المنسوخ من آيات القرآن الكريم ( بحث مفيد للشيخ عبدالرحمن الشهري )
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
موضوع
النسخ من موضوعات علوم القرآن الكريم التي كتبت فيها مؤلفات كثيرة جداً في
القديم والحديث ، لأهميتها ، ولما يترتب على معرفتها من الفهم الصحيح
لكلام الله وخطابه.
وأفضل من كتب في موضوع النسخ في القرآن
الكريم من المتقدمين أبو عبيد القاسم بن سلام المتوفى سنة 224هـ في كتابه
(الناسخ والمنسوخ في القرآن العزيز وما فيه من الفرائض والسنن) وقد حققه
محمد بن صالح المديفر.
وأفضل من كتب في النسخ في القرآن من المتأخرين الدكتور مصطفى زيد رحمه الله في كتابه (النسخ في القرآن الكريم).
وقد كتب الدكتور عبدالله بن محمد
الأمين الشنقيطي وفقه الله كتاباً في الآيات المنسوخة في القرآن الكريم
عنوانه (الآيات المنسوخة في القرآن الكريم) وطبعته مكتبة العلوم والحكم
بالمدينة المنورة ذكر فيه أن ما ثبت عنده نسخه من الآيات تسع آيات فقط ،
دخلها نسخ في سبعة موضوعات ، ولم يجد آية اتفق العلماء على نسخها غير آية
تقديم الصدقة لأجل النجوى بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ، وأما غيرها
من الآيات ففيها خلاف.
وبهذا يتبين أن الآيات المنسوخة في
القرآن الكريم - أخي الكريم- قليلة جداً في القرآن الكريم. وليست كما
يصورها بعض من كتب في النسخ في القرآن أنها بالمئات. والسبب في الخلاف في
النسخ والآيات المنسوخة عدم الاتفاق على مدلول النسخ بين المؤلفين في
الناسخ والمنسوخ ، وقد اشار إلى ذلك جملة من المؤلفين في الناسخ والمنسوخ
، ومن أبرز من أشار إلى ذلك الإمام الشاطبي في الموافقات.
والمتأمل في كتب الناسخ والمنسوخ يجدها
بين إفراط وتفريط ، فكثير منهم عدَّ من النسخ ما ليس بنسخ كالتقييد
والتخصيص والإجمال ، فلذلك جعلوا آية السيف بمفردها ناسخة لأكثر من مائة
آية. وهناك قلة من العلماء منعوا القول بالنسخ في القرآن الكريم وأغلبهم
من المعاصرين ، وما ذكر عن منع أبي مسلم الأصفهاني القول بالنسخ تبين أنه
خلاف لفظي ، وأن التحقيق أنه لم ينكر القول بالنسخ ، وإنما يراه من باب
تخصيص الأزمان.
وهناك عدد من العلماء توسطوا وقبلوا
النسخ بشروطه ، وميزوا بينه وبين غيره من أساليب الخطاب وعلى رأس هؤلاء
الإمام الشافعي رحمه الله تعالى. ومن العلماء الذين تميزوا في هذا الباب
الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسيره حيث حرر مسائل النسخ وآياته
تحريراً بالغاً ، وهو عمدة وحجة في هذا الباب.
كما كان الإمام ابن عبدالبر من أبرز العلماء الذين حرروا مسائل النسخ ومواضعه ، وله في ذلك عبارات بليغة .[/size]
[size=21]ومن
المُسلَّم به أن كون الآية ناسخةً أو منسوخةً أمرٌ توقيفي لا يعلم إلا من
طريق الشارع ، فالذي شرع هو الذي يملك النسخ ورفع الحكم الذي أنزله ، وهذه
المسألة ينبغي أن تتقرر لدينا تماماً.
وكذلك لابد من التعارض بين النصين في الظاهر ، أي أنه لا بد أن يكون الناسخ متضاداً مع المنسوخ.
وقد تعددت دعاوى النسخ في الكتب التي
تعرضت لمسائل النسخ ، وقد رتبها الدكتور عبدالله الشنقيطي وفقه الله على
النحو التالي مبتدأً بأكثرها :
1. الدكتور مصطفى زيد ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (293) آية.
2. ابن الجوزي رحمه الله ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (247) آية.
3. السكري ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (218) آية.
4. ابن حزم ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (214) آية.
5. ابن سلامة ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (213) آية.
6. الأجهوري ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (213) آية.
7. ابن بركات ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (210) آية.
8. مكي بن أبي طالب ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (200) آية.
9. النحاس ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (134) آية.
10. عبدالقاهر ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (66) آية.
11. محمد عبدالعظيم الزرقاني / عدد الآيات المدعى عليها النسخ (22) آية.
12. السيوطي ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (20) آية.
13. الدهلوي ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (5) آية.
فهذه هي جملة الدعاوى ، مع التنبه إلى أن كل من هؤلاء المؤلفين رحمهم الله لا يقبل هذه الدعاوى ، بل كثير منهم يذكرها ويفندها.
فالدكتور مصطفى زيد رحمه الله هو أكثر
من تعرض لقضايا النسخ وناقشها ، وقد قرر في النهاية أنها لا تزيد عن ست
آيات ، علماً بأنه عند البحث أتى بـ(293) آية قيل بنسخها.
وكذلك العلامة ابن الجوزي رحمه الله
عند مناقشة القضية جاء بـ(247) آية ، ولكن بعد البحث قبل منها (22) آية
فقط ، ورد النسخ في (205) آيات ، وقال : إن الصحيح أنها محكمة ، وتوقف في
الباقي وهو (20) آية ، لم يبين فيها حكماً ولم يصرح بالنسخ إلا في سبعة
مواضع فقط.
أما الزرقاني – رحمه الله – فقد تعرض لـ(22) واقعة قبل النسخ في (12) منها.
وأقل من قبل النسخ الإمام الدهلوي رحمه
الله حيث قبله في خمس آيات فقط ، وهي آية الوصية في النساء ، وآية
المصابرة الواحد للعشرة في الأنفال ، وآية الأحزاب (لا يحل لك النساء من بعد) ، وآية المجادلة (إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) وآية المزمل (قم الليل إلا قليلاً) الآية.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
موضوع
النسخ من موضوعات علوم القرآن الكريم التي كتبت فيها مؤلفات كثيرة جداً في
القديم والحديث ، لأهميتها ، ولما يترتب على معرفتها من الفهم الصحيح
لكلام الله وخطابه.
وأفضل من كتب في موضوع النسخ في القرآن
الكريم من المتقدمين أبو عبيد القاسم بن سلام المتوفى سنة 224هـ في كتابه
(الناسخ والمنسوخ في القرآن العزيز وما فيه من الفرائض والسنن) وقد حققه
محمد بن صالح المديفر.
وأفضل من كتب في النسخ في القرآن من المتأخرين الدكتور مصطفى زيد رحمه الله في كتابه (النسخ في القرآن الكريم).
وقد كتب الدكتور عبدالله بن محمد
الأمين الشنقيطي وفقه الله كتاباً في الآيات المنسوخة في القرآن الكريم
عنوانه (الآيات المنسوخة في القرآن الكريم) وطبعته مكتبة العلوم والحكم
بالمدينة المنورة ذكر فيه أن ما ثبت عنده نسخه من الآيات تسع آيات فقط ،
دخلها نسخ في سبعة موضوعات ، ولم يجد آية اتفق العلماء على نسخها غير آية
تقديم الصدقة لأجل النجوى بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ، وأما غيرها
من الآيات ففيها خلاف.
وبهذا يتبين أن الآيات المنسوخة في
القرآن الكريم - أخي الكريم- قليلة جداً في القرآن الكريم. وليست كما
يصورها بعض من كتب في النسخ في القرآن أنها بالمئات. والسبب في الخلاف في
النسخ والآيات المنسوخة عدم الاتفاق على مدلول النسخ بين المؤلفين في
الناسخ والمنسوخ ، وقد اشار إلى ذلك جملة من المؤلفين في الناسخ والمنسوخ
، ومن أبرز من أشار إلى ذلك الإمام الشاطبي في الموافقات.
والمتأمل في كتب الناسخ والمنسوخ يجدها
بين إفراط وتفريط ، فكثير منهم عدَّ من النسخ ما ليس بنسخ كالتقييد
والتخصيص والإجمال ، فلذلك جعلوا آية السيف بمفردها ناسخة لأكثر من مائة
آية. وهناك قلة من العلماء منعوا القول بالنسخ في القرآن الكريم وأغلبهم
من المعاصرين ، وما ذكر عن منع أبي مسلم الأصفهاني القول بالنسخ تبين أنه
خلاف لفظي ، وأن التحقيق أنه لم ينكر القول بالنسخ ، وإنما يراه من باب
تخصيص الأزمان.
وهناك عدد من العلماء توسطوا وقبلوا
النسخ بشروطه ، وميزوا بينه وبين غيره من أساليب الخطاب وعلى رأس هؤلاء
الإمام الشافعي رحمه الله تعالى. ومن العلماء الذين تميزوا في هذا الباب
الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسيره حيث حرر مسائل النسخ وآياته
تحريراً بالغاً ، وهو عمدة وحجة في هذا الباب.
كما كان الإمام ابن عبدالبر من أبرز العلماء الذين حرروا مسائل النسخ ومواضعه ، وله في ذلك عبارات بليغة .[/size]
[size=21]ومن
المُسلَّم به أن كون الآية ناسخةً أو منسوخةً أمرٌ توقيفي لا يعلم إلا من
طريق الشارع ، فالذي شرع هو الذي يملك النسخ ورفع الحكم الذي أنزله ، وهذه
المسألة ينبغي أن تتقرر لدينا تماماً.
وكذلك لابد من التعارض بين النصين في الظاهر ، أي أنه لا بد أن يكون الناسخ متضاداً مع المنسوخ.
وقد تعددت دعاوى النسخ في الكتب التي
تعرضت لمسائل النسخ ، وقد رتبها الدكتور عبدالله الشنقيطي وفقه الله على
النحو التالي مبتدأً بأكثرها :
1. الدكتور مصطفى زيد ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (293) آية.
2. ابن الجوزي رحمه الله ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (247) آية.
3. السكري ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (218) آية.
4. ابن حزم ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (214) آية.
5. ابن سلامة ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (213) آية.
6. الأجهوري ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (213) آية.
7. ابن بركات ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (210) آية.
8. مكي بن أبي طالب ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (200) آية.
9. النحاس ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (134) آية.
10. عبدالقاهر ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (66) آية.
11. محمد عبدالعظيم الزرقاني / عدد الآيات المدعى عليها النسخ (22) آية.
12. السيوطي ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (20) آية.
13. الدهلوي ، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (5) آية.
فهذه هي جملة الدعاوى ، مع التنبه إلى أن كل من هؤلاء المؤلفين رحمهم الله لا يقبل هذه الدعاوى ، بل كثير منهم يذكرها ويفندها.
فالدكتور مصطفى زيد رحمه الله هو أكثر
من تعرض لقضايا النسخ وناقشها ، وقد قرر في النهاية أنها لا تزيد عن ست
آيات ، علماً بأنه عند البحث أتى بـ(293) آية قيل بنسخها.
وكذلك العلامة ابن الجوزي رحمه الله
عند مناقشة القضية جاء بـ(247) آية ، ولكن بعد البحث قبل منها (22) آية
فقط ، ورد النسخ في (205) آيات ، وقال : إن الصحيح أنها محكمة ، وتوقف في
الباقي وهو (20) آية ، لم يبين فيها حكماً ولم يصرح بالنسخ إلا في سبعة
مواضع فقط.
أما الزرقاني – رحمه الله – فقد تعرض لـ(22) واقعة قبل النسخ في (12) منها.
وأقل من قبل النسخ الإمام الدهلوي رحمه
الله حيث قبله في خمس آيات فقط ، وهي آية الوصية في النساء ، وآية
المصابرة الواحد للعشرة في الأنفال ، وآية الأحزاب (لا يحل لك النساء من بعد) ، وآية المجادلة (إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) وآية المزمل (قم الليل إلا قليلاً) الآية.