مختارات من كلام ابن القيم : (2 )
قال رحمه الله :
مفسدات القلب ومكدراته هي :
كُُُُُُثرة الخلطة
فأما ما تؤثره كثرة الخلطة : فامتلاء القلبمن دخان أنفاس بني آدم حتى يسود ، ويوجب له تشتتاً وتفرقاً ، وهماً وغماً وضعفاً وحملالما يعجز عن حمله من مؤنة قرناء السوء . هذا ؟ وكم جلبت خلطة الناس من نقمة ؟ ودفعتمن نعمة ؟ وأنزلت من محنة ؟ وعطلت من منحة ؟ وأحلت من رزية ؟ وأوقعت في بلية ؟
الطعام
فالإسراف في الحلال والشبع المفرط ، فإنهيثقله عن الطاعات ، ويشغله بمزاولة مؤنة البطنة ومحاولتها حتى يظفر بها ، فالصوم يضيقمجاريه ويسد عليه طرقه ، والشبع يطرقها ويوسعها ، ومن أكل كثيراً شرب كثيراً فنام كثيراًفخسر كثيراً .
كثرة النوم
إذ النوم الكثير يميت القلب ، ويثقل البدن، ويضيع الوقت ، ويورث كثرة الغفلة والكسل ، ومنه المكروه جداً ومنه الضار غير النافعللبدن ، وأنفع النوم ما كان عند الحاجة إليه ، ونوم أول الليل أحمد وأنفع من آخره ،ونوم وسط النهار أنفع من طرفيه وكلما قرب النوم من الطرفين قل نفعه
التعلق بغير الله
وهذا أعظم مفسداته على الإطلاق ، فليس عليهاضر من ذلك ، ولا أقطع عن مصالحه وسعادته منه ، فإنه إذا تعلق بغير الله وكله اللهإلى ما تعلق به وخذله ، فأعظم الناس خذلاناً من تعلق بغير الله
التمني
ويفسد القلب أيضاً بركوبه بحر التمني وهوبحر لا ساحل له ، وهو البحر الذي يركبه مفاليس العالم ، كما قيل : إن المنى رأس أموالالمفاليس .
فهذه الخمسة من أكبر مفسدات القلب
والله أعلم ( مدارج السالكين ) .
_____________________
الأسباب الجالبة لمحبة الله
قال رحمه الله :
أحدها : قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيهوما أريد منه .
الثاني : التقرب إلى الله بالنوافل بعدالفرائض ، فإنها توصله إلى درجة المحبوبية بعد المحبة .
الثالث : دوام ذكره على كل حال باللسانواللقلب ، والعمل والحال . فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من الذكر .
الرابع : إيثار محابه على محابك عند غلباتالهوى .
الخامس : مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتهاومعرفتها . فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة .
السادس : مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ونعمهالباطنة والظاهرة ، فإنها داعية إلى محبته .
السابع : وهو من أعجبها ، انكسار القلببكليته بين يدي الله تعالى .
الثامن : الخلوة به وقت النزول الإلهي لمناجاتهوتلاوة كلامه والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية ثم ختم ذلك بالاستغفار
التاسع : مجالسة المحبين الصادقين ، والتقاطأطايب ثمرات كلامهم كما تنتقى أطايب الثمر .
العاشر : مباعدة كل سبب يحول بين القلبوبين الله . *** كتاب مدارج السالكين ***
تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدونعلواً في الآرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين
قال ابن رجب رحمه الله : " خاتمة السوءتكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لايطلع عليها الناس".
يظنُ الناسُ بي خيراً وإني *** لشرُ الناسِإن لم تعفُ عني
منقول
قال رحمه الله :
مفسدات القلب ومكدراته هي :
كُُُُُُثرة الخلطة
فأما ما تؤثره كثرة الخلطة : فامتلاء القلبمن دخان أنفاس بني آدم حتى يسود ، ويوجب له تشتتاً وتفرقاً ، وهماً وغماً وضعفاً وحملالما يعجز عن حمله من مؤنة قرناء السوء . هذا ؟ وكم جلبت خلطة الناس من نقمة ؟ ودفعتمن نعمة ؟ وأنزلت من محنة ؟ وعطلت من منحة ؟ وأحلت من رزية ؟ وأوقعت في بلية ؟
الطعام
فالإسراف في الحلال والشبع المفرط ، فإنهيثقله عن الطاعات ، ويشغله بمزاولة مؤنة البطنة ومحاولتها حتى يظفر بها ، فالصوم يضيقمجاريه ويسد عليه طرقه ، والشبع يطرقها ويوسعها ، ومن أكل كثيراً شرب كثيراً فنام كثيراًفخسر كثيراً .
كثرة النوم
إذ النوم الكثير يميت القلب ، ويثقل البدن، ويضيع الوقت ، ويورث كثرة الغفلة والكسل ، ومنه المكروه جداً ومنه الضار غير النافعللبدن ، وأنفع النوم ما كان عند الحاجة إليه ، ونوم أول الليل أحمد وأنفع من آخره ،ونوم وسط النهار أنفع من طرفيه وكلما قرب النوم من الطرفين قل نفعه
التعلق بغير الله
وهذا أعظم مفسداته على الإطلاق ، فليس عليهاضر من ذلك ، ولا أقطع عن مصالحه وسعادته منه ، فإنه إذا تعلق بغير الله وكله اللهإلى ما تعلق به وخذله ، فأعظم الناس خذلاناً من تعلق بغير الله
التمني
ويفسد القلب أيضاً بركوبه بحر التمني وهوبحر لا ساحل له ، وهو البحر الذي يركبه مفاليس العالم ، كما قيل : إن المنى رأس أموالالمفاليس .
فهذه الخمسة من أكبر مفسدات القلب
والله أعلم ( مدارج السالكين ) .
_____________________
الأسباب الجالبة لمحبة الله
قال رحمه الله :
أحدها : قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيهوما أريد منه .
الثاني : التقرب إلى الله بالنوافل بعدالفرائض ، فإنها توصله إلى درجة المحبوبية بعد المحبة .
الثالث : دوام ذكره على كل حال باللسانواللقلب ، والعمل والحال . فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من الذكر .
الرابع : إيثار محابه على محابك عند غلباتالهوى .
الخامس : مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتهاومعرفتها . فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة .
السادس : مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ونعمهالباطنة والظاهرة ، فإنها داعية إلى محبته .
السابع : وهو من أعجبها ، انكسار القلببكليته بين يدي الله تعالى .
الثامن : الخلوة به وقت النزول الإلهي لمناجاتهوتلاوة كلامه والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية ثم ختم ذلك بالاستغفار
التاسع : مجالسة المحبين الصادقين ، والتقاطأطايب ثمرات كلامهم كما تنتقى أطايب الثمر .
العاشر : مباعدة كل سبب يحول بين القلبوبين الله . *** كتاب مدارج السالكين ***
تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدونعلواً في الآرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين
قال ابن رجب رحمه الله : " خاتمة السوءتكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لايطلع عليها الناس".
يظنُ الناسُ بي خيراً وإني *** لشرُ الناسِإن لم تعفُ عني
منقول