و أتمنى من الله أنَّ جميع أعضاء المنتدى يعملون بما يحمله الموضوع من قيمٍ عالية.....وسامية
دخل الربيع بن سليمان على أستاذه الإمام الشافعي ـ رحمهما الله ـ في مرض موته، فقال يدعو لأستاذه: قوى الله ضعفك يا إمام .
فقال الشافعي ـ رحمه الله ـ: انظر ماذا تقول، يا بني، لو قوَّى الله ضعفي لقتلني.. "أي، إن ازداد ضعفي قوةً متُّ".
فقال الربيع: والله ما قصدت هذا يا إمام.
فقال الشافعي: والله، يا بني، لو شتمتني لعلمت أنك لم تقصد.
****
رحم الله الإمام القدوة، الذي وحد في الدين بين العلم والعمل، وبين العبادة والسلوك، وبين الحياة والآخرة..
ما أردت الوقوف عنده في هذه الحادثة، قول الإمام الشافعي- رحمه الله- " لو شتمتني، لعلمت أنك لم تقصد"،
هذا القول الذي يجسد فقه " الظن الحسن" أو " حسن الظن" ، في حياة الكبار من سلف هذه الأمة،
الذي به أسسوا لفهم رائع لحقيقة هذا الدين، وجسدوا من خلاله روح هذا الدين، فلم يكونوا مع الدين حفظة نصوص، أو حملة روايات.. بل كانوا وعاء الدين، الذي كان يجري منهم مجرى الدم، ويتغلغل في كل خلية من خلايا أجسامهم، وفي كل قطرة ماء يشربونها، وفي كل نسمة هواء يتنفسونها..
فقه " حسن الظن"، يؤسفنا ويؤلمنا أن نقول: لقد اندرست في حياة الكثيرين من دعاة اليوم معالمه، وغابت عنهم فضائله..
وما ذلك إلا بسبب ضعف الإيمان في النفوس، وتراخي عرى رابطة الأخوة في القلوب..
ومن كانت هذه حاله سهل وقوعه فريسة في شرك سوء الظن..
وواقع الدعاة في أيامنا هذه يؤكد أن سوء الظن مقدم على حسنه.. والحمل عليها أولى من الحمل على غيرها..
إنه للأسف " فقه القطيعة".. نعم سوء الظن يمهد الطريق لفقه القطيعة، ويؤسس لهذا السلوك المخيف.
يا سادة
" سوء الظن" شجرة خبيثة، ثمارها " القطيعة"، وظلالها إن وجدت " القطيعة"..
ولا تنبت هذه الشجرة الخبيثة إلا في قلب خبيث.. لم يتطهر بعد بطهر الإيمان، ولم يسم بسمو الإحسان..
وما أن تنبت هذه البذرة الخبيثة في القلب، حتى يغدو صاحبه لا وزن له في ميدان الإشاعة والغيبة والنميمة.. ما أن ينقل إليه فاسقٌ خبراً ما.. حتى يستشيط غضباً، ويتفجر توعداً، ويتصبب عرقاً، بعد أن تنتفخ أوداجه، ويعلو صدره ويهبط.. كل هذا يحدث بعد النقل.. أ
ما إن زلَّ لسانٌ بحضرته بكلمة جارحة، أو دعوة نابية، فستقوم قائمته، ولن تهدأ ثائرته.. وكأن القيامة قد قامت أو كادت.. لا يجد لمثل هذه الزلة باباً في الخير يحملها عليه، ولا عذراً في قائمة الأخوة يمسحها به.
يا سادة،
من يجدد فينا مقولة الإمام الشافعي- رحمه الله-: والله، لو شتمتني لعلمت أنك لم تقصد..؟!! نعم، فقه " لم تقصد" لكل فعل أو قول يسوؤنا ظاهره، وله في باطن الأخوة ما يجمله، أو ما يدفعنا على الأقل لتحمله أو تجاوزه.. والصمت إزاءه..
وفي فقه " لم تقصد" الذي يدلنا عليه الإمام الشافعي- رحمه الله- مرحلة متقدمة في فقه " الظن الحسن"، إنه يحمل في طياته تبرئة تامة من أي تهمة قد توجه، أو سوء قد يفهم.. أو ضغينة قد تتولد..
هذا الفقه الرائع" فقه لم تقصد" أكده الإمام بقسم بقوله " والله"، ومثله لا يحتاج لقسم، لكن هذا الفقه الغريب في قاموس من ضلَّ أو ابتعد، أو حتى آمن ولم يتفاعل مع متطلبات الإيمان، بحاجة في الحقيقة لقسم، يؤكد وجوده في النفوس المؤمنة، بعد أن اضمحل في نفوس الكثيرين..ِ
ولأنه فقه عزيز ونادر.. فاحرص أخي في الله على امتلاك فقه " لم تقصد".. فهو سبيلك إلى مرتبة في الأخوة عالية.. وسامية..
منقول للامانة
دخل الربيع بن سليمان على أستاذه الإمام الشافعي ـ رحمهما الله ـ في مرض موته، فقال يدعو لأستاذه: قوى الله ضعفك يا إمام .
فقال الشافعي ـ رحمه الله ـ: انظر ماذا تقول، يا بني، لو قوَّى الله ضعفي لقتلني.. "أي، إن ازداد ضعفي قوةً متُّ".
فقال الربيع: والله ما قصدت هذا يا إمام.
فقال الشافعي: والله، يا بني، لو شتمتني لعلمت أنك لم تقصد.
****
رحم الله الإمام القدوة، الذي وحد في الدين بين العلم والعمل، وبين العبادة والسلوك، وبين الحياة والآخرة..
ما أردت الوقوف عنده في هذه الحادثة، قول الإمام الشافعي- رحمه الله- " لو شتمتني، لعلمت أنك لم تقصد"،
هذا القول الذي يجسد فقه " الظن الحسن" أو " حسن الظن" ، في حياة الكبار من سلف هذه الأمة،
الذي به أسسوا لفهم رائع لحقيقة هذا الدين، وجسدوا من خلاله روح هذا الدين، فلم يكونوا مع الدين حفظة نصوص، أو حملة روايات.. بل كانوا وعاء الدين، الذي كان يجري منهم مجرى الدم، ويتغلغل في كل خلية من خلايا أجسامهم، وفي كل قطرة ماء يشربونها، وفي كل نسمة هواء يتنفسونها..
فقه " حسن الظن"، يؤسفنا ويؤلمنا أن نقول: لقد اندرست في حياة الكثيرين من دعاة اليوم معالمه، وغابت عنهم فضائله..
وما ذلك إلا بسبب ضعف الإيمان في النفوس، وتراخي عرى رابطة الأخوة في القلوب..
ومن كانت هذه حاله سهل وقوعه فريسة في شرك سوء الظن..
وواقع الدعاة في أيامنا هذه يؤكد أن سوء الظن مقدم على حسنه.. والحمل عليها أولى من الحمل على غيرها..
إنه للأسف " فقه القطيعة".. نعم سوء الظن يمهد الطريق لفقه القطيعة، ويؤسس لهذا السلوك المخيف.
يا سادة
" سوء الظن" شجرة خبيثة، ثمارها " القطيعة"، وظلالها إن وجدت " القطيعة"..
ولا تنبت هذه الشجرة الخبيثة إلا في قلب خبيث.. لم يتطهر بعد بطهر الإيمان، ولم يسم بسمو الإحسان..
وما أن تنبت هذه البذرة الخبيثة في القلب، حتى يغدو صاحبه لا وزن له في ميدان الإشاعة والغيبة والنميمة.. ما أن ينقل إليه فاسقٌ خبراً ما.. حتى يستشيط غضباً، ويتفجر توعداً، ويتصبب عرقاً، بعد أن تنتفخ أوداجه، ويعلو صدره ويهبط.. كل هذا يحدث بعد النقل.. أ
ما إن زلَّ لسانٌ بحضرته بكلمة جارحة، أو دعوة نابية، فستقوم قائمته، ولن تهدأ ثائرته.. وكأن القيامة قد قامت أو كادت.. لا يجد لمثل هذه الزلة باباً في الخير يحملها عليه، ولا عذراً في قائمة الأخوة يمسحها به.
يا سادة،
من يجدد فينا مقولة الإمام الشافعي- رحمه الله-: والله، لو شتمتني لعلمت أنك لم تقصد..؟!! نعم، فقه " لم تقصد" لكل فعل أو قول يسوؤنا ظاهره، وله في باطن الأخوة ما يجمله، أو ما يدفعنا على الأقل لتحمله أو تجاوزه.. والصمت إزاءه..
وفي فقه " لم تقصد" الذي يدلنا عليه الإمام الشافعي- رحمه الله- مرحلة متقدمة في فقه " الظن الحسن"، إنه يحمل في طياته تبرئة تامة من أي تهمة قد توجه، أو سوء قد يفهم.. أو ضغينة قد تتولد..
هذا الفقه الرائع" فقه لم تقصد" أكده الإمام بقسم بقوله " والله"، ومثله لا يحتاج لقسم، لكن هذا الفقه الغريب في قاموس من ضلَّ أو ابتعد، أو حتى آمن ولم يتفاعل مع متطلبات الإيمان، بحاجة في الحقيقة لقسم، يؤكد وجوده في النفوس المؤمنة، بعد أن اضمحل في نفوس الكثيرين..ِ
ولأنه فقه عزيز ونادر.. فاحرص أخي في الله على امتلاك فقه " لم تقصد".. فهو سبيلك إلى مرتبة في الأخوة عالية.. وسامية..
منقول للامانة