل بشجرة الحب في الله وتجني ثمارها
ثمار الحب في الله قوة وزيادة في الإيمان ويقين بالرحمن
ثمار الحب في الله حياة للقلوب والأبدان وانصراف عن الغفلة والحرام .
ثمار الحب في الله ثبات على الإلتزام . ومراقبة للديان
هذه هى ثمار الحب فى الله فأين الغافلات
هذه هى ثمار الحب فى الله فأين المترددات
فأين الأنفس التى تعلقت بحب الأوهام من عشق وهوى واعجاب
نفس خضعت للحب والشهوات
وغرقت في بحر الهوى واللذات...وبنت قصور الحزن والحسرات
نفس انغمست في طاعة الشيطان
ونفذت أوامره بكل إتقان ...وغفلت عن رب منان
رب عظيم رحمن ..رب كريم ذو جنان
فكم تستغربين وأنت تسمعين من بعض الأخوات كيف انحرفت عواطفهن
فياحسرتاه على أحوالهن ..
فهيا أخيتنا الكريمه ..
هيا إلى حياة السعداء على طريق الحب في الله بالقرب من الرحمن ..
كم تحتاج المؤمنه في هذه الحياة،إلى صاحبة تناجيها،وخِلّيلةِ تلاقيها وتواسيها، تشاطرها مسرتها، وتشاركها مساءتها.
الإسلام
دين الأخوة والمحبة والتآلف وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ
مَا فِى ٱلأرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـٰكِنَّ
ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ .... وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ
...
هذا هو الحب فى الله
المتحابات في الله، دائمة صحبتهن، باقية
مودتهن، لا تزيدهن الأيام إلا وثوقا وإحكاما، ٱلأَخِلاء يَوْمَئِذٍ
بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ ٱلْمُتَّقِينَ
كيف لا وقد قالها رسول الله :قالها والكل قد وقف يستمع إليه
فقال
(أيها الناس اسمعوا واعقلوا، واعلموا أن لله عز وجل عبادا ليسوا بأنبياء
ولاشهداء، يغبطهم النبيون والشهداء، على منازلهم وقربهم من الله))، فجثى
رجل من الأعراب من قاصية الناس، واتجه إلى النبي وهو يردد : يا رسول الله:
ناس من المؤمنين ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء على
مجالسهم وقربهم؛صفهم لنا. فسر وجه رسول الله بسؤال الأعرابي فقال:(هم ناس
من أفناء الناس، ونوازع القبائل، لم تصل بينهم أرحام متقاربة، لكنهم تحابوا
في الله وتصافوا فى الله، يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور فيجلسهم
عليها، فيجعل وجوههم نورا، وثيابهم نورا، يفزع الناس يوم القيامة ولا
يفزعون وهم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) صحيح الترغيب و
الترهيب // 3027
فيا الله هنيئا ثم هنيئا لهم
أوليست أطول قصة حب هي قصة الحب فى الله
كيف لا وقد بدأت على طريق واحد وبدأت بهم واحد بدأت بالنصح والتواصي عند اللقاء واستمرت فى ظهر الغيب بالدعاء
لتنتهى بمنابر من نور يغبطهم عليها الأنبياء والشهداء
فأروع ماقد يكون فى العمر الإخاء ولكن الأروع أن يزهو بالوفاء
وأروع مافى القلب نبضات ولكن الأروع أن ينبض بالدعاء
وأروع مافى الدعاء أن تدعو لمن تحب ولكن الأروع أن تتقرب بمحبتك فيه لرب الأرض والسماء
الحب فى الله نور ينبع من القلوب لاينتهي بالوداع ولايقطعه أي داع
يزيد الإيمان يقود إلى الجنان
فهنيئا ثم هنيئا لهن إخوات صدق تقربن بمحبتهن لله ،،
وعكفت قلوبهن على كتاب الله،وأسبلن دموعهن من خشية الله ،
ما زالن إلى المعالي يتسابقن وفي مصابيح الهداية يشرقن،سمو وارتقاء وخلق ونقاء ومحبة تزداد في كل لقاء.
ومنبع هذا كله الأخوة الصافية أساسها الحب في الله .
انظرى إليهن وهن يتحركن فى طاعة الله انظرى إليهن وهن يتواعدن فى عمل خير يقربهن إلى الله
والله ماجمعهن إلا الحب فى الله وما ألف بين قلوبهن إلا الحب فى الله
لايفرقهن خصام ولايحدث بينهن هجران ولاينزغ بينهن شيطان
إذا سمعت إحداهن عن أخيتها نميمة وكذب قالت حاشا لله إنما هذا بهتان
إذا جاءها عن أخيتها قيل وقال قالت معاذ الله هذه وشاية حاسد ومكائد شيطان
إذا وقفت خصيمة لأخيتها فى الله
تقف ولسان حالها إنى أ رجو الله والدار الآخرة إنى أرجو رضاالله فيك
فتقولها بقلب مليء بالحب والإيمان
إن كنت قد أخطأت عليك فاعتذر فإن الله ربى وربك يصفح ويعذر وإن كنت أنت من أخطأ علي فأسأل من نشترك فى حبه وعبادته
أنى قد عفوت عنك تقولها عفوت عنك لوجه الله.
فهنيئا لهن على هذه القلوب قلوب تربع فيها الحب فى الله
فكم للحب فى الله من دلالات وكم فيه من تضحيات
تقول إحدى الأخوات ..
تخرجت مع صاحبتى وفاء من نفس الكلية في نفس العام ....
وقد كنا معا فى الكلية ..أنا وصاحبتي وفاء ..حيث جمعتنا أوقاتنا الطيبة..جمعتنا الألفة والمحبة
جمع بيننا هدف واحد وغاية واحدة ..وضم خيالنا نفس الآمال والآلام والمشاعر ..
كنا نتفق معاً في كل شيء ، ليس في الأداء فقط ، بل في الكلمات والأحلام والرؤى كذلك ..
وجدتها .. وكأني وجدت نفسي .. كنت استمع لحديثها الصافي لكأن الكلمات فيه عطور ورياحين وأحرف نور وزهور ..
تعلمت منها الكثير..تعلمت أنني وهي ملك لهذا الدين،
وأننا بحاجة إليه وما هو بحاجة إلينا ،
وأصبحنا على يقين أن هذا هو الطريق الوحيد لسعادتنا وسعادة البشرية جمعاء ..
جمعتنا أعمال المصلى من حفظ وطاعات ووسائل دعوية ونشاطات
تواصينا على مذاكرة دروسنا سويا .. وتعاهدنا أنفسنا على ايقاظ بعضنا البعض لصلاة الفجر ولقيام الليل
كانت أهدافنا تسمو للمعالى ..أربع سنوات قضينا فيها أروع الأوقات
وهكذا تخرجنا .. كتب الله لى أن أعمل معلمة فى نفس المدينة
أما صاحبتى وفاء فكان عملها فى هجرة تبعد عنها قرابة المائتى كيلو
هكذا أراد الله .. وهذه حكمة الله
تمر الأيام وقد كنا نتعاهد بعضنا بالتشاور والمزاح والزيارات
لاأبالغ إذا قلت لكم أننا كنا نشعر بمحبتنا لبعضنا دون أن تنطق بها أحدنا
كنا
نرى هذه المحبة تدفع أجسادنا وجوارحنا أن نعمل لأهدافنا وغاياتنا وأن نضحى
بأوقاتنا لنكون بالقرب من بعضنا لتترتقى هممنا ويزداد إيماننا ..
اتفقنا حبا فى الدعوة واهتماما فى العمل للدين
أن ننظم إلى إحدى الدور أو الجمعيات الخيرية لنكمل ماكنا عليه فى الكلية
علمنا أن الدور والجمعيات بحاجة ماسة للأخوات الصادقات
بدأنا نتواصى على ذلك .. وانضممنا فى الدار النسائية القريبة من البيت
وجدنا أنفسنا فى همة عالية .. كان حبنا لبعضنا يقودنا ويدفعنا
كيف لا ونحن نستشعر أنه حب لله وفى الله لم تصنعه دنيا ولم تقوده مصالح
تمضى الأيام ونحن نمضى بثبات الحب الذى ساقنا إلى حفظ القرآن
تمضى الأيام ونحن نمضى بثبات الحب الذى دفعنا لإرضاء رب الأنام
تمضي الأيام وقلوبنا تزداد نبضا فى حبنا لبعضنا
حتى رأينا بأعيننا هذا الحب ينتشر في أرجاء الدار الكل يشعر به وإن لم يراه
وهكذا كنا .. حتى بدأت صاحبتى وفاء تعانى من ضيق الوقت
فلم تستطع أن توفق بين عملها البعيد وبين الانتظام والحضور معنا فى الدار عند المساء
حتى تباعدنا وأصبحنا لانرى بعضنا إلا بالأسابيع
وفوجئت ذلك المساء بوالدة صاحبتى وفاء تتصل على بصوت متهدج يحمل الهموم وهى تردد أين أنت بنيتى أين أنت لم نعد نراك
أين زياراتك فسألتها وماذا عن وفاء ؟ سألتها فإذا بي أسمع بكاءها ونشيجها
فقلت أين وفاء ماذا بها فقالت ياولاء يابنيتى أخيتك وفاء لها قرابة
العشر أيام وأنا لاأعلم ماذا بها ؟؟
أصبحت كسيرة منطوية لاتتكلم معى إلا بالدموع والبكاء فأرجوك بنيتى
لعلها تراك وينشرح صدرها
ذهبت أجر الخطا .. ذهبت متثاقلة بهموم تقلقنى وخواطر تلاحقنى ..ماذا بها ؟؟
دخلت عليها .. فإذا بى أجد وفاء تصرخ فى وجهى وهى تردد أخرجى .. أخرجى
لاأريد أن أراك .. لاأريد أن أرى أحد ..لا أريد أن أتكلم ..أرجوكم فبكت ..
بكت بكاء قطع نياط قلبى
أول مرة أراها تبكى هكذا ..أمسكت بها وأنا أهدئها وأقبل رأسها ويدها
فقالت والدتها لقد اتفقنا مع أحد القراء أن يأتى أليها ..فقد رفضت حتى المستشفيات
لم أتمالك نفسي وأنا أنظر إليها.. خرجت وأنا أبكى فلم أتوقع أن يحدث ذلك
ولكن الأقدار تجرى على كل إنسان
استأذنت من المدرسة أسبوع وأصبحت أرافق وفاء والازمها فى بيتها
بدأت حالتها تسوء.. بدأ شعرها يتساقط ..قالوا لنا أنها قد أصيبت بعين قوية
قد تهلكها إذا لم نتداركها
فياالله ..كان الرقاه يتناوبون عليها ..وكم كانت تعانى من القراءة والألام..
لكننى كنت معها أصبرها وأهون عليها وأسهر عند رأسها .. أقرأ عليها حتى تنام
مرت الشهور وحالتها وفاء تزداد سوء ووالدتها لاتملك إلا البكاء والدعاء ..
وأنا
معها .. معها فى غرفتها .. ومعها ألح عيها مرات ومرات أن تأكل ومعها فى
دورة المياه لمساعدتها فقد كانت عاجزة ومهمومة أصبحت حركة وفاء ثقيلة جدا
ثلاثة أشهر تمضى وصاحبتى أسيرة المرض لاتقوم إلا بصعوبة
وأنا معها وبقربها أقرأ عليها وأضع الطعام فى فمها وأنظف القذر من تختها ...
ووالدتها تبكى كل يوم وهى تحتضننى وتردد لم أكن أتصور كل هذا الوفاء
وكل هذا الحب ..
لم أكن أتصور أن الحب بينكن يصل إلى هذا الحد من التضحية والايثار
بارك الله فيك يا ولاء بما قمت وتقومين به لأخيتك وفاء
فقلت
لها وأنا أنظر إلى وفاء والله ياأمى ماقمت بشىء .. والله ياأم وفاء لم
أعمل شىء والله لو أقطع من جسدى لحبيبتى لشفاءها لما ترددت .. فنظرت فإذا
وفاء دموعها قد تساقطت ووالدتها تبكى فبكيت .. بكيت وأنا أتذكر حيويتها
ونشاطها ..
بكيت وأنا أتذكر كيف كانت وكيف هى الأن ..
علمت أن الله يريد أن يرى الحب بيننا ..
علمت أن المنابر عند الله غاليه .. والله غاليه
علمت أن الله يريد أن يرى ذلك الحب الذى سيظله يوم لاظل إلا ظله
علمت أن ذلك الظل يريد الثبات .. يريد حب يملأه العطاء والصفاء والنقاء
علمت أن الحب فى الله ليس مجرد كلام بل عمل واحتساب ليوم الحساب
جاءت
والدتى إلى بيت وفاء .. جاءت وهى تلح على أن أعود إلى البيت أو على الأقل
أن أعود إلى المدرسه وأخبرتني أن إدارة المدرسة قررت أن تطوى قيدى وتفصلنى
حيث استمر غيابى وازدادت إجازاتى ..
وبدأت والدتى ووالدة وفاء ... يلحان علي بأن أعود إلى مدرستى ..
فقلت لهم وأنا أنظر إلى رفيقة دربى وحبيبتى ..
كيف تريدوننى أن أعود وبأى نفس أعود .. بأى قلب أمشى بين الطالبات ..
وقلبى مع من ملكت قلبي
كيف أعود إلى مدرستى وأنا مهمومة بحبيبتى ..
والله لن أهنأ بحياتى إلا إذا رأيتها كما كانت معي
لن أهنأ بعيشى إلا إذا قرت عينى برؤيتها وهى بأحسن أحوالها ..
وهكذا يستمر الحال سنة وصاحبتى وفاء تزداد ثقل فى جسدها وصعوبة فى حركتها
لقد أهلكها هذا المرض وهذا العين ولاحول ولاقوة إلا بالله
فيا الله إن لقضاءك حكمة ..إن الله إذا أحب عبد ا ابتلاه ...
بدأت اتقرب إلى الله .. بدأت الح على الله ..
بدأ ايمانى يزداد ويزداد تقربا واتصالا بالله
علمت أن الله يريد منا اللجوء إليه .. يريد منا التضرع إليه
وفاء ملقاة على الأرض .. وأنا لاأملك كل ليل إلا الدعاء والبكاء ..
دعوت الله..صدقت مع الله.. رجوت الله وأنا على يقين أن الله قريب..أن الله مجيب
أما قال الله أمن يجيب المضطر إذا دعاه ..
أما قال الله ( ادعونى استجب لكم )
والله ثم والله كم كنت أجهل أهمية الدعاء .. كم كنت أستهين بالدعاء ..
تمر الأيام وأناأشجع صاحبتى وأبكى بين يديها لتقبل على القرأن وتستعين بكلام الله
أقرأى البقرة وآل عمران .. افرأى الفاتحة والمعوذات .. ستجدين الشفاء والله ستجدين الشفاء
الأرْضُ ضَاقَتْ وَالسَّمَاءُ تَجَهَّمَتْ
وَعَلا بِهَذا الأُفْقِ صَوْتُ بُكَائِي
وَسَألْتُ عَنْكِ يا وَفَاءُ فَــلَمْ أَجِدْ
إلا جَوَابَاً ضَـاقَ مِنْهُ فَضَائِــي
وعَلـِمْتُ أَنَّ السَّــقْمَ أَرْدَاكِ فلمْ
تقـوَيْ مُجَالـدَةً على الأَدْوَائِـي
وَعَلـــِمْتُ أنَّكِ للجِرَاحِ أَسِيْرَةً
هَذَا الذي والله زادَ عَنائِـــــي
وَذكرْتُ أيَّامَاً مَضَتْ يا حُسْنَهَا
كُنْتِ كَنَجْمٍ قد أضَاءَ سَمَائِــــي
كنْتِ المُعِيْنَ إذِ اللَّيَالِي أظْلَمَتْ
كنْتِ بِهَذا الكونِ كـلَّ عَزَائِــي
كـنَّا مَعَ القـرآنِ نَحْـيَا عُمْرَنَــا
حتى نُزِيـْـلَ بنــورهِ الظلــْمَاءِ
كنتِ مَعِي رُوحَاً تعِيْشُ بمُهْجَتِي
وَأرَاكِ وَجْهَاً مُشْـرِقَاً وَضَّـــاءِ
نَمْضِيْ على دَرْبِ الهُدَى لا نَبْتَغِي
غَـيْرَ الجِنَـانِ ونَهـْتَـــنِي بلــقاءِ
وأنَـا أرَاكِ اليـَوْمَ فِيْ ثوْبِ الأَسَى
فتََكتْ بِكِ الأمْرَاضُ يا لَشقائي
أختاهُ عذراً لسْتُ أدْري ما لذي
أعْـــطِيكِ ما دَامَ القليْلُ عَطَائِي
فالروحُ أثْمَنُ ما مَـلكْتُ وَليْتهَا
تُــهْدَى إليْكِ فتَعْـلمِيْنَ إخَائِــي
لـكـــنْ لــنَا فالله آمَـــالٌ بَــدَتْ
تَرْنُـو لتمْـحُو حَالِكَ الظَّـلْـمَـاءِ
ولـنَــا كِـتـَابُ الله فِـي آيـَـاتِــهِ
عندَ انْطِبَاقِ اليَأسِ خَيْرَ شِفَائِي
ها قد رفَعْتُ الكَفَّ مَسْلُوبَ القِوَى
حتى اسْــتَجَابَ اللهُ كلَّ دُعَائِي
وشــفاكِ رَبِِّــي يا أخَيَّـةَ بَعْدَمَا
عِـــشـنا شهُوراً كلُّهُـنَّ عَنَـائِي
عُدْتِ لِرُوحِــي يا حَبِيْبَةُ عِنْدَمَا
أوْشــكتُ أنْ أحْـيَا مَعَ الغُـرَبَاءِ
عُدْتِ لِنُكمِلَ فِي الحَيَاةِ مَسِيْرَنَا
نَرْقَـــى بهَــذا الحُــبِّ للعَـلــيَاءِ
فلاإله إلا الله تمر الأيام وإذا بصاحبتى تحرك رجليها ثم حركت يديها ..
بدأت تشعر بانشراح فى صدرها ..
بكيت .. بكي لأننى علمت أن الله قد استجاب ..والله قد استجاب
ما أرحمك ياالله .. ماأكرمك يا الله ..
انتصبنا بالليل فأعنتنا ... تصبرنا على البلاء فرفعت عنا
دعوناك فأجبتنا ..
بدأت صاحبتى تمشى .. بدأت وفاء تمد يديها ..
مدتها لى ..لتمسك بي ..اندفعت علي
اندفعت وهى تضمنى وتقبلنى ..
قبلتنى .. وهى تنزل على ركبتيها نزلت بين قدمى ..لقد كانت تريد أن تقبل قدمى
بكت وهى تردد لن أنساك .. لن أنسى مواقفك ..لن أنسى ماقمت به من أجلي
فرفعتها .. وأنا أقبل رأسها وأقول والله ماقدمت شىء يا أخيتى
حبنا لبعضنا ليس كلام باللسان .. بل شعور فى القلوب وأفعال بالجنان
حبنا لبعضنا ينبع من الإيمان ..ويتطلع لرضا الرحمن ..
وهكذا لازلنا نتواصى ببعضنا .. ونتواصى مع بعضنا فاللهم لاتفرق بيننا ..
صاحبتى وفاء هذه الأيام ترافقنى فى التسوق لزواجى
فقد تقدم لى من رضينا بخلقه ودينه
وأنا أردد لن يفرقنا إلا الموت يا وفاء..وهى تضحك وتقول بل قولى الزواج والحب الآخر
فأمسكت بيدها وقبلتها وقلت سترين كيف يزداد حبنا ويزداد ...
وهكذا يمضى الحب فى الله .
فلله درهن .. تواصين على طاعة الله .. وتصبرن على قضاء الله
سلاحهن الدعاء وعونهن الحب فى الله ... هنيئا لهن ..
هنيئا لهن وهن يحملن لواء الحب فى الله
أما قال رسولنا عليه الصلاة والسلام :
ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ،
فما أجمل وأروع من يدٍ حانيه تمسح على رأسك وتأخذكِ بين أحضانها إذا ألمت بكِ كربه
وما أجمل أن يكون لكِ صديقة محبة لك فى الله
تعينك على طاعة الله تكون معك فى السراء وفي الضراء
الحب في الله
إن ترتقي همومنا الى ماهو أسمى وأنفع في الدنيا
عندما تريدين ان تحبي في الله تذكري
قول النبي صلى الله عليه وسلم
( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل )
تذكرى قول الله ( الأخلاء يومئذٍ بعضهم لبعضٍ عدوٌ إلا المتقين )
عندما تختارين حبيبتك فى الله
فاختاريها لقربها من الله
قربها من الله بطاعاتها وقرباتها
اختاريها لسمتها وأخلاقها
اختاريها لطيبتها وابتسامتها
اختاريها لهمتها فى إرضاء ربها ونشاطها لدعوة أخواتها
اختاريها وهى تتلذذ فى خدمة أخواتها
مسكينة والله من لم تستظل بشجرة الحب في الله وتجني ثمارها
ثمار الحب في الله قوة وزيادة في الإيمان ويقين بالرحمن
ثمار الحب في الله حياة للقلوب والأبدان وانصراف عن الغفلة والحرام .
ثمار الحب في الله ثبات على الإلتزام . ومراقبة للديان
هذه هى ثمار الحب فى الله فأين الغافلات
هذه هى ثمار الحب فى الله فأين المترددات
فأين الأنفس التى تعلقت بحب الأوهام من عشق وهوى واعجاب
نفس خضعت للحب والشهوات
وغرقت في بحر الهوى واللذات...وبنت قصور الحزن والحسرات
نفس انغمست في طاعة الشيطان
ونفذت أوامره بكل إتقان ...وغفلت عن رب منان
رب عظيم رحمن ..رب كريم ذو جنان
فكم تستغربين وأنت تسمعين من بعض الأخوات كيف انحرفت عواطفهن
فياحسرتاه على أحوالهن ..
فهيا أخيتنا الكريمه ..
هيا إلى حياة السعداء على طريق الحب في الله بالقرب من الرحمن ..
