جنة المتحابات فى الله النسائية

 اهلاً بكِ اخيتى يسعدنا انضمامك الى اسرتنا اسرة المتحابات فى الله











انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

جنة المتحابات فى الله النسائية

 اهلاً بكِ اخيتى يسعدنا انضمامك الى اسرتنا اسرة المتحابات فى الله









جنة المتحابات فى الله النسائية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

/
:: هنا أخوة في الله ،على طاعة الله تلاقينا وبالحب في الله ارتقينا ::


2 مشترك

    حكايات قبل النوم

    ღ قلبي ملك ربى ღ
    ღ قلبي ملك ربى ღ
    غالية بالإسلام
    غالية بالإسلام


    الجنسانثى

    محل الاقامة : ارض الله الواسعة

    عدد المساهمات : 3451

    تاريخ التسجيل : 23/08/2010

    sms : اللهم سامع الصوت وسابق الفوت وكاسى العظام لحماً بعد الموت نسألك الجنه ونعوذ بك من النار

    حكايات قبل النوم  Mymeda10


    حكايات قبل النوم  Empty حكايات قبل النوم

    مُساهمة من طرف ღ قلبي ملك ربى ღ الإثنين أبريل 18, 2011 1:37 pm

    حكاية بعد النوم


    قال جدي ليلة بعد السلام

    بعد ما صلى على خير الأنام:
    ادع لي كل الصغار
    لا تدع طفلا ينام
    هاتهم
    عندي لكم أقصوصة
    تحوي ملاحم في النضال وفي القتال
    في بيتنا وقعت ..ولكن..
    كلنا كنا نيام
    بعد أن تصغوا إلي
    سأبتدي سرد الكلام
    أي بني:
    لا تقل جدي خؤون
    يكتم الأسرار خوف الاحتلال
    لاتقل جدي ضعيف في ميادين النضال
    لاتقل ضاعت على يده الروابي والتلال
    جدكم جيل فريد
    يحمل التاريخ في رأس عنيد
    ثم يخفي بذرة الإنبات في غمد الحسام
    قلت لكن ..
    هذه الأوطان ضاعت
    واليهود لبيضة العرب استباحت
    والسلام حمامة ذبحت لهم
    يا سعدها منا استراحت
    سلمتنا يا جد تاريخا تقول بأنه شعل أضاءت
    لكنه بؤس وتشريد
    وأصنام تقام ولا تبيد
    والقبلة الأولى يصلي عندها قرد غريب
    يحوطه بعض العبيد
    وتحرسه كلاب" العم سام"
    كعهدهم ..داسو على كل العهود
    ودنسوا أرض الكرام

    .. .. ... .. ..

    قالت وليدتنا التي ما أكملت عشرا: ولكن!
    ذا حرام!!!
    ما ذنب جدي أن تطالبه بما سرق الجناة
    لم يقترف أثما وعاش يكافح الأهوال كي نحيا أباة
    بعد ما قتلوا صباه
    بعد ما ذل المخيم عز هاتيك الجباه

    .. .. ... .. ..

    تهادى صوت جدي :أ ي بني
    أي بني اسمع ودعني لو لمرة
    أكمل الأحداث حتى أنتهي منها بعبرة
    أنت مهموم ومحزون لباراك
    وتخشى من ثعابين المعرة
    ربما فكرتَ في ضعف الحجارة في مواجهة الرصاص
    ربما فكرتَ في قناصة "الدرة "
    ربما تزفر لانفضاض الاجتماع
    ثم عقد الاجتماع لألف مرة
    أو لهاتيك القرارات التي
    ريحها حلو
    ومر المر في طعم القرارات الممرة
    مارأينا من يناصرنا
    بقتل هاتيك الوجوه المكفهرة

    .. .. ... .. ..

    قال شبل :
    آه جدي .. ..
    أين ما قلت سأحكي ملحمة؟
    هذه شكوى لأكبر مظلمة
    هيا اذهبوا للمحكمة
    سوف يمضي ليلنا دون سلام
    في جدالكما فهيا كي ننام
    في غد فجر جديد
    يشرق النور
    وتأتي المرحمة.
    .. .. ... .. ..

    قال جدي :
    أحسنت فالا ياعظيم الاحتمال
    هذي بشائر فجرنا قربت و لاحت
    هذه الأنوار ضاءت
    في قرانا
    في الكفور
    وفوق هاتيك التلال
    ذاك حال يا بني قد انقضى
    واليوم حال
    اليوم نبدأ من مساجدنا
    فتحيينا الصلاة
    من بعد ما جمع الأذان قلوبنا نحو المنارة
    فيختفي بوم الضلال
    ويشرق الزحف الطهور
    اليوم .. .. تبنينا الحجارة
    من بعد ما هدم اليهود بيوتنا
    صارت عمارة
    وانتبهنا عندها
    والنوم زال
    أشلاء قتلانا تلملم صفنا
    ودماؤهم نور ونار لا يطال
    الروح تسري من شهيد لشهيد
    سيبعث الثأر المجيد
    وينثر العطر الودود على البلاد
    على الخريطة كلها
    فوق الدنا
    فوق المجرة
    عطر القنابل لا الورود
    بارود يا بارود
    أنت الذي ذكرتنا سر الوجود
    أنت الذي مزقت أشلاء اليهود
    وشفيت نفسي من مآسيها وسقت لها المسرة
    غبر يدي
    غبر يدي وبح بسر الانتقام

    .. .. ... .. ..

    أي بني ..
    قد آن أن أحكي لغير النائمين
    *رجل قعيد قاد جند حماسها!
    قل شيخنا "أحمد ياسين"
    *رجل أضاء القدس بعد ظلامها!!
    قل لي صلاح الدين
    *رجل عزيز قد تواضع
    لم يهن
    حتى تسلم "نفسه" مفتاحها!!!
    قل لي "عمر"
    رضي المهيمن عن" عمر"
    قل لي عمر
    واصرخ بكل رجالنا أين العمر؟
    سيجيب صرختك الحجر:
    هذا أوان ولادة الفاروق فانتظر القدر
    أما رأيت حماس أبنائي وهم نحو الشهادة كالسهام
    هذي انتفاضتنا بدت من قدسنا
    ولقدسنا تحي
    أما طال الرقاد؟

    .. .. ... .. ..

    قلت انتظر جدي وخذ مني الختام
    لا نوم بعد حكاية الأقصى
    لقد طوي المنام مع السلام
    لا ليس إلا يقظة تحيي الأنام
    وتعيد دولتنا .. ومسرى المصطفى
    عليه من ربي صلاة
    والسلام

    ღ قلبي ملك ربى ღ
    ღ قلبي ملك ربى ღ
    غالية بالإسلام
    غالية بالإسلام


    الجنسانثى

    محل الاقامة : ارض الله الواسعة

    عدد المساهمات : 3451

    تاريخ التسجيل : 23/08/2010

    sms : اللهم سامع الصوت وسابق الفوت وكاسى العظام لحماً بعد الموت نسألك الجنه ونعوذ بك من النار

    حكايات قبل النوم  Mymeda10


    حكايات قبل النوم  Empty رد: حكايات قبل النوم

    مُساهمة من طرف ღ قلبي ملك ربى ღ الإثنين أبريل 18, 2011 1:57 pm

    الديك الشجاع

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    خرج الديك مع أولاده الكتاكيت الصغار للبحث عن طعام ...

    فرح الصغار بالنزهة الجميلة بصحبة الديك .
    الديك شكله جميل يلفت النظر ..
    الحيوانات تحبه لأنه مسالم …
    الذئب شرشر تتبع الديك والكتاكيت ..
    يترقب فرصة لخطف كتكوت صغير ..
    الذئب شرشر يخاف الديك ..
    قال الديك :
    يا أولادي … لا تذهبوا بعيدا عني حتى لا تتعرضوا للخطر ..
    الكتكوت فوفو لم يسمع كلام أبيه ..
    ذهب بعيدا ولم ينتبه الديك …
    الذئب شرشر انتهز الفرصة .. انقض على الكتكوت ليأكله ..
    الديك شعر بأن خطرا يداهم ابنه ..
    بحث عنه .. وجده بين يدي الذئب ..
    الديك لم يتكلم .. هجم على الذئب .. استخدم منقاره ومخالبه ..
    الذئب شرشر خاف وهرب ..
    عاد الكتكوت فوفو إلى اخوته فخورا بأبيه الديك ..
    الديك حذر ابنه من الابتعاد مرة ثانية ..
    الكتكوت خجل من نفسه ..
    الكتكوت وعد بأن يسمع كلام أبيه ..
    الذئب علم بوعد الكتكوت لأبيه .. قرر ألا يهاجمه مرة أخرى ..
    الكتاكيت الصغيرة عندما تخرج لا تبعد عن بعضها ..
    الذئب شرشر كان حزينا جدا ..
    علم أن وحدة الكتاكيت ستمنعها منه ..
    قرر مغادرة الغابة للبحث عن كتاكيت جديدة لا تسمع كلمة أبيها ..



    ღ قلبي ملك ربى ღ
    ღ قلبي ملك ربى ღ
    غالية بالإسلام
    غالية بالإسلام


    الجنسانثى

    محل الاقامة : ارض الله الواسعة

    عدد المساهمات : 3451

    تاريخ التسجيل : 23/08/2010

    sms : اللهم سامع الصوت وسابق الفوت وكاسى العظام لحماً بعد الموت نسألك الجنه ونعوذ بك من النار

    حكايات قبل النوم  Mymeda10


    حكايات قبل النوم  Empty رد: حكايات قبل النوم

    مُساهمة من طرف ღ قلبي ملك ربى ღ الإثنين أبريل 18, 2011 1:58 pm

    الزرافة زوزو

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    زوزو زرافة رقبتها طويلة ..
    الحيوانات الصغيرة تخاف منها .. مع أنها لطيفة … لطيفة …
    عندما تراها صغار الحيوانات تسير تخاف من رقبتها التي تتمايل ..تظن أنها قد تقع عليها …
    أحيانا لا ترى الزرافة أرنبا صغيرا أو سلحفاة لأنها تنظر إلى البعيد ..
    وربما مرت في بستان جميل وداست الزهور ..
    عندها تغضب الفراش و النحل ..
    الحيوانات الصغيرة شعرت بالضيق من الزرافة ..
    الزرافة طيبة القلب .. حزنت عندما علمت بذلك ..
    صارت الزرافة تبكي لأنها تحب الحيوانات جميعا ..
    لكن الحيوانات لم تصدقها …
    رأت الزرافة عاصفة رملية تقترب بسرعة من المكان ..
    الحيوانات لا تستطيع رؤية العاصفة لأنها أقصر من الأشجار..
    صاحت الزرافة محذرة الحيوانات ..
    هربت الحيوانات تختبئ في بيوتها وفي الكهوف وفي تجاويف الأشجار ..
    لحظات وهبت عاصفة عنيفة دمرت كل شيء …
    بعد العاصفة شعرت الحيوانات أنها كانت مخطئة في حق الزرافة فصارت تعتذر منها ..
    كانت الزرافة زوزو سعيدة جدا لأنها تحبهم جميعا …



    ღ قلبي ملك ربى ღ
    ღ قلبي ملك ربى ღ
    غالية بالإسلام
    غالية بالإسلام


    الجنسانثى

    محل الاقامة : ارض الله الواسعة

    عدد المساهمات : 3451

    تاريخ التسجيل : 23/08/2010

    sms : اللهم سامع الصوت وسابق الفوت وكاسى العظام لحماً بعد الموت نسألك الجنه ونعوذ بك من النار

    حكايات قبل النوم  Mymeda10


    حكايات قبل النوم  Empty رد: حكايات قبل النوم

    مُساهمة من طرف ღ قلبي ملك ربى ღ الإثنين أبريل 18, 2011 1:59 pm

    العصفوران الصغيران

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


    التقى عصفوران صغيران على غصن شجرة زيتون كبيرة في السن ، كان الزمان شتاء ..
    الشجرة ضخمة ضعيفة تكاد لا تقوى على مجابهة الريح .
    هز العصفور الأول ذنبه وقال :
    مللت الانتقال من مكان إلى آخر … يئست من العثور على مستقر دافئ .. ما أن
    نعتاد على مسكن وديار حتى يدهمنا البرد و الشتاء فنضطر للرحيل مرة جديدة
    بحثا عن مقر جديد و بيت جديد ..
    ضحك العصفور الثاني .. قال بسخرية : ما أكثر ما تشكو منه وتتذمر .. نحن
    هكذا معشر الطيور ؛ خلقنا للارتحال الدائم ، كل أوطاننا مؤقتة .
    قال الأول :أحرام علي أن أحلم بوطن وهوية .. لكم وددت أن يكون لي منزل دائم و عنوان لا يتغير ..
    سكت قليلا قبل أن يتابع كلامه : تأمل هذه الشجرة ؛ أعتقد أن عمرها أكثر من
    مائة عام .. جذورها راسخة كأنها جزء من المكان ، ربما لو نقلت إلى مكان
    آخر لماتت قهرا على الفور لأنها تعشق أرضها ..
    قال العصفور الثاني : عجبا لتفكيرك ...أتقارن العصفور بالشجرة ‍؟ أنت تعرف
    أن لكل مخلوق من مخلوقات الله طبيعة خاصة تميزه عن غيره ؛ هل تريد تغيير
    قوانين الحياة والكون ؟ نحن – معشر الطيور – منذ أن خلقنا الله نطير و
    نتنقل عبر الغابات و البحار و الجبال والوديان والأنهار ..
    عمرنا ما عرفنا القيود إلا إذا حبسنا الإنسان في قفص …وطننا هذا الفضاء الكبير ، الكون كله لنا .. الكون بالنسبة لنا خفقة جناح ..
    رد الأول : أفهم .. أفهم ؛ أوتظنني صغيرا إلى هذا الحد ؟؟
    أنا أريد هوية .. عنوانا .. وطنا ، أظنك لن تفهم ما أريد …
    تلفت العصفور الثاني فرأى سحابة سوداء تقترب بسرعة نحوهما فصاح محذرا:
    هيا .. هيا .. لننطلق قبل أن تدركنا العواصف والأمطار .. أضعنا من الوقت ما فيه الكفاية .
    قال الأول ببرود : اسمعني ؛ ما رأيك لو نستقر في هذه الشجرة …تبدو قوية صلبة لا تتزعزع أمام العواصف ؟
    رد الثاني بحزم : يكفي أحلاما لا معنى لها ... سوف انطلق وأتركك …
    بدأ العصفوران يتشاجران ..
    شعرت الشجرة بالضيق منهما ..
    هزت الشجرة أغصانها بقوة فهدرت مثل العاصفة ..
    خاف العصفوران خوفا شديدا ..
    بسط كل واحد منهما جناحيه ..
    انطلقا مثل السهم مذعورين ليلحقا بسربهما …


    ღ قلبي ملك ربى ღ
    ღ قلبي ملك ربى ღ
    غالية بالإسلام
    غالية بالإسلام


    الجنسانثى

    محل الاقامة : ارض الله الواسعة

    عدد المساهمات : 3451

    تاريخ التسجيل : 23/08/2010

    sms : اللهم سامع الصوت وسابق الفوت وكاسى العظام لحماً بعد الموت نسألك الجنه ونعوذ بك من النار

    حكايات قبل النوم  Mymeda10


    حكايات قبل النوم  Empty رد: حكايات قبل النوم

    مُساهمة من طرف ღ قلبي ملك ربى ღ الإثنين أبريل 18, 2011 2:00 pm

    الجمل الأعرج

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    سمع الجمل الأعرج بسباق للجمال .. قرر المشاركة رغم عرجته ..
    تقدم طالبا تسجيل اسمه .. استغربت لجنة التسجيل .
    قال : ما سبب الغرابة ؟ أنا سريع العدو قوي البنية ..
    خافت اللجنة أن يتعرض لسوء أثناء السباق .. فدخل السباق على مسؤوليته ..
    تجمعت الجمال في نقطة الانطلاق .. سخرت الجمال من عرجة الجمل الأعرج ..
    قال : سنرى في نهاية السباق من هو الأقوى والأسرع ..
    انطلقت الجمال كالسهام .. كان الجمل الأعرج في آخر المتسابقين ..
    صبر الجمل على عرجته .. سببت له الألم عند ركضه السريع ..
    كان على الجمال أن تتسلق الجبل ثم تعود ..
    الجبل عال ووعر والطريق طويلة ..
    الجمال الفتية حاولت الصعود بسرعة فأصابها الإنهاك ..
    بعضها سقط من التعب وبعضها قرر العودة ..
    الجمل الأعرج كان يسير ببطء وقوة ..
    أكثر الجمال تراجعت قبل وصولها إلى القمة ..
    الجمال التي وصلت القمة قليلة جدا .. كانت متعبة فاستلقت ترتاح ..
    الجمل الأعرج سار بإصرار .. حتى وصل القمة ..
    لم يكن يشعر بالتعب .. عاد مهرولا بعرجته ..
    الجمال المستريحة لم تنتبه إلا بعد وصوله إلى أسفل المنحدر ..
    حاولت الجمال اللحاق به فلم تستطع ..
    كان أول الواصلين إلى نهاية السباق ..
    نال كأس البطولة وكان فخورا فخورا بعرجته ..
    ღ قلبي ملك ربى ღ
    ღ قلبي ملك ربى ღ
    غالية بالإسلام
    غالية بالإسلام


    الجنسانثى

    محل الاقامة : ارض الله الواسعة

    عدد المساهمات : 3451

    تاريخ التسجيل : 23/08/2010

    sms : اللهم سامع الصوت وسابق الفوت وكاسى العظام لحماً بعد الموت نسألك الجنه ونعوذ بك من النار

    حكايات قبل النوم  Mymeda10


    حكايات قبل النوم  Empty رد: حكايات قبل النوم

    مُساهمة من طرف ღ قلبي ملك ربى ღ الإثنين أبريل 18, 2011 2:01 pm

    السلحفاة سوسو

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


    في غابة صغيرة عاشت مجموعات كثيرة من السلاحف حياة سعيدة لعشرات السنين ..

    الغابة هادئة جدا فالسلاحف تتحرك ببطء شديد دون ضجة .
    السلحفاة الصغيرة سوسو كانت تحب الخروج من الغابة والتنزه بالوديان المجاورة ..
    رأت مرة أرنبا صغيرا يقفز و ينط بحرية ورشاقة ..
    تحسرت سوسو على نفسها ..
    قالت : ليتني أستطيع التحرك مثله .. إن بيتي الثقيل هو السبب .. آه لو أستطيع التخلص منه ..
    قالت سوسو لأمها أنها تريد نزع بيتها عن جسمها ..
    قالت الأم : هذه فكرة سخيفة لا يمكن أن نحيا دون بيوت على ظهورنا ! نحن
    السلاحف نعيش هكذا منذ أن خلقنا الله .. فهي تحمينا من البرودة والحرارة
    والأخطار ..
    قالت سوسو : لكنني بغير بيت ثقيل لكنت رشيقة مثل الأرنب ولعشت حياة عادية ..
    قالت : أنت مخطئة هذه هي حياتنا الطبيعية ولا يمكننا أن نبدلها ..
    سارت سوسو دون أن تقتنع بكلام أمها ..
    قررت نزع البيت عن جسمها ولو بالقوة ..
    بعد محاولات متكررة .. وبعد أن حشرت نفسها بين شجرتين متقاربتين نزعت بيتها عن جسمها فانكشف ظهرها الرقيق الناعم …
    أحست السلحفاة بالخفة ..
    حاولت تقليد الأرنب الرشيق لكنها كانت تشعر بالألم كلما سارت أو قفزت..
    حاولت سوسو أن تقفز قفزة طويلة فوقعت على الأرض ولم تستطع القيام ..
    بعد قليل بدأت الحشرات تقترب منها و تقف على جسمها الرقيق …
    شعرت سوسو بألم شديد بسبب الحشرات …
    تذكرت نصيحة أمها ولكن بعد فوات الأوان …




    ღ قلبي ملك ربى ღ
    ღ قلبي ملك ربى ღ
    غالية بالإسلام
    غالية بالإسلام


    الجنسانثى

    محل الاقامة : ارض الله الواسعة

    عدد المساهمات : 3451

    تاريخ التسجيل : 23/08/2010

    sms : اللهم سامع الصوت وسابق الفوت وكاسى العظام لحماً بعد الموت نسألك الجنه ونعوذ بك من النار

    حكايات قبل النوم  Mymeda10


    حكايات قبل النوم  Empty رد: حكايات قبل النوم

    مُساهمة من طرف ღ قلبي ملك ربى ღ الإثنين أبريل 18, 2011 2:01 pm


    السمكة والحرية

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    كان الإناء الذي وضعت فيه السمكة صغيرا جدا .. كانت قبل فترة قصيرة في
    البحر الواسع الشاسع الذي لا يحد ، ووجدت نفسها فجأة في مكان لا يكاد يتسع
    لحركتها ، ولسوء حظها فقد نسيها الصبي هكذا على الشاطئ ومضى مع أهله ..
    كانت السمكة حزينة مهمومة تبحث عن أي طريقة للعودة إلى البحر فلا تجد ..
    حاولت القفز ففشلت ، دارت بسرعة وحاولت الخروج ، فارتطمت بطرف الإناء
    الصلب ..
    كان البلبل يرقبها ولا يعرف لماذا تدور وتقفز هكذا ، اقترب من الإناء وقال :
    - ما بك أيتها السمكة ، أما تعبت من كل هذا الدوران والقفز ؟؟..
    قالت بألم :
    - ألا ترى المصيبة التي أصابتني ؟؟..
    قال البلبل دون أن يفهم شيئا :
    - مصيبة !! أي مصيبة .. أنت تلعبين وتقولين مصيبة ؟؟..
    - سامحك الله ألعب وأنا في هذه الحال ، ألعب وأنا بعيدة عن البحر ، ألعب
    وقد تركني الصبي في هذا الإناء ومضى هكذا دون أن يشعر بعذابي .. !!.. كيف
    ألعب وأنا دون طعام ؟؟.. كيف ألعب وأنا سأموت بعد حين إذا بقيت بعيدة عن
    البحر ..
    قال البلبل :
    - أنا آسف.. فعلا لم أنتبه .. رأيت إناء جميلا وسمكة تتحرك وتدور، فظننت أنك ترقصين فرحا ..
    - نعم .. كالطير يرقص مذبوحا من الألم !! ..
    قال البلبل :
    - على كل ماذا نستطيع أن نفعل .. أتمنى أن أستطيع الوصول إليك، لكن كما
    ترين مدخل الإناء ضيق والماء الذي فيه قليل ،وأنت أكبر حجما مني ، كيف أصل
    إليك ؟؟ ثم كيف أحملك ؟؟..
    قالت السمكة :
    - إنني في حيرة من أمري .. لا أدري ماذا أفعل ! أحب الحرية ، أريد أن أعود
    إلى البحر الحبيب ، هناك سأسبح كما أريد ، أنتقل من مكان إلى مكان كما
    أشاء ..
    قال البلبل :
    - سأحاول مساعدتك ، انتظري وسأعود بعد قليل ..
    طار البلبل مبتعدا ، حتى التقى بجماعة من الحمام ، طلب البلبل منها الحمام
    أن تساعده في إنقاذ السمكة المسكينة التي تريد الخلاص من سجنها الضيق الذي
    وضعها فيه الصبي ورحل .. وافقت جماعة الحمام ، وطارت نحو الإناء وحملته ،
    ثم تركته يقع في البحر .. كانت فرحة السمكة لا تقدر بثمن وهي تخرج سابحة
    إلى بحرها الحبيب .. قفزت على وجه الماء وصاحت بسرور :
    - شكرا لكم جميعا على ما قمتم به .. شكرا لك أيها البلبل الصديق ..
    وغطست في الماء وهي تغني أجمل أغنية للحرية والوطن .. كانت تملك من السعادة بحريتها ما لا يقدر بثمن ..





    ღ قلبي ملك ربى ღ
    ღ قلبي ملك ربى ღ
    غالية بالإسلام
    غالية بالإسلام


    الجنسانثى

    محل الاقامة : ارض الله الواسعة

    عدد المساهمات : 3451

    تاريخ التسجيل : 23/08/2010

    sms : اللهم سامع الصوت وسابق الفوت وكاسى العظام لحماً بعد الموت نسألك الجنه ونعوذ بك من النار

    حكايات قبل النوم  Mymeda10


    حكايات قبل النوم  Empty رد: حكايات قبل النوم

    مُساهمة من طرف ღ قلبي ملك ربى ღ الإثنين أبريل 18, 2011 2:06 pm

    هيفاء وضوء القمر

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    ضحك القمر وألقى التحية على هيفاء التي كانت تجلس قرب والدها، تقرأ وتدرس

    بعض الدروس .. لذلك لم تنتبه ولم تلتفت لتجيب القمر الذي استغرب تجاهل
    هيفاء له ..
    قال الوالد :
    - ما بك يا هيفاء ؟؟.. هاهو القمر بكل جماله وبهائه يمد يده ليصافحك .. يا
    الله ما أجمل القمر .. انظري إليه يا هيفاء .. ردي السلام يا حبيبتي ..
    سيحزن القمر حين تهملين رد السلام عليه ..
    ابتسمت هيفاء وقالت :
    - لا شك أن القمر جميل يا والدي .. لكن أريد أن أسألك ما الفائدة منه الآن ؟؟..
    قال الوالد مستغربا :
    -القمر يا ابنتي عنوان الليل .. عنوان الجمال والبهجة ، انظري كيف ينير
    السماء فتضحك النجوم وترقص حوله مزغردة .. هل هناك أجمل من القمر .. يا
    الله ما أحلاه ..
    قالت هيفاء :
    - لكن مع وجود الكهرباء لم نعد بحاجة إليه . هذه هي الحقيقة يا والدي ولن تتغير هذه الحقيقة لأن العلم في تطور مستمر ..
    نظر الوالد إلى ابنته عاتبا مستاء .. أراد أن يقول لها أشياء كثيرة عن
    القمر وفوائده .. لكن قبل أن يفتح فمه كان القمر قد انسحب بهدوء آخذا نوره
    الفتان الجميل ، فأظلمت السماء ، وحزنت النجوم ، واصبح الجو مليئا بالكآبة
    .. ارتعشت هيفاء خوفا ورمت نفسها في حضن أبيها وقالت بصوت مليء بالخوف :
    - ماذا جرى يا والدي ، أصبح الجو مخيفا ، كل شيء محاط بالظلمة.. قبل قليل كان كل شيء رائع الجمال فماذا جرى ؟؟..
    ربت الوالد على كتف ابنته وقال :
    - هل عرفت الآن قيمة القمر ؟؟!!..
    قالت هيفاء :
    - نعم يا والدي عرفت .. بالله عليك عد أيها القمر الحبيب .. أعترف أنني كنت مخطئة ، وأطلب أن تسامحني ..
    قال الوالد :
    - يبدو أن حزنه كبير لذلك لن يعود هذا المساء ..
    قالت هيفاء :
    - لكن القمر يحب الأطفال يا والدي .. وقد اعترفت بخطئي .. ألا تسمعني يا قمري الغالي ، بالله عليك عد ..
    عندما سمع القمر صوت هيفاء ، وعرف أنها حزينة لغيابه ، عاد لينير كبد
    السماء من جديد ، وعادت النجوم لترقص وتغني بفرح ، قالت هيفاء :
    - كم أنت جميل ورائع يا قمري العزيز ..
    خاطبها القمر قائلا :
    - اسمعي يا هيفاء ، كل شيء في الدنيا له فائدة ، الله سبحانه وتعالى لم
    يخلق شيئا إلا وله وظيفة يؤديها .. وأنا القمر يا هيفاء أما سمعت كم تغنى
    الشعراء بي ؟؟..
    قالت هيفاء :
    - أنت صديق رائع وجميل ومفيد .. سامحني يا صديقي ..
    قال القمر :
    - أنت صديقتي يا هيفاء ، وقد سامحتك منذ البداية .. وثقي أننا سنبقى أصدقاء أوفياء ..
    ضحكت هيفاء وعادت لدروسها سعيدة مسرورة ..


    ღ قلبي ملك ربى ღ
    ღ قلبي ملك ربى ღ
    غالية بالإسلام
    غالية بالإسلام


    الجنسانثى

    محل الاقامة : ارض الله الواسعة

    عدد المساهمات : 3451

    تاريخ التسجيل : 23/08/2010

    sms : اللهم سامع الصوت وسابق الفوت وكاسى العظام لحماً بعد الموت نسألك الجنه ونعوذ بك من النار

    حكايات قبل النوم  Mymeda10


    حكايات قبل النوم  Empty رد: حكايات قبل النوم

    مُساهمة من طرف ღ قلبي ملك ربى ღ الإثنين أبريل 18, 2011 2:07 pm

    طالع الشجرة / نضال والعزيمة

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


    كان نضال فتى وسيما ،عاش طفولته مع اسرته في احدى قرى الجليل . وكان بكر هذه الاسره

    القروية .... واعتاد ان يذهب الى الكروم والحقول مع رفاقه ، والى الغابة القريبه فوق جبل السنديان ،
    حيث يتسلقون الاشجار ويتأرجحون على اغصانها الغليظة ....
    وكان نضال بينهم القائد الصغير المبادر لكل عمل ولهو ، حتى نال حب واعجاب رفاقه ... لقد
    كان يكثر الخروج الى الطبيعة والتمتع بجمالها ويصعد على الاشجار حتى يصل الى القمة ....
    وذات يوم ، انطلق مع رفاقه الى احدى الغابات ، وكان في الغابة شجرة جميز عالية ومتفرعه ،
    فعزم على الوصول الى قمتها ، وقد حذره رفاقه من خطر السقوط ، الا انه لم يسمع نصيحتهم ، ولم
    يعبأ بتحذيرهم ...
    خلع نضال حذائه وثيابه العلويه ، وتسلق على الجذع الضخم وبسرعة وصل مجمع الفروع
    العديدة ، ومن ثم صعد على الفرع في وسط الشجرة المرتفع الى اعلى بزاوية قائمة تقريبا .... ارتفع
    نضال وارتفع ، وكان الرفاق من تحته على الارض ما بين مشجع ومحذر ولم يدر كيف ان قدمه
    انزلقت ، ولم تساعده يده على الامساك باحد الفروع ، واختل توازنه ، وفجأة هوى الى الاسفل ،
    مخترقا الاغصان الطرية تارة ومصطدما بالقاسية الاخرى ... واخيرا سقط على الارض ، فدقت ساقه
    اليمنى .....
    قضى نضال طيلة شهرين في الفراش ، والجبص يلف الساق كلها وجبر الكسر وعاد الى الحياة ،
    يلهو ويلعب ويخرج الى الغابة ويصعد على الاشجار ....
    لم تكن حادثة كسر ساقه قد ردعته عن شيء ، فعزم ان يصعد على الجميزة ويصل الى قمتها .
    لقد كان يراوده ذلك الامر وهو لا يزال نائما في السرير ، يقينا منه ان لا شيء مستحيل ....
    ذهب نضال كعادته مع بعض رفاقه الى نفس الغابة والى شجرة الجميز حيث دقت ساقه ، وما
    ان وصل حتى اسرع بخلع حذائه وثوبه ، وبالتسلق على الشجرة ، وتناسى ان رجله قد دقت في هذا
    المكان ، وانه سوف يعرض ساقه لنفس المصير الاول ، او ساقيه معا .... الا انه كان قد عرف مواطن
    الخطر ايضا ، وعرف الخطا الذي ارتكبه عندما سقط انذاك ....
    صعد نضال الى اعلى ، ولم يصل اكثر مما وصله في المرة الاولى ، وسقط على الارض هذه المرة
    ايضا ، كادت ساقه اليسرى ان تدق ، نهض متألما يتحسس رجله واعاد الكرة ثانية وثالثة ورابعة ...
    وكان في كل مرة يسقط الى الارض ! كان الرفاق يحاولون منعه قائلين له : كفى ! الا تخاف ان
    تكسر رجلك مرة اخرى ! وتنام في السرير شهرين كاملين ! لكن ذلك لم يثنه عن عزمه , بل استمر
    وتمكّن ان يتجنب كل مرّة الاخطاء التي تسببت في سقوطه ...
    وكان في كل مرة يحاول بها يرتفع قليلا حتى انه وصل اخيرا الى قمة الشجرة . واعاد الكرّة الى القمة
    ثانية وثالثة ورابعه...
    وارتفع صوت رفاقة بالغناء في كل مرة يصل فيها الى القمة قائلين :

    " يا طالع الشجرة هات لي معك بقرة

    تحلب لي وتسقيني بالملعقة الصيني .."

    وهكذا كان نضال لا ينثني عزمه عن انجاز عمل حتى يحقق ما يراه ممكنا !
    مرت الايام وكبر نضال واحب ركوب الخيل وتمرن على ذلك في حقول القرية الواسعه ,
    وصارت هوايته المحببه الوحيدة التي يمارسها يوميا على حصانه الابيض ..
    وركب الحصان ذات يوم, كي يعبر به فوق الحواجز لاول مرة فما ان قفز الحصان الا ونضال
    يهوي الى الارض. وفي الكرة الثانيه هوى عن حصانه الابيض وهو يجتاز الحاجز , لكنه استطاع ان
    يقف على رجليه بسرعة ويعود الى صهوة الجواد . وفي الثالثة والرابعة استطاع ان يسقط واقفا...
    وواظب على التمرين والمحاولة ولم يسقط, واستطاع ان يثبت فوق الجواد الابيض ...
    وذات يوم صار نضال يشارك في سباق الخيول , في تخطي الحواجز على اختلاف ارتفاعاتها..
    واستطاع ان يفوز اكثر من مرة بالمرتبة الثالثة فثم الثانية , حتى انه فاز اخيرا بالمرتبة الاولى !! وكان
    دائما يقول : "بالعزيمة والصبر والمثابره يتحقق كل شيء...


    ღ قلبي ملك ربى ღ
    ღ قلبي ملك ربى ღ
    غالية بالإسلام
    غالية بالإسلام


    الجنسانثى

    محل الاقامة : ارض الله الواسعة

    عدد المساهمات : 3451

    تاريخ التسجيل : 23/08/2010

    sms : اللهم سامع الصوت وسابق الفوت وكاسى العظام لحماً بعد الموت نسألك الجنه ونعوذ بك من النار

    حكايات قبل النوم  Mymeda10


    حكايات قبل النوم  Empty رد: حكايات قبل النوم

    مُساهمة من طرف ღ قلبي ملك ربى ღ الإثنين أبريل 18, 2011 2:08 pm

    موسيقا الطبيعة


    غابت الشمس، فلبست الطبيعة، رداءها الأسود الجميل.‏

    أطل معن برأسه، من نافذة غرفة المزرعة وصاح:‏
    - جدّي... جدّي!!‏
    - نعم يا صغيري، ماذا تريد؟‏
    - لقد حلّ الظلام، وحان موعد ذهابنا إلى النهر، لنسهر على ضوء القمر، ألم تعدني بذلك؟.‏
    - أجل.. ولكن بعد أن تضع إبريق الشاي والكؤوس في كيس.‏
    ثم حمل الجد عكازه، ومضيا صوب النهر.‏
    جلس الجدّ على حافة النهر، وقال:‏
    - ألا ترغب بشرب الشاي، يا صغيري؟‏
    - بلى.. الشاي لذيذ.‏
    جمع الجدّ من حوله أعواداً يابسة، وأشعلها، ثم وضع ثلاثة أحجار، وركز الإبريق فوقها.‏
    كانت النار ترسم على وجهيهما، وهجاً أحمر كذاك الذي ترسمه الشمس على وجه البحر، لحظة غيابها.‏
    غلى الشاي، نصبّ الجد كأسين، إحداهما ملأى والأخرى نصفها.‏
    نظر معن إلى كأسه، وقال ممتعضاً:‏
    - لماذا صببت لي نصف الكأس، لقد صرت كبيراً، أما قتلت اليوم جرادتين؟‏
    ضحك الجدّ وقال:‏
    - الشاي ساخن، وأخشى أن يحرق فمك، هيّا ضع ملعقة سكر في كل كأس.‏
    غرَفَ معن السكّر بالملعقة، وبدأ يحرك، بغتة انتبه إلى أمر.‏
    كان صوت الملعقة في أثناء التحريك، مختلفاً بين الكأسين.‏
    نقر بخفّة على حافّة كوبه، فصدر رنين حاد ثم نقر على حافّة كوب جدّه، فصدر رنين غليظ.‏
    نظر إلى جدّه باستغراب قائلاً:‏
    - هل سمعت يا جدّي، الملعقة تصدر موسيقا؟!.‏
    ابتسم الجدّ، حكّ لحيته بأصابعه الخشنة، وقال:‏
    - الموسيقى موجودة حولنا، وما علينا سوى سماعها؟‏
    تلفت معن في كلّ الإتجاهات، سار نحو النهر غمس قدميه بمياهه، تناثر رذاذ ناعم، وعلا صوت خريره.‏
    ركض صوب شجرة صفصاف، فسمع تسبيح أوراقها، وابتهال أغصانها. تطلّع نحو
    أعواد القصب، المغروسة كالرماح على ضفاف النهر فعلم أن صوت الصفير
    المبحوح، يخرج من أفواهها، كلما دخلت الريح إليها.‏
    كانت الأصوات، تتداخل في أذنيه الصغيرتين فطرب لها، وتمايل، ثمّ بدأ يغنّي: "ورقات تطفر بالدرب‏
    والغيمة شقراء الهدب‏
    والريح أناشيد‏
    والنهر تجاعيد‏
    يا غيمة يا....."‏
    توقف أحمد عن الغناء، أدهشه منظر القمر على حافة غيمة رمادية، ماسكاً
    بإحدى يديه عصا صغيرة، يحرّكها بعفوية، كأنّه قائد فرقة موسيقية بينما
    راحت الطبيعة، تعزف موسيقاها الأزليّة.
    ღ قلبي ملك ربى ღ
    ღ قلبي ملك ربى ღ
    غالية بالإسلام
    غالية بالإسلام


    الجنسانثى

    محل الاقامة : ارض الله الواسعة

    عدد المساهمات : 3451

    تاريخ التسجيل : 23/08/2010

    sms : اللهم سامع الصوت وسابق الفوت وكاسى العظام لحماً بعد الموت نسألك الجنه ونعوذ بك من النار

    حكايات قبل النوم  Mymeda10


    حكايات قبل النوم  Empty رد: حكايات قبل النوم

    مُساهمة من طرف ღ قلبي ملك ربى ღ الإثنين أبريل 18, 2011 2:10 pm

    النحلة الكسول



    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    قررت إحدى النحلات عدم العمل فقد زهقت من كثرة العمل ودائماً تشكو وتئن من
    كثرة المجهود الذي تبذله كل يوم في رحلتي الذهاب والعودة لجمع الرحيق ،
    كما أنها دائماً كانت تقول لزميلاتها :- إننا نتعب من أجل الآخرين ولا
    نستفيد شيئاً .

    كانت زميلاتها ينظرن إليها باندهاش واستغراب شديدين ولا يردن عليها بشيء ويواصلن عملهن بجد واجتهاد .

    ابتكرت النحلة حيلة جديدة للهروب من العمل ؛ فكانت تخرج كل يوم مع السرب ،
    وتتظاهر بأنها تجمع الرحيق من الأزهار وتمتصه بجدية وحماس ، ولكنها كانت
    تذهب إلى صديقتها الفراشة تجلس معها على أطراف إحدى وريقات الورد الذي
    يملأ الحديقة ويتبادلا الأحاديث والنقاش حتى إذا ظهر السرب عائداً إلى
    الخلية تسرع ؛ لتنضم إليه وتدخل مع زميلاتها إلى الخلية وتتظاهر بأنها تضع
    الرحيق الذي جمعته في المكان المخصص لها في الخلية .

    كانت صديقتها الفراشة تنصحها كثيراً بضرورة العمل والجد والاجتهاد وإنه لا
    فائدة من حياتها بدون عمل فكانت النحلة الكسول تعنفها بشدة وتقول لها :-
    وأنت ماذا تعملين ؟!! إنك تتجولين في الحقول والحدائق ولا عمل لك.

    كانت الفراشة تقول لها :- كل شئ مخلوق في الكون له عمل معين ، وإن الله سبحانه وتعالي وزع هذه الأعمال حسب مقدرة كل مخلوق .

    قالت لها النحلة:- كيف ؟!

    قالت الفراشة :- انظري إلى هذا الحمار الذي يسير هناك أنه يتكبد من المشقة
    والتعب أكثر من أى مخلوق آخر، ولكن طبيعته التي خلقه بها الله تساعده على
    التحمل والصبر، كما أن الخالق عز وجل منحة حكمه العطاء بسخاء للآخرين ودون
    انتظار المقابل ، كذلك انظري إلى هذا الطائر الجميل الذي يقف علي فرع
    الشجرة التي بجوارك إن الخالق أعطاه منقاراً طويلاً حتى يستطيع أن يلتقط
    الديدان من الأرض لينظفها وهو بذلك يقدم خدمة عظيمة للفلاح ولنا نحن أيضاً
    .

    قالت النحلة بتعجب :- وما هذه الخدمة العظيمة التي يقدمها لنا هذا الطائر ؟

    قالت الفراشة :- لولا نظافة الأرض التي يقوم بها هذا الطائر لمات الزرع
    ولن نجد حتى هذه الوردة التي نقف عليها الآن ، كذلك انظري إلى هذه البقرة
    الرابضة أسفل الصفصافة المزروعة على حافة " الترعة " وكيف أن الإنسان يهتم
    بها ويقدم لها الغذاء المناسب في ميعاده وينظفها ويعمل على راحتها كل هذا
    من أجل العطاء الكثير الذي تعطيه له فهي تعطيه اللبن الذي يصنع منه الزبد
    والجبن ويشربه أيضا ، والبقرة تفيد الإنسان كثيراً حيث أنها من الممكن أن
    تلد له صغاراً يستفيد منها كثيراً وفوق كل هذا فهي تمده باللحم الطازج
    الذي يعشقه الإنسان.

    النحلة فاغرة فاها من كلام الفراشة .. والفراشة تواصل حديثها إليها :- -
    ولماذا تذهبين بعيداً انظري إلى زميلاتك وهاهن عائدات من رحلتهن اليومية
    إن واحدة منهن لم تشك يوماً، ولم تتمرد على حياتها ، أو على الخُطة التي
    وضعها الخالق لها ولحياتها .

    كانت النحلة تصُم أذنيها عن الاستماع إلى نصائح صديقتها الفراشة وكانت
    تتهمها دائماً بأنها تقول لها هذا الكلام حتى لا تجلس معها ولا تنعم
    بالراحة التي تعشقها .

    تركت النحلة الفراشة مسرعة حتى تلحق بالسرب وهو عائد إلى الخلية .

    ذات صباح وبينما السرب في الخارج كانت ملكة الخلية تتابع العمل داخل
    الخلية وتتفقد الخلايا المخصصة لوضع العسل ؛ فاكتشفت أن الخانة المخصصة
    للنحلة الكسول خالية تماماً ولا يوجد بها أي نقطة عسل .عندما عاد السرب
    استدعت الملكة النحلة إلى خانتها الكبيرة داخل الخلية وعنفتها بشدة
    وزجرتها وقالت لها :- كيف تخرجين مع السرب وتعودين كل يوم ولا يوجد في
    خانتك ولا نقطة عسل واحدة ؟

    قالت النحلة وهي منكسة الرأس :- إنني لا أجد وروداً في الحدائق وبالتالي
    لا أجد رحيقاً امتصه وأحوله إلى عسل ؛ لذلك لا يوجد في خانتي أي عسل .

    فكرت الملكة قليلا وهمست بينها وبين نفسها :- كيف هذا الكلام وخانات كل
    زميلاتها في السرب مليئة بالعسل لاشك أن هذه النحلة تكذب. ولكي تتأكد
    الملكة بأن النحلة تكذب فقد كلفت إحدى النحلات-المكلفات بحراسة الخلية
    -بمراقبة النحلة الكسول وموافاتها بأخبارها أولا بأول .

    في الصباح وكالعادة خرج السرب لجمع الرحيق تتبعته نحلة المراقبة من بعيد
    لكي تراقب النحلة الكسول وعرفت ماذا تفعل كل يوم !! فأخبرت الملكة بذلك
    .انفجرت الملكة غيظاً وواجهت النحلة بكل ما تفعله فقالت لها :- أين كنت
    اليوم ؟

    ردت النحلة بثقة :- كنت مع السرب أجمع الرحيق .

    قالت الملكة :- أين الرحيق الذي جمعتيه ؟

    قالت النحلة بلا مبالاة :- الرحيق ! أي رحيق ؟إن اليوم مثل كل يوم لم أجد وروداً و…

    قاطعتها الملكة بحدة وقالت لها:- -إنك تكذبين .

    شعرت النحلة أن سرها انكشف وحاولت تبرير موقفها لكن الملكة واجهتها بكل ما
    لديها من معلومات حيث أنها تذهب كل يوم إلى صديقتها الفراشة وتجلس معها
    طول رحلة جمع الرحيق ثم تعود مع السرب ظناً منها أن أحداً لن يكتشف الأمر …

    انكسرت عيناها ونظرت إلى الأرض ، زرفت دمعة من عينيها ، لكن كل ذلك لم يثن
    الملكة عن الحكم الذي أصدرته ضدها حيث حكمت عليها بالحبس في الخلية وعدم
    مغادرتها مطلقاً.

    نفذت النحلة الكسول حكم الملكة دون معارضة حيث لا مجال للمعارضة لأي كلمة
    تقولها الملكة . مر يوم ومر آخر … ومرت أيام حتى شعرت النحلة بالملل من
    كثرة الجلوس كما أنها ضاقت بالحبس وبالخلية كلها ؛ فلم تجد شيئاً تتسلى به
    سوى متابعة زميلاتها في رحلة الذهاب والعودة كل يوم ، كما أنها فوجئت أن
    الكل داخل الخلية يعمل حتى الملكة نفسها تعمل بجد واجتهاد وتوزع المهام ،
    كذلك طاقم النظافة يقوم بعمله بهمة ونشاط ،وأيضاً طاقم الحراسة وكذلك
    الوصيفات يعملن بدأب مستمر. الجميع داخل الخلية يعمل ويعمل ولا أحد يشكو
    ولا أحد يجلس بدون عمل . شعرت النحلة الكسول بالخزى من موقفها ، وندمت على
    ما فعلت ولكن بعد فوات الأوان فقد طال عليها الحبس واشتاقت للتحليق
    والطيران والانطلاق ، لكنها لا تستطيع أن تفعل هذا الآن .

    ظلت النحلة في الحبس حتى ضعفت وهزل جسدها ومرضت مرضاً شديداً كاد أن
    يهلكها لولا أن الملكة أصدرت حكماً بالعفو عنها بعد أن تعاهدت النحلة أنها
    لن تعود مرة أخرى إلى مثل هذا العمل ؛فعادت النحلة إلى الطيران والتحليق
    وجمع الرحيق ، وأخذت تعمل وتعمل بجد واجتهاد كل يوم حتى دبت الحياة مرة
    أخرى في جسدها الصغير وشعرت بقيمتها وأهميتها في الحياة وفي الخلية أيضاً


    ღ قلبي ملك ربى ღ
    ღ قلبي ملك ربى ღ
    غالية بالإسلام
    غالية بالإسلام


    الجنسانثى

    محل الاقامة : ارض الله الواسعة

    عدد المساهمات : 3451

    تاريخ التسجيل : 23/08/2010

    sms : اللهم سامع الصوت وسابق الفوت وكاسى العظام لحماً بعد الموت نسألك الجنه ونعوذ بك من النار

    حكايات قبل النوم  Mymeda10


    حكايات قبل النوم  Empty رد: حكايات قبل النوم

    مُساهمة من طرف ღ قلبي ملك ربى ღ الإثنين أبريل 18, 2011 2:14 pm

    قصة سيدنا هود عليه السلام

    نبذة:
    أرسل إلى قوم عاد الذين كانوا بالأحقاف، وكانوا أقوياء الجسم والبنيان
    وآتاهم الله الكثير من رزقه ولكنهم لم يشكروا الله على ما آتاهم وعبدوا
    الأصنام فأرسل لهم الله هودا نبيا مبشرا، كان حكيما ولكنهم كذبوه وآذوه
    فجاء عقاب الله وأهلكهم بريح صرصر عاتية استمرت سبع ليال وثمانية أيام.



    ---------------

    سيرته:

    عبادة الناس للأصنام:

    بعد أن ابتلعت الأرض مياه الطوفان الذي أغرق من كفر بنوح عليه السلام، قام
    من آمن معه ونجى بعمارة الأرض. فكان كل من على الأرض في ذلك الوقت من
    المؤمنين. لم يكن بينهم كافر واحد. ومرت سنوات وسنوات. مات الآباء
    والأبناء وجاء أبناء الأبناء. نسى الناس وصية نوح، وعادت عبادة الأصنام.
    انحرف الناس عن عبادة الله وحده، وتم الأمر بنفس الخدعة القديمة.

    قال أحفاد قوم نوح: لا نريد أن ننسى آبائنا الذين نجاهم الله من الطوفان.
    وصنعوا للناجين تماثيل ليذكروهم بها، وتطور هذا التعظيم جيلا بعد جيل،
    فإذا الأمر ينقلب إلى العبادة، وإذا بالتماثيل تتحول بمكر من الشيطان إلى
    آلهة مع الله. وعادت الأرض تشكو من الظلام مرة ثانية. وأرسل الله سيدنا
    هودا إلى قومه.

    إرسال هود عليه السلام:

    كان "هود" من قبيلة اسمها "عاد" وكانت هذه القبيلة تسكن مكانا يسمى
    الأحقاف.. وهو صحراء تمتلئ بالرمال، وتطل على البحر. أما مساكنهم فكانت
    خياما كبيرة لها أعمدة شديدة الضخامة والارتفاع، وكان قوم عاد أعظم أهل
    زمانهم في قوة الأجسام، والطول والشدة.. كانوا عمالقة وأقوياء، فكانوا
    يتفاخرون بقوتهم. فلم يكن في زمانهم أحد في قوتهم. ورغم ضخامة أجسامهم،
    كانت لهم عقول مظلمة. كانوا يعبدون الأصنام، ويدافعون عنها، ويحاربون من
    أجلها، ويتهمون نبيهم ويسخرون منه. وكان المفروض، ما داموا قد اعترفوا
    أنهم أشد الناس قوة، أن يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة.

    قال لهم هود نفس الكلمة التي يقولها كل رسول. لا تتغير ولا تنقص ولا تتردد
    ولا تخاف ولا تتراجع. كلمة واحدة هي الشجاعة كلها، وهي الحق وحده (يَا
    قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ
    تَتَّقُونَ).

    وسأله قومه: هل تريد أن تكون سيدا علينا بدعوتك؟ وأي أجر تريده؟

    إن هذه الظنون السئية تتكرر على ألسنة الكافرين عندما يدعوهم نبيهم
    للإيمان بالله وحده. فعقولهم الصغيرة لا تتجاوز الحياة الدنيوية. ولا
    يفكروا إلا بالمجد والسلطة والرياسة.

    أفهمهم هود أن أجره على الله، إنه لا يريد منهم شيئا غير أن يغسلوا عقولهم
    في نور الحقيقة. حدثهم عن نعمة الله عليهم، كيف جعلهم خلفاء لقوم نوح، كيف
    أعطاهم بسطة في الجسم، وشدة في البأس، كيف أسكنهم الأرض التي تمنح الخير
    والزرع. كيف أرسل عليهم المطر الذي يحيى به الأرض. وتلفت قوم هود حولهم
    فوجدوا أنهم أقوى من على الأرض، وأصابتهم الكبرياء وزادوا في العناد.

    قالوا لهود: كيف تتهم آلهتنا التي وجدنا آباءنا يعبدونها؟
    قال هود: كان آباؤكم مخطئين.
    قال قوم هود: هل تقول يا هود إننا بعد أن نموت ونصبح ترابا يتطاير في الهواء، سنعود إلى الحياة؟
    قال هود: ستعودون يوم القيامة، ويسأل الله كل واحد فيكم عما فعل.

    انفجرت الضحكات بعد هذه الجملة الأخيرة. ما أغرب ادعاء هود. هكذا تهامس
    الكافرون من قومه. إن الإنسان يموت، فإذا مات تحلل جسده، فإذا تحلل جسده
    تحول إلى تراب، ثم يهب الهواء ويتطاير التراب. كيف يعود هذا كله إلى
    أصله؟! ثم ما معنى وجود يوم للقيامة؟ لماذا يقوم الأموات من موتهم؟

    استقبل هود كل هذه الأسئلة بصبر كريم.. ثم بدأ يحدث قومه عن يوم القيامة..
    أفهمهم أن إيمان الناس بالآخرة ضرورة تتصل بعدل الله، مثلما هي ضرورة تتصل
    بحياة الناس. قال لهم ما يقوله كل نبي عن يوم القيامة. إن حكمة الخالق
    المدبر لا تكتمل بمجرد بدء الخلق، ثم انتهاء حياة المخلوقين في هذه الأرض.
    إن هذه الحياة اختبار، يتم الحساب بعدها. فليست تصرفات الناس في الدنيا
    واحدة، هناك من يظلم، وهناك من يقتل، وهناك من يعتدي.. وكثيرا ما نرى
    الظالمين يذهبون بغير عقاب، كثيرا ما نرى المعتدين يتمتعون في الحياة
    بالاحترام والسلطة. أين تذهب شكاة المظلومين؟ وأين يذهب ألم المضطهدين؟ هل
    يدفن معهم في التراب بعد الموت؟

    إن العدالة تقتضي وجود يوم للقيامة. إن الخير لا ينتصر دائما في الحياة.
    أحيانا ينظم الشر جيوشه ويقتل حملة الخير. هل تذهب هذه الجريمة بغير عقاب؟

    إن ظلما عظيما يتأكد لو افترضنا أن يوم القيامة لن يجئ. ولقد حرم الله
    تعالى الظلم على نفسه وجعله محرما بين عباده. ومن تمام العدل وجود يوم
    للقيامة والحساب والجزاء. ذلك أن يوم القيامة هو اليوم الذي تعاد فيه جميع
    القضايا مرة أخرى أمام الخالق، ويعاد نظرها مرة أخرى. ويحكم فيها رب
    العالمين سبحانه. هذه هي الضرورة الأولى ليوم القيامة، وهي تتصل بعدالة
    الله ذاته.

    وثمة ضرورة أخرى ليوم القيامة، وهي تتصل بسلوك الإنسان نفسه. إن الاعتقاد
    بيوم الدين، والإيمان ببعث الأجساد، والوقوف للحساب، ثم تلقي الثواب
    والعقاب، ودخول الجنة أو النار، هذا شيء من شأنه أن يعلق أنظار البشر
    وقلوبهم بعالم أخر بعد عالم الأرض، فلا تستبد بهم ضرورات الحياة، ولا
    يستعبدهم الطمع، ولا تتملكهم الأنانية، ولا يقلقهم أنهم لم يحققوا جزاء
    سعيهم في عمرهم القصير المحدود، وبذلك يسمو الإنسان على الطين الذي خلق
    منه إلى الروح الذي نفخه ربه فيه. ولعل مفترق الطريق بين الخضوع لتصورات
    الأرض وقيمها وموازينها، والتعلق بقيم الله العليا، والانطلاق اللائق
    بالإنسان، يكمن في الإيمان بيوم القيامة.

    حدثهم هود بهذا كله فاستمعوا إليه وكذبوه. قالوا له هيهات هيهات..
    واستغربوا أن يبعث الله من في القبور، استغربوا أن يعيد الله خلق الإنسان
    بعد تحوله إلى التراب، رغم أنه خلقه من قبل من التراب. وطبقا للمقاييس
    البشرية، كان ينبغي أن يحس المكذبون للبعث أن إعادة خلق الإنسان من التراب
    والعظام أسهل من خلقه الأول. لقد بدأ الله الخلق فأي صعوبة في إعادته؟! إن
    الصعوبة -طبقا للمقياس البشري- تكمن في الخلق. وليس المقياس البشري غير
    مقياسٍ بشري ينطبق على الناس، أما الله، فليست هناك أمور صعبة أو سهلة
    بالنسبة إليه سبحانه، تجري الأمور بالنسبة إليه سبحانه بمجرد الأمر.

    موقف الملأ من دعوة هود:

    يروي المولى عزل وجل موقف الملأ (وهم الرؤساء) من دعوة هود عليه السلام.
    سنرى هؤلاء الملأ في كل قصص الأنبياء. سنرى رؤساء القوم وأغنيائهم
    ومترفيهم يقفون ضد الأنبياء. يصفهم الله تعالى بقوله: (وَأَتْرَفْنَاهُمْ
    فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) من مواقع الثراء والغنى والترف، يولد الحرص
    على استمرار المصالح الخاصة. ومن مواقع الثراء والغنى والترف والرياسة،
    يولد الكبرياء. ويلتفت الرؤساء في القوم إلى أنفسهم ويتساءلون: أليس هذا
    النبي بشرا مثلنا، يأكل مما نأكل، ويشرب مما نشرب؟ بل لعله بفقره يأكل أقل
    مما نأكل، ويشرب في أكواب صدئة، ونحن نشرب في أكواب الذهب والفضة.. كيف
    يدعي أنه على الحق ونحن على الباطل؟ هذا بشر .. كيف نطيع بشرا مثلنا؟ ثم..
    لماذا اختار الله بشرا من بيننا ليوحى إليه؟

    قال رؤساء قوم هود: أليس غريبا أن يختار الله من بيننا بشرا ويوحي إليه؟!
    تسائل هو: ما هو الغريب في ذلك؟ إن الله الرحيم بكم قد أرسلني إليكم
    لأحذركم. إن سفينة نوح، وقصة نوح ليست ببعيدة عنكم، لا تنسوا ما حدث، لقد
    هلك الذين كفروا بالله، وسيهلك الذين يكفرون بالله دائما، مهما يكونوا
    أقوياء.
    قال رؤساء قوم هود: من الذي سيهلكنا يا هود؟
    قال هود: الله .
    قال الكافرون من قوم هود: ستنجينا آلهتنا.

    وأفهمهم هود أن هذه الآلهة التي يعبدونها لتقربهم من الله، هي نفسها التي
    تبعدهم عن الله. أفهمهم أن الله هو وحده الذي ينجي الناس، وأن أي قوة أخرى
    في الأرض لا تستطيع أن تضر أو تنفع.

    واستمر الصراع بين هود وقومه. وكلما استمر الصراع ومرت الأيام، زاد قوم
    هود استكبارا وعنادا وطغيانا وتكذيبا لنبيهم. وبدءوا يتهمون "هودا" عليه
    السلام بأنه سفيه مجنون.

    قالوا له يوما: لقد فهمنا الآن سر جنونك. إنك تسب آلهتنا وقد غضبت آلهتنا عليك، وبسبب غضبها صرت مجنونا.

    انظروا للسذاجة التي وصل إليها تفكيرهم. إنهم يظنون أن هذه الحجارة لها
    قوى على من صنعها. لها تأثير على الإنسان مع أنا لا تسمع ولا ترى ولا
    تنطق. لم يتوقف هود عند هذيانهم، ولم يغضبه أن يظنوا به الجنون والهذيان،
    ولكنه توقف عند قولهم: (وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ
    وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ).

    بعد هذا التحدي لم يبق لهود إلا التحدي. لم يبق له إلا التوجه إلى الله
    وحده. لم يبق أمامه إلا إنذار أخير ينطوي على وعيد للمكذبين وتهديدا لهم..
    وتحدث هود:

    إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوَءٍ قَالَ إِنِّي
    أُشْهِدُ اللّهِ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (54)
    مِن دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ (55) إِنِّي
    تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ
    هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (56)
    فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقَدْ أَبْلَغْتُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ
    وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّونَهُ شَيْئًا
    إِنَّ رَبِّي عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (57) (هود)

    إن الإنسان ليشعر بالدهشة لهذه الجرأة في الحق. رجل واحد يواجه قوما غلاظا
    شدادا وحمقى. يتصورون أن أصنام الحجارة تستطيع الإيذاء. إنسان بمفرده يقف
    ضد جبارين فيسفه عقيدتهم، ويتبرأ منهم ومن آلهتهم، ويتحداهم أن يكيدوا له
    بغير إبطاء أو إهمال، فهو على استعداد لتلقي كيدهم، وهو على استعداد
    لحربهم فقد توكل على الله. والله هو القوي بحق، وهو الآخذ بناصية كل دابة
    في الأرض. سواء الدواب من الناس أو دواب الوحوش أو الحيوان. لا شيء يعجز
    الله.

    بهذا الإيمان بالله، والثقة بوعده، والاطمئنان إلى نصره.. يخاطب هود الذين
    كفروا من قومه. وهو يفعل ذلك رغم وحدته وضعفه، لأنه يقف مع الأمن الحقيقي
    ويبلغ عن الله. وهو في حديثه يفهم قومه أنه أدى الأمانة، وبلغ الرسالة.
    فإن كفروا فسوف يستخلف الله قوما غيرهم، سوف يستبدل بهم قوما آخرين. وهذا
    معناه أن عليهم أن ينتظروا العذاب.

    هلاك عاد:

    وهكذا أعلن هود لهم براءته منهم ومن آلهتهم. وتوكل على الله الذي خلقه،
    وأدرك أن العذاب واقع بمن كفر من قومه. هذا قانون من قوانين الحياة. يعذب
    الله الذين كفروا، مهما كانوا أقوياء أو أغنياء أو جبابرة أو عمالقة.

    انتظر هود وانتظر قومه وعد الله. وبدأ الجفاف في الأرض. لم تعد السماء
    تمطر. وهرع قوم هود إليه. ما هذا الجفاف يا هود؟ قال هود: إن الله غاضب
    عليكم، ولو آمنتم فسوف يرضى الله عنكم ويرسل المطر فيزيدكم قوة إلى قوتكم.
    وسخر قوم هود منه وزادوا في العناد والسخرية والكفر. وزاد الجفاف، واصفرت
    الأشجار الخضراء ومات الزرع. وجاء يوم فإذا سحاب عظيم يملأ السماء. وفرح
    قوم هود وخرجوا من بيوتهم يقولون: (هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا).

    تغير الجو فجأة. من الجفاف الشديد والحر إلى البرد الشديد القارس. بدأت
    الرياح تهب. ارتعش كل شيء، ارتعشت الأشجار والنباتات والرجال والنساء
    والخيام. واستمرت الريح. ليلة بعد ليلة، ويوما بعد يوم. كل ساعة كانت
    برودتها تزداد. وبدأ قوم هود يفرون، أسرعوا إلى الخيام واختبئوا داخلها،
    اشتد هبوب الرياح واقتلعت الخيام، واختبئوا تحت الأغطية، فاشتد هبوب
    الرياح وتطايرت الأغطية. كانت الرياح تمزق الملابس وتمزق الجلد وتنفذ من
    فتحات الجسم وتدمره. لا تكاد الريح تمس شيئا إلا قتلته ودمرته، وجعلته
    كالرميم.

    استمرت الرياح مسلطة عليهم سبع ليال وثمانية أيام لم تر الدنيا مثلها قط.
    ثم توقفت الريح بإذن ربها. لم يعد باقيا ممن كفر من قوم هود إلا ما يبقى
    من النخل الميت. مجرد غلاف خارجي لا تكاد تضع يدك عليه حتى يتطاير ذرات في
    الهواء.
    نجا هود ومن آمن معه.. وهلك الجبابرة.. وهذه نهاية عادلة لمن يتحدى الله ويستكبر عن عبادته.
    ღ قلبي ملك ربى ღ
    ღ قلبي ملك ربى ღ
    غالية بالإسلام
    غالية بالإسلام


    الجنسانثى

    محل الاقامة : ارض الله الواسعة

    عدد المساهمات : 3451

    تاريخ التسجيل : 23/08/2010

    sms : اللهم سامع الصوت وسابق الفوت وكاسى العظام لحماً بعد الموت نسألك الجنه ونعوذ بك من النار

    حكايات قبل النوم  Mymeda10


    حكايات قبل النوم  Empty رد: حكايات قبل النوم

    مُساهمة من طرف ღ قلبي ملك ربى ღ الإثنين أبريل 18, 2011 2:16 pm

    ((قصة سيدنا يوسف عليه السلام))

    إننا حين نتحدث عن مواجهة الشهوة لا نتحدث عن أمر معجز يستحيل الحصول
    عليه، وإنما مطلب واقعي ممكن، وإن كان صعبًا. وقد قص علينا القرآن قصة من
    قصص الشباب مع الشهوة ليتخذ شبابنا منها قدوة وأسوة ودرسًا عمليًا في
    كيفية التعامل مع مثل هذه المواقف، ويتعرف على الأسباب المعينة على الخلاص
    من ورطاتها.
    إن الواقع الذي عاشه يوسف عليه السلام هو في الحقيقة أشد من أي واقع يقابله شاب منا، فلقد تهيأت له كل أسباب الفاحشة ودواعيها :
    فالشباب والقوة والشهوة متوفرة؛ فقد كان في عنفوان شبابه، وهو يحتاج
    لتصريف شهوته وهو عزب، ولا مصرف له حلال، وقد بذلت له ولم يسع إليها..
    والمرأة جميلة؛ فهي زوجة العزيز ومثله لا يتزوج إلا بأجمل النساء.
    ولا خوف من العقوبة؛ فالمرأة هي الطالبة والراغبة، وقد طلبت وأرادت بل وراودت، فكفته مؤنة التلميح أو التصريح بالرغبة.
    وقد أغلقت الأبواب عليهما ليكونا في مأمن، ولترفع عنه حرج الخوف من الفضيحة.
    ثم هو غريب في بلد لا يعرفه أحد؛ فلا خوف من أن يفتضح، وهو خادم وهي
    سيدته، فهو تحت سلطانها وقهرها، فيخاف إن لم يجبها أن يطوله أذاها.
    وقد عانى عظم الفتنة وشدة الإغراء.. فالمرأة لا شك قد أعدت للأمر عدته
    وبيتته بليل وخططت له، فدخلت وأغلقت الأبواب كل الأبواب، وبدأت في
    المراودة، ومثل هذه لابد أنها تزينت بكل زينة وجمعت كل فتنة، فما ملك إلا
    الهرب، وأنقذه هذه المرة وجود سيده لدى الباب رغم أن ردة فعله كانت مخيبة
    للآمال.
    تكرر الإغراء:
    لقد تكرر الموقف لا شك مرات، وقد هددته وتوعدته وخوفته بالسجن، ورأى
    جرأتها على زوجها وقدرتها على تنفيذ أمرها، وإصرارها على تحصيل مبتغاها في
    قضاء وطرها، والإعلان بذلك أمام النسوة في وقاحة وعدم حياء أو خوف، مع
    أمنها مكر زوجها؛ فهو كأكثر رجال هذه الطبقة لا يمثل الطهر والشرف كبير
    قيمة لديهم وهذا ظاهر من موقفه: {يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت
    من الخاطئين}[يوسف:29].
    لقد أعلنتها صريحة: {ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمروه
    ليسجننَّ وليكونًا من الصاغرين}[يوسف:32]. فما وجد الصدّيق بعد كل هذا إلا
    أن يعتصم بالله، وأن يقدم رضًا الله على هوى النفس، بل ويرضى بالسجن
    (وأرجو أن نلاحظ ذلك) ترك اللذة والشهوة، وآثر عليها السجن بما فيه، وهو
    لا يدري متى سيخرج منه، ولعله لا يخرج أبدًا، لكنه كان أحب إليه من رغبة
    الشباب ولذة الحرام، فأطلقها صريحة: {رب السجن أحب إليَّ مما يدعونني إليه
    وإلا تصرف عني كيدهنَّ أصب إليهنَّ وأكن من الجاهلين}[يوسف:33].
    إننا يا شباب نحتاج إلى استحضار هذا الموقف وأشباهه لنتخذه أنموذجًا
    يحتذى، ومثلاً يقتدى، ونتشبث بما تشبث به يوسف لننجو من أغلال الشهوة وذل
    المعصية.
    قوارب النجاة:
    لقد تمسك الصادق العفيف "يوسف" بأمور كانت سببًا بعد توفيق الله وحفظه في
    عصمته وصيانته، ولو تمسك بها كل واحد منا لبلغ بأمر الله بر الأمان كما
    بلغه يوسف:
    أولها: خوف الله ومراقبته:
    لقد كان في خلوة لا يراه من البشر أحد، والضغوط كلها عليه، ومداخل الشيطان
    كثيره، فما بحث عن تبريرات، ولا استسلم لوخز الشهوات واستحضر في ذلك
    الموقف العظيم خوفه من الله تعالى ومراقبته له، وتعظيمه لحق الله تعالى
    فقال لما راودته بملء فيه: {معاذ الله}، {إنه لا يفلح الظالمون}.
    وما أجمل هذا الخوف وما أجل عاقبته التي أخبر بها نبينا صلى الله عليه
    وسلم في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ومنهم:
    "...ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله...".

    ثانيها: توفيق الله وحفظه لعبده:
    فلما رأى الله تعالى منه صدقه وصبره صرف عنه السوء وصرفه هو عن السوء
    صيانة له وتكريما وجزاء على عفته: {كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من
    عبادنا المخلصين}[يوسف:24].

    ثالثها: فراره عن أسباب المعصية:
    فلما رأى منها ما رأى، وخاف على نفسه فر منها وهرب إلى الباب يريد الخروج،
    وهي تمسك بتلابيبه وهو يشد نفسه وينازعها حتى قدت قميصه من شدة جذبها له
    وشدة هربه منها.
    وهذا الفرار هو أعظم أسباب النجاة، فالفرار من الأسواق المختلطة، والفرار
    من المتنزهات، والفرار من الخلوة بالأجنبيات، وصيانة النظر عن رؤية
    المحرمات والعورات، والبعد عن مواقع الشهوة والعري في النت والفضائيات،
    كلها من أسباب الفرار بالدين من الفتن .. وخلاصتها غض الأبصار عن الوقوع
    في حمى الأخطار.
    كل الحوادث مبدأها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر
    كم نظرة بلغت من قلب صاحبها كمبلغ السهم بين القوس والوتر
    يسر مقلته ما ضر مهجته لا مرحبا بسرور جاء بالضرر
    ومن صدق الفرار أن يفر الواحد منا من قرناء السوء الذين يذكرونه بالمعاصي،
    ويحدثونه عنها وعن سبلها ووسائلها وكيفية الوصول إليها، بل ويمدونه بها
    وييسرونها عليه،، فهؤلاء معرفتهم في الدنيا عار وفي الآخرة خزي وبوار .
    ومن أراد السلامة فليلزم أهل التقى ومواطن الخير وأصحاب العبادة كما قال
    العالم لقاتل المائة نفس: "ودع أرضك هذه فإنها أرض سوء واذهب إلى أرض كذا
    فإن فيها قوما يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم".

    رابعها: الدعاء والالتجاء إلى الله:
    فقلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها ويصرفها كيف يشاء، فهو
    سبحانه القادر أن يثبت قلبك ويصرف همم أهل السوء عنك، والتوفيق كله بيده،
    والخذلان أن يكلك إلى نفسك. وقد علم يوسف ذلك؛ فالتجأ إلى الحصن الحصين
    والركن الركين: {وإلا تصرف عني كيدهم أصب إليهنَّ وأكن من الجاهلين *
    فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهنَّ إنه هو السميع العليم}[يوسف:33، 34].
    فإذا أردت العصمة فاعتصم بربك: {ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط
    مستقيم}[آل عمران:101].

    خامسها: تهويل خطر المعصية:
    فقد رأى الكريم أن الفاحشة أمر عظيم وخطب جليل، وتجرؤ على حدود الله خطير،
    وتفكر في عقوبة الآخرة، فهانت عليه عقوبة الدنيا، فاختار السجن ومرارته
    على أن يلغ في عرض لا يحل له، أو أن يقضي وطرًا في غير محله: {قال رب
    السجن أحبُّ إلي مما يدعونني إليه}[يوسف:33].

    سادسها: الاعتصام بالإيمان:
    فالإيمان يصون أهله ويحمي أصحابه، ومن حفظ الله تعالى حفظه الله في دينه
    ودنياه وأهله وأخراه، وما عصم يوسف عليه السلام إلا الإيمان بربه وصدقه
    معه وإخلاصه له، وقد سجل الله له ذلك فقال: {إنه من عبادنا
    المخلصين}[يوسف:24].





    عدل سابقا من قبل مصرية وافتخر في الإثنين أبريل 18, 2011 2:19 pm عدل 1 مرات
    ღ قلبي ملك ربى ღ
    ღ قلبي ملك ربى ღ
    غالية بالإسلام
    غالية بالإسلام


    الجنسانثى

    محل الاقامة : ارض الله الواسعة

    عدد المساهمات : 3451

    تاريخ التسجيل : 23/08/2010

    sms : اللهم سامع الصوت وسابق الفوت وكاسى العظام لحماً بعد الموت نسألك الجنه ونعوذ بك من النار

    حكايات قبل النوم  Mymeda10


    حكايات قبل النوم  Empty رد: حكايات قبل النوم

    مُساهمة من طرف ღ قلبي ملك ربى ღ الإثنين أبريل 18, 2011 2:18 pm

    الدِّيكِ و الدُّجاجةِ والفَأْر



    في يومٍ مِنَ الأَيَّامِ كانَتْ هناكَ هَضَبَةٌ ،
    و كانَ فوقَ الهضَبَةِ بيتٌ صغيرٌ جميلٌ جِدَّاً، لَهُ بابٌ صغيرٌ أخضرُ
    اللَّونِ ، وَ لَهُ أَيضَاً أربعُ نوافِذَ ذات أَبوابٍ خضراءَ.
    كانَ يعيشُ في المنزلِ دِيكٌ ودُجاجةٌ و فأْرٌ صغيرٌ.

    في الهضبةِ المقابلةِ القريبةِ مِنَ الضِّفَّةِ الثَّانيةِ للنَّهْرِ كانَ
    هناكَ منزلٌ آخرُ. كانَ منْزِلاً بشِعَاً . بابُهُ لا يُغلَقُ جيِّداً ،
    ونافِذتَاهُ مكسُوْرتَانِ. وكانَ يعيشُ فيْهِ ثعلبٌ كبيرٌ وسيِّءٌ معَ
    أَبنائِهِ الثعالبَ الأربعةَ السَّيِّئِيْنَ.

    في أَحَدِ الأَيَّامِ ،قالَتِ الثَّعالبُ الصِّغارُ لأَبِيْهِمْ: " نحنُ جائِعُوْنَ جِدَّاً".
    قالَ الأَوَّلُ : لَمْ نَأْكُلْ شَيْئَاً البارِحَةَ.
    وقالَ الثَّانِي: أَكَلْنَا القَلِيْلَ فَقَطْ ليْلَةَ أَولِ أَمسَ.
    قالَ الثَّالِثُ: أَكَلْنَا نِصْفَ دُجاجَةٍ قبلَ ثلاثَةِ أَيَّامٍ.
    قالَ الرَّابِعُ: وَ لَمْ نَأْكُلْ سِوَى بطَّتَيْنِ صَغِيْرَتَينِ قبلَ أَربَعَةِ أَيَّامٍ.

    بدَأَ الثَّعلبُ الكبِيرُ يُفَكِّرُ بِمَكْرٍ وَدَهَاءٍ وَ هُوَ يَهِزُّ رَأْسَهُ.
    بعدَ قَلِيلٍ ، قالَ الثَّعْلَبُ السَّيِّءُ بِصَوتٍ غَلِيظٍ:
    -في الهَضَبَةِ المُقَابِلَةِ بيتٌ جَمِيلٌ ، يعيشُ فِيهِ ديكٌ كبيرٌ.
    صرَخَ اثْنَانِ مِنَ الثَّعالِبِ الصَّغِيرةِ بصوتٍ عالٍ:
    - وَيعيشُ هُناكَ فَأْرٌ كبيرٌ أَيضَاً.
    وَصَرَخَ الثَّعْلَبَانِ الآخَرانِ بِفرَحٍ وَ خُبْثٍ:
    - وَتَعيشُ هُناكَ دُجَاجَةٌ حمراءٌ أَيضَاً.
    عِندَئِذٍ قالَ الثَّعلبُ الكبيرُ السَّيِّءُ:
    - إِنَّهُمْ لذِيذُونَ جِدَّاً. سآخذُ الكِيسَ الكبيرَ معِي ،وَ سَأَضَعُ
    فِيهِ الدِّيكَ وَ الدُّجاجةَ وَ الْفَأْرَ، ثُمَّ أَعُودُ إِلَيْكُمْ
    لِنَتَنَاولَ جَميعَاً طعامَاً لَذِيذَاً.

    خرجَ الثَّعالِبُ الصِّغَارُ وَ رَقَصُوْا بِانْتِظارِ الوَلِيمَةِ ،
    بَيْنَمَا حمَلَ الثَّعْلَبُ الكَبِيرُ الكِيْسَ الفَارِغَ عَلَى ظَهْرْهِ
    ، وَتَوَجَّهَ نَحْوَ الهَضَبَةِ الْمُقَابِلَةِ.

    خِلالَ هَذِهِ الفَتْرَةِ، ماذا كانَ يَجْرِي بَيْنَ الدِّيْكِ وَالدُّجَاجَةِ وَالْفَأْرِ؟؟!!
    يَبْدُو أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَوْمَاً جَيِّدَاً بِالنِّسْبَةِ لِلدِّيْكِ وَالفَأْرِ!
    اسْتَيْقَظَ الدِّيْكُ في الصَّبَاحِ وَقَالَ:
    - يَاْلَهُ مِنْ طَقْسٍ حَاْرٍّ!
    وَاسْتَيْقَظَ الفَأْرُ في الصَّبَاحِ وَقَالَ:
    - يالهُ مِنْ طَقسٍ بَارِدٍ!
    إِذَنْ كانَ مَزَاجُهُمَا مُتَعَكِّرَاً، فَنَزِلا مُنْزَعِجَينِ إِلى
    المَطْبَخِ، ثُمَّ إِلَى خَارِجِ الْبَيتِ ، حيثُ كانَتْ الدُّجاجةُ
    تُنظِّفُ بِسعادةٍ وَ نشاطٍ حولَ البيتِ.
    سَأَلَتِْ الدَّجاجةُ: مَنْ سيَجمعُ الحَطبَ من أَجلِ الموقدِ؟
    أَجابَ الدِّيكُ: لا أَستطيعُ فأَنا مُتْعَبٌ.
    وَأَجابَ الفأْرُ: و أَنا لا أَستطيعُ لأَنَّني مُتْعَبٌ أيضاً.
    فقالَتْ الدُّجاجةُ: لَمْ تعمَلا اليومَ شيْئَاً كي تَتْعَبَا أَيُّهَا الكَسُولانِ، أَنا سَأَجمَعُ الحطبَ إِذَنْ.
    وَذهبَتْ الدُّجاجةُ وَ جمعَتْ الحَطبَ، بينما كانَ الدِّيكُ والفأْرُ
    جالِسَينِ دونَ عمَلٍ. وَحينَ عادَتْ الدُّجاجةُ بالحطَبِ سأَلَتْهُمَا:
    وَالآنَ منْ سيذْهَبُ إِلى النَّبْعِ لِيَجْلِبَ لَنَا الْمَاْءَ كَيْ
    نشرَبَ جميعَاً؟
    قالَ الدِّيكُ و الفأْرُ بِصوتٍ واحِدٍ: لا نستطيعُ.
    فقالَتْ الدُّجاجةُ: إِذَنْ أَنَا سأَذهَبُ إِلَى النَّبْعِ وأَجْلُبَ الْمَاءَ.
    وَذَهبَتْ الدُّجاجةُ الحمراءُ إِلَى النَّبْعِ وَ أَحضرَتْ جَرَّةَ ماءٍ
    عَذْبٍ، ثُمَّ وضعَتْ قلِيلاً مِنَ الْمَاْءِ لِيَغْلِيَ علَى النَّارِ،
    وَ سَأَلَتْ:
    - وَالآنَ مَنْ سَيُعِدُّ طَعامَ الإفطارِ؟
    رَدَّ الدِّيكُ وَالفَأْرُ بِصَوتٍ نَاعِسٍ مَعَاً:
    - لا نَسْتَطِيْعُ.
    فقالَتْ الدُّجاجةُ النَّشِيطَةُ:
    - أَنَا سَأُعِدُّ طعَامَ الإِفْطَارِ لَكُمَا أَيْضَاً.
    وَأَعدَّتْ الدُّجاجةُ الصَّبُورَةُ طعامَ الإِفطارِ وَ تَنَاوَلَ الجميعُ
    طعامَ الإِفطارِ مَعَاً، وَ خِلالَ تَنَاوُلِ الطَّعامِ تَنَاثَرَ بعضُ
    فُتَاتِ الْخُبْزِ حولَ المَائِدةِ ، فاتَّسَخَتْ الطَّاوِلَةُ وَ الأَرضُ
    ، وَ سَأَلَتْ الدُّجَاجةُ مِنْ جديدٍ:
    - مَنْ سَيُنَظِّفُ الطَّاوِلَةَ وَ الأَرضَ بعدَ الطَّعامِ؟
    أَجابَ الكَسُولانِ: لا نَستطيعُ.
    قالَتِْ الدَّجاجةُ: أَنَا سأَفْعَلُ كُلَّ شيءٍ!
    وَقامَتْ الدُّجاجَةُ بِتَنْظيفِ الطَّاوِلَةِ وَ الأَرضَ وَ حولَ
    المَوْقِدِ ، ثُمَّ قامَتْ بِتَنْظيفِ الأَطْباقِ وَالْمَطْبَخِ، وَ
    عادَتْ لِتَسْأَلَ الدِّيكَ وَ الفَأْرَ الكَسُولَيْنِ:
    - مَنْ سَيُرَتِّبُ الأَسِرَّةَ الَّتِي نِمْنَا عَلَيْهَا؟
    فَأَجَابَ الدَّيْكُ وَ الفَأْرُ بِصَوْتٍ واحِدٍ كَالْعَادَةِ:
    - لا نَسْتطِيعُ.
    فقالَتْ الدُّجاجةُ : أَنَا سَأُرَتِّبُ جميعَ الأَسِرَّةِ .
    صَعدَتْ الدُّجاجَةُ النَّشِيطَةُ إِلَى غُرَفِ النَّوْمِ لِتُرَتِّبَ
    الأَسِرَّةَ ، بَيْنَمَا جَلَسَ كُلٌ مِنَ الدِّيكِ وَالفَأْرِ عَلَى
    كُرْسِيِّهِ الْهَزَّازِ ، وَنَامَ مُسٍْتَرْخِيَاً ، بِكَسَلٍ وَ لا
    مُبَالاةٍ.
    فِيْ هَذِهِ اللَّحَظَاتِ كانَ الثَّعْلَبُ الكبيرُ قَدْ وصلَ قِمَّةَ
    الْهَضَبَةِ، وَدخَلَ حديقَةَ البَيْتِ ، وَنظَرَ مِنَ النَّافِذَةِ،
    ثُمَّ دَقَّ البَابَ.
    فَتَحَ الفَأْرُ عينَيْهِ بِتَكاسُلٍ وَسأَلَ:
    - مَنْ سيَأْتِي في وقتٍ كَهَذَا؟!
    قالَ الدِّيكُ الكَسٍولُ:
    -إِذَا أَرَدْتَ معرِفَةَ الطَّارِقِ، اذْهَبْ إِلَى البَابِ وَ انْظُرْ بِنَفسِكَ!
    ظَنَّ الفَأْرُ أَنَّ ساعِي البريدِ بِالبابِ، وَأَنَّهُ رُبَّمَا يَحمِلُ
    رِسَالةً لَهُ ، فأَسْرَعَ وَ أَزاحَ الْمِزْلاجَ الذي كانَ يَقْفَلُ
    البابَ ،قبلَ أَنْ يتَحقَّقَ مِنْ هُوِيَّةِ الطَّارِقِ، وَفَتَحَ البابَ
    لِيُفَاْجَأَ بِالثَّعلَبِ الْمَاكِرِ الكَبيرِ وَهُوَ يقفِزُ لِلدَّاخِلِ
    وَقَدْ ارْتَسَمَتْ ابتسامَتُهُ الخبِيثَةُ على وجْهِهِ.
    صرَخَ الفَأْرُ:
    -"سَاْكْ...سَاْكْ..سَاْكْ.."
    وَحاولَ القَفْزَ إِلَى الْمَدخَنَةِ. خافَ الدِّيكُ وصاحَ:
    -"كُوْكُوْ...كوكو...كوكو.."
    وَقفَزَ إِلَى ظَهْرِ الكُرْسِيِّ، لَكِنَّ الثَّعْلَبَ ضحِكَ بِصوتٍ عالٍ
    وَماكِرٍ ، وَ هُوَ يُمْسِكُ بِالفأْرِ بِذَنَبِهِ ، وَ يُلْقِيْهِ فِيْ
    الْكِيسِ ، وَلَمْ يَتْعَبْ بِالإِمْسَاكِ بِالدِّيكِ أَيضَاً، فَوضَعَهُ
    معَ الفأْرِ فِي الكيسِ.
    سَمِعَتْ الدُّجاجةُ الْمِسْكِينَةُ الضَّجَّةَ فَأَسرعَتْ وَ نَزَلَتْ
    إِلى الصَّالَةِ، لِتَجِدَ نفْسَهَا بَينَ يَدَيْ الثَّعلبِ الذي قَبَضَ
    عليها وَوضعَهَا معَ الآخَرِينَ في الكيسِ.

    أَخرجَ الثَّعلبُ حَبْلاً طويلاً وَ ربَطَ بِهِ الكِيْسَ، ثُمَّ وضعَهُ
    على ظهْرِهِ، وِ انْطلَقَ إِلى أَسفلِ الهَضبَةِ مُتَّجِهَاً إِلَى
    مَنزِلِهِ ، حيثُ ما يزالُ الثعالبُ الأَربعَةُ الصِّغارُ يرقِصُونَ
    بِانتِظارِ الطَّعامِ اللَّذيذِ.

    قالَ الدَّيكُ الْمَحْبُوْسُ فِي الكيسِ: يَالَيْتَنِي لَمْ أَكُنْ كَسُولاً.
    وَقالَ الْفَأْرُ الْمَحْبُوسُ في الكيسِ: ياليتني لم أكن كسولاً ،وَ لَيتَنِي كُنْتُ حذِرَاً.
    قالَتْ الدُّجاجةُ الذَّكِيَّةُ المحبوسَةُ في الكِيسِ معَهُمَا:
    -يُمْكِنُكُمَا الآنَ إِصْلاحَ أَخْطَائِكُمَا، لاتَحْزَنَا،لَمْ يَفُتْ
    الوقتُ بعدُ، انتَبِهَا لِمَا سَأَقُولُهُ لَكُمَا:" لَدَيَّ الآنَ
    مِحفَظَتِي الَّتِي أَحْمِلُهَا دومَاً، وَ فِيْهَا مِقَصٌّ وَكُشْتُبَانٌ
    وَ إِبرَةُ وَخَيْطٌ. بعدَ لَحَظَاتٍ ستَرَوْنَ ماذا سَأَفعَلُ.

    بعدَ لحظاتٍ شَعَرَ الثَّعلبُ الكبيرُ بِالْحَرِّ الشَّدِيدِ ،لأَنَّ
    الشَّمسَ كانَتْ حارَّةً ، فَأَحسَّ بِالتَّعَبِ ،خاصَّةً وَ أَنَّ الكيسَ
    ثقيلٌ جداً على ظَهرِهِ .فقرَّرَ الاستِراحةَ فِي ظِلِّ الشَّجرَةِ
    والنَّومَ قلِيلاً. فَوضعَ الكيسَ المربوطَ جانِبَاً وَ غَطَّ في نومٍ
    عميقٍ.
    عندَمَا سمِعَتْ الدُّجاجةُ الحمراءُ شخيرَ الثَّعلبِ أَخذَتْ الْمِقَصَّ
    وَقصَّتْ ثِقْبَاً صغِيرَاً في الكيسِ وَهَمَسَت بِصوتٍ ناعِمٍ :
    -اخْرُجْ أَيُّهَا الفأْرُ بِسُرعَةٍ مِنَ الثِّقْبِ وَ اجْلُبْ حجَرَاً كَبِيرَاً بِحَجْمِكَ وَعُدْ إِلَيَّ.
    خَرَجَ الفأْرُ ثُمَّ عادَ بِحَجَرٍ ثَقِيلٍ جِداً سحَبَهُ خَلْفَهُ نَحوَ
    الكيسِ وَساعدَتْهُ الدُّجاجَةُ وَالدِّيكُ لإِدخَالِهِ إِلى الكيسِ.
    ثُمَّ قصَّتْ الدُّجاجةُ الثِّقبَ أَكَثَرَ فأصبَحَ بِاسْتِطاعَةِ
    الدِّيكِ الخروجُ مِنْهُ وَقالَتْ لَهُ :
    - اخْرُجْ بِسُرعَةٍ أَيُّهَا الدِّيكُ واجْلُبْ حجَرَاً بِحَجْمِكَ، هَيَّا، هَيَّا.
    وَخَرجَ الدِّيكُ مِنَ الكيسِ ثُمَّ أَحْضَرَ حجَرَاً بِمِثلِ حجْمِهِ،
    وَسَاعَدَتْهُ الدُّجاجةُ وَ الفَأْرُ لإدخَالِ الحَجَرِ إِلى الكيسِ.
    ثُمَّ خرَجَتْ الدُّجاجةُ أخيراً وَأَحْضَرَتْ حجَرَاً كَبِيراً
    بِحَجْمِهَا، وَ وَضَعَتْهُ فِي الكيسِ، وَ أَخرَجَتْ مِنْ مِحْفَظَتِهَا
    الإِبْرَةَ وَ الخَيْطَ وَ الكُشْتُبَانَ.
    أَدخَلَتْ الخيطَ في ثِقبِ الإِبرَةِ وَخَاطَتْ الفُتْحَةَ التي خرجوا
    منها بِأَسرَعِ ما استطاعَتْ مِن سِرعَةٍ، وَ عِندَمَا انتهَتْ مِنْ
    خِياطَةِ الكيسِ هَرِبَتْ معَ الدِّيكِ وَ الفَأْرِ بِسِرعَةٍ كبيرةٍ إِلى
    بيتِهِمْ وَ أَغْلَقَتْ البابَ وَ أَوصدُوهُ بالْمِزْلاجِ.
    نامَ الثَّعلبُ طَوِيلاً تحتَ الشَّجرةِ، وَ اسْتَيقَظَ مُتُأَخِّرَاً فقالَ لِنَفسِهِ:
    - لابُدَّ أَنَّنِي تَأَخَّرْتُ عَنْ البَيتِ ، يَجِبَ أَنْ أُسرِعَ.
    وَحمَلَ الثَّعلبُ الكِيسَ الثَّقِيلَ على ظهرِهِ وَ نزَلَ الهضبَةَ حتَّى
    وصلَ إِلى النَّهرِ، نزلَ في الماءِ لِيَقطعَ النَّهرَ ، إِذْ لَمْ يَكُنْ
    هَناكَ جِسرٌ أَبَدَاً، فغَمَرَ الماءُ رِجْلَيْهِ ثُمَّ رُكْبَتَيْهِ،
    وَلَمَّا كانَ الكيسُ ثَقِيلاً جِدَّاً على ظهرِ الثَّعلبِ، سقَطَ
    الثَّعلبُ في الماءِ العميقِ، وَ لَمْ يستطِعْ الخُروجَ مِنَ الماءِ
    أَبَدَاً. وَلَمْ يَرَهُ أَحَدٌ بعدَ ذَلِكَ. أَمَّا الثَّعالبُ الأَربعةُ
    فقدْ نَامُوا دونَ عِشاءٍ.
    وَفِي البيتِ الصَّغيرِ الجميلِ على الجبلِ أَصبَحَ الدِّيكُ وَالفَأْرُ
    نشِيطَينِ مُجْتَهِدَيْنِ ، لا يُحِبَّانِ الكسَلَ، وَ يُساعِدَانِ
    الدُّجاجةَ الذَّكِيَّةَ بِجَمْعِ الحطبِ وَ جَلْبِ الماءِ مِنَ النَّبْعِ
    ، وَيُشاركَانِ أَيضَاً في تنظيفِ البيتِ. وَهَكَذَا صارَ بِإِمكانِ
    الدُّجاجةِ الاستراحةَ أَحيانَاً بِفضْلِ التَّعاوُنِ وَالحُبِّ بينَ
    الجَمِيْعِ.

    وتوتة توتة خلصت الحدوتة وتصبحوا على خير وأحلام سعيدة
    ღ قلبي ملك ربى ღ
    ღ قلبي ملك ربى ღ
    غالية بالإسلام
    غالية بالإسلام


    الجنسانثى

    محل الاقامة : ارض الله الواسعة

    عدد المساهمات : 3451

    تاريخ التسجيل : 23/08/2010

    sms : اللهم سامع الصوت وسابق الفوت وكاسى العظام لحماً بعد الموت نسألك الجنه ونعوذ بك من النار

    حكايات قبل النوم  Mymeda10


    حكايات قبل النوم  Empty رد: حكايات قبل النوم

    مُساهمة من طرف ღ قلبي ملك ربى ღ الإثنين أبريل 18, 2011 2:26 pm

    سميرة الصغيرة

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    في يومٍ من الأيامِ ، في قديمِ الزمانِ ، كان هناك رجلٌ و زوجتُهُ يعيشانِ في بلدٍ بعيدٍ.

    وكان لديهِما أبناءٌ كثيرون جداً، لم يستطيعا توفيرَ الطعامِ الكافي لهم

    جميعاً فقررا تركَ أصغرَ ثلاثةِ أبناءٍ في الغابة ليتدبروا حياتهَم، بعد

    أن أعطيا كلاً منهم رغيفَ خبزٍ واحدٍ.
    كانوا ثلاثَ فتياتٍ . ذهبن في الغابةِ و هنَّ يأكُلنَ الخبزَ حتى دبَّ الظلامُ، و انتهى الطعامُ، فتعبْنَ و تُهنَ و جِعنَ.
    أخيراً وبعد مشيٍّ متواصلٍ لاحَ بين الأغصانِ البعيدةِ نورٌ يشعُّ من
    نوافذِ بيتٍ كبيرٍ، فأسرعنَ حتى وصلنَ إليهِ ، وقرعنَ جرسَ بابِهِ الكبيرِ
    جداً، فخرجتْ امرأةٌ وسألت:

    - مَنْ أنتُنَّ ،وماذا تُرِدْنَ أيتُها الصغيراتُ؟

    قُلنَ بصوتٍ واحدٍ:

    - نحنُ تائهاتٌ وجائعاتٌ وتعِباتٌ، دعينا ندخلُ و نرتاحُ ونأكلُ..

    قالتُ المرأةُ:
    -لا أستطيعُ ، فزوجي ماردٌ كبيرٌ. سيقتلُكُنَّ عندما يعودُ ويراكَنَّ في منزلِهِ.
    قُلْنَ معاً:
    - دعينا نرتاحُ قليلاً ، وسنرحلُ قبلَ عودتِهِ.
    أشفقَتْ المرأةُ عليهِنَّ لكَثْرةِ إلحاحِهنَّ فأدخلتْهُنَّ، ووضعتْ

    لهُنَّ بعضَ الخبزِ والحليبِ قربَ الموقِدِ. وعندما كُنَّ يأكُلْنَ

    سمِعْنَ قرْعاً شديداً على الباب وصوتاً أجشاً يزأرُ:

    - فرْرْرْ00فرر00فررر00إنني أشمُّ رائحةَ بشرْ00 من هناك يا زوجتي؟؟

    قالت الزوجةُ: إنَّهنَّ ثلاثُ فتياتٍ صغيراتٍ، يشعُرنَ بالبردِ و الجوعِ، سيرحلْنَ في الحالِ. لا تؤذِهِنَّ فحِساؤكَ جاهزٌ.
    لم يقلْ الماردُ شيئاً، بلْ احتسى حساءَهُ الكبيرَ و طلبَ من الفتياتِ
    البقاءَ للنَّومِ عندَهُم. لذا أخذتْهُنَّ زوجتُهُ إلى غرفةِ نومِ بناتِهِ
    الثلاثةِ.
    وهكذا نامتْ الفتياتُ السِّتَّةُ في سريرٍ ضخمٍ واحدٍ. ثلاثةٌ منْهُنَّ غريباتٌ ، والثَّلاثةُ الأُخْرَياتُ هنَّ بناتُ الماردِ.


    كانت أصغرُ البناتِ الغريباتِ ذكيةً جداً، و اسمها سميرةٌ الصغيرةُ.

    قبلَ نومِ الفتياتِ السِّتَّةِ جاءَ الماردُ ، ووضعَ سِلسِلةً مِنَ

    الذَّهبِ حولَ أعناقِ بناتِهِ ، و حبلاً من القِنَّبِ حولَ أعناقِ

    الفتياتِ الغريباتِ.


    تعجَّبَتْ سميرةٌ منَ هذا الفِعلِ المشبوهِ ، فلمْ تنمْ. و عندما نامَ

    الجميعُ نهضَتْ و نزعَتْ حبالَ القِنَّبِ عن عُنقِها و أعناقِ أخَواتِها و
    وضعتها حول رقابِ بناتِ الماردِ بعد أن نزعتْ السَّلاسلَ الذَّهبيةَ عنْ
    أَعناقِهِنَّ لتضعَها حولَ عُنقِها و أعناقِ أَخواتِها، ثمَّ استلقتْ على
    السَّريرِ تراقبُ ماذا سيحصلُ بعدَ ذلك.
    عندَ مُنتصفِ الليلِ ، كان َ الظلامُ دامساً ، تسللَ الماردُ إلى غرفةِ
    نومِ البناتِ الستَّةِ. تحسَّسَ رِقابَهُنَّ جميعاً، و أخذَ البناتِ
    اللاتي أحسَّ بحبلِ القِنَّبِ حولَ أعناقِهنَّ،وخرجَ منَ الغُرفةِ، ثم
    نزلَ إلى غرفةِ المَؤونةِ، و وضعَهُنَّ هناك ثم أقفلَ البابَ عليهِنَّ، و
    عاد للنَّومِ. و بعد قليلٍ بدأَ يشْخِرُ بصوتٍ عالٍ.
    في هذه اللَّحَظاتِ أيقظتْ سميرةٌ الصغيرةُ أخواتِها، و طلبتْ منهُن
    الهدوءَ، و هُنَّ يهرَبْنَ من بيتِ الماردِ، و يركُضْنَ في الغابةِ.

    ركضتْ الفتياتُ في الغابةِ طويلاً ،حتَّى بدأتْ خيوطُ الفجرِ تظهرُ فوقَ

    قِممِ الأشجارِ و الطريقِ أمامَهُنَّ، و فجأةً وجدْنَ أنفُسَهُنَّ أمامَ

    قصرٍ كبيرٍ و جميلٍ.

    قالت سميرةٌ الصغيرةُ:

    - إنَّهُ قصرُ الملكِ – لا شكَّ – نعمْ، إنَّهُ قصرُ الملكِ. سأدخلُ و أُخبِرُهُ قِصَّةَ الماردِ.

    وهكذا دخلتْ سميرةٌ الصغيرةُ قصرَ الملِكِ العظيمِ ، و أخبرتْهُ قِصَّتَها.

    هزَّ الملكُ رأسَه و هو يستمِعُ للقِصَّةِ. وعندما انتهت ، قالَ بصوتٍ جهوريٍّ:

    - حسناً يا سميرةُ الصغيرةُ، لقد فعلتِ شيئاً حسناً، و ستفعلينَ أمراً

    أفضلَ إذا عُدتِِ إلى منزلِ الماردِ و أحضرتِ لي سيفَهُ المُعلَّقَ على

    الجدارِ، فوقَ سريرِهِ. إذا فعلتِ ذلكَ سأُزَوِّجُ أُختَكِ الكُبرى لابني
    الأَكبر.
    وَعَدتْ سميرةٌ الصغيرةُ الملكَ بأنها ستحاولُ، و بعد استراحةٍ قصيرةٍ عادتْ إلى منزلِ الماردِ و اختبأتْ تحتَ سريرهِ.

    عادَ الماردُ إلى بيتِهِ و احتسى حساءَه وذهبَ لينامَ كالعادةِ.

    بعد قليلٍ بدأ شخيرُهُ يعلو و يعلو، فخرجتْ سميرةٌ الصغيرةُ من تحتِ

    سريرِهِ و صعدَتْ على صدْرِهِ، و أخذتْ السَّيفَ عن الحائِطِِ، ثمَّ

    نزلَتْ فارتَطَمَ السَّيفُ بطرفِ السريرِ المعدني و أحدثَ صوتاً أيقظَ

    الماردَ، فقفزَ عنْ سريرِهِ و حاولَ الإمساكَ بطرفِ ثوبِ سميرةَ ، لكنَّها


    أفلتَتْ و هربَتْ، و ما يزالُ السَّيفُ بيدِها، و شرعَتْ تركُضُ في

    الغابةِ ، والماردُ يركضُ خلفَها....هي تركضُ بسرعةٍ و الماردُ يركِضُ

    خلفَها، حتى وصلَتْ إلى جسرِ الشَّعرةِ الواحدَةِ، فركضتْ بخِفَّة

    الرِّيشةِ فوقه وتجاوزته بسرعة أما المارد فتوقف حزيناً، لأنَّهُ لا
    يستطيعُ تجاوزَ الجسرِ لثِقَلِ جسمه فصاح كاليائس:
    - سأعاقِبُكِ يا سميرةُ الصغيرةُ ، إذا عُدْتِ إلى بيتي.
    - سأعودُ إلى بيتِكَ قريباً لأراكَ أيُّها الماردُ.


    أعطتْ سميرةٌ السَّيفَ للملِكِ ، ففرِحَ كثيراً لأنَّ الماردَ كانَ يقتُلُ

    الناسَ بالسَّيفِ ويفتك بهم. وأوفىالملك بوعدِهِ فزوَّج أخت سميرة الكبرى
    من ابنه الأكبر.

    قال الملكُ لسميرةَ الصغيرةَ:

    - حسناً يا سميرةُ الصغيرةُ ، لقد فعلتِ أمراً حسناً، و ستفعلين أمراً
    أفضلَ إذا عدتِ إلى بيتِ الماردِ وأحضرت لي جوهرتَه التي يُخفيها تحتَ
    وسادتِهِ. عندئذٍ سأزوِّجُ أُختَكِ الثانيةَ لابني الثاني.
    ووعدتْ سميرةٌ الصغيرةُ الملكَ بتنفيذِ رغبَتِهِ.
    عادتْ سميرةٌ الصغيرةُ إلى منزلِ الماردِِ،وتسلَّلَتْ إلى غرفتِهِ،

    واختبأتْ تحتَ سريرِهِ،و انتظرتْ حتى أتى وشرِبَ حساءَهُ الكبيرَ ونام،

    وبدأَ يشخِرُ بصوتٍ عال ٍو هو نائمٌ.
    خرجَتْ سميرةٌ الصغيرةُ من مخبئِهَا ودسَّت يدَهَا تحتَ وِسادتِهِ وأخذَت

    الجوهرةَ،وفتحَتْ البابَ لتهربَ فأصدرَ البابُ صريراً عالياً أيقظَ
    الماردَ ، فقفزَ يريدُ الامساكَ بها، لكنَّها استطاعتْ الهرَبَ من البيتِ
    بالركض السريع في الغابة نحو قصر الملك كانت تركض والماردُ يركُضُ
    خلفَهاهي تركضُ والماردُ يركضُ خلفَهاحتى وصلَتْ إلى جسرِ الشَّعرةِ
    الواحدةِ، فهرعتْ و تجاوزَتْهُ بخفَّةِ الرِّيشةِ دونَ أنْ تقعَ في

    النهرِ، أمَّا الماردُ فلم يستطعْ لثِقَلِ جسمِهِ فصاحَ:

    - سأعاقبُكِ يا سميرةُ الصغيرةُ إذا عُدتِ إلى بيتي.

    - سأعودُ إلى بيتِكَ مرةً أُخرى لأراكَ أيها الماردُ.
    أعطتْ سميرةٌ الصغيرةُ الجوهرةَِ للملكِ ، و تزوجتْ أختُها الثانيةُ من ابن الملكِ الثاني.
    وقالَ الملكُ لسميرةَ الصغيرةَ:
    - حسناً يا سميرةُ الصغيرةُ ، لقد فعلْتِ أمراً حسناً، و ستفعلين أمراً
    أفضلَ إذا عدتِ إلى بيتِ الماردِ و أحضرتِ لي خاتَمَهُ الذهبيَّ الذي
    يضعُهُ في إصبَعِهِ . عندئذٍ سأزوجك من ابني الأصغر.

    ووعدت سميرةُ الصغيرةُ الملكَ العظيمَ أنَّها ستحاولُ.

    وهكذا عادتْ سميرةٌ الصغيرةُ إلى بيتِ الماردِ و تسلَّلَتْ إلى غرفتِهِ و

    اختبأتْ تحتَ سريرِهِ، و انتظرَتْ حتىَّ أتى وتناول حساءَهُ الكبيرَ

    ونامَ... و عندما بدأ يشخرُ بصوتٍ عالٍ وهو نائمٌ، خرجَتْ من مخبئِهَا و
    صعَدَتْ إلى السَّريرِ ،ولاقّتْ صعوبةً كبيرةً في تحريكِ يدِهِ الضَّخمَةِ
    كي ترى الخاتَمَ بوضوحٍ، و عندما أبصرت الخاتم يلمعُ في بُنصُرِهِ بدأتْ
    تشدُّ وتشدُّ بالخاتم، ثم تشدُّ و تشدُّ به، فقد كانَ صعب الإخراج من يد
    الماردوأخيراً استطاعَتْ سحْبَهُ و العرقُ يتصبَّبُ من جبينِها الصغيرِ ،

    فوقعَتْ للخلفِ من قوةِ السَّحبِ ، وقعت على بطنِ الماردِفاستيقظَ


    كالملدوغِ وهو يزأرُ كالأسدِ ،منَ الألمِ، حاولَتْ سميرةُ الوقوفَ و

    الهربَ لكنَّهُ استطاعَ الإمساكَ بها من يدِها ، فقال لها غاضباً:
    - ها...ها... لقد أمسكتُ بِكِ الآنَ يا سميرةُ الصغيرةُ!
    هيا أخبريني لو فعلتُ ما فعلتِ لي وسرقتُ سيفَكِ و جوهرتَكِ و خاتمَكِ، ثم
    أمسكتِ بي، كما أمسكتُ بِكِ الآن ، ماذا كنت ستفعلين بي حينئذ؟
    قالت سميرةُ الصغيرةُ الذكيةُ بسرعةٍ:
    -في هذه الحالِ سأضَعُكَ في كيسٍ واحدٍ مع كلبٍ و قِطٍّ و إبرةٍ و خيطٍ و
    مِقَصٍّ. ثم أُعلِّقُ الكيسَ على الجِدارِ، و أذهبُ إلى الغابة و أقتطع
    عصى غليظة ثم أعودُ إلى البيت و أنزل الكيس و أبدأُ بضربِكَ بقوةٍ و أنتَ
    في الكيس هذا ما أفعلهُ بك لو حدثَ معي ذلك.
    قال الماردُ:
    - وهذا ما سأفعَلُه بِكِ أيضاً يا سميرةُ الصغيرةُ.

    وهكذا وضع المارد في الكيسِ كلاً من سميرةَالصغيرةَ و الكلبَ و القِطَّ ،

    ثم وضعَ مِقَصَّاً و إبرةً و خيطاً طويلاً، ثم علّقَ الكيسَ علىالجدارِ،و

    ذهب ليقتطِعَ من الغابةِ عصىً غليظةً.

    في هذه الأثناءِ بدأتْ سميرةٌ الصغيرةُ تغني لزوجةِ الماردِ أُغنيةً اخترعَتْ كلماتِها:


    - آه لو تشاهدين ما أشاهد!! آه لو تشاهدين ما أشاهد!!
    قالت زوجةُ الماردِ:
    - ماذا تشاهدين؟
    - قالت سميرةٌ الصغيرةُ:
    - آه لو تشاهدين ما أشاهد!
    لم تكنْ زوجةُ الماردِ ذكيةً، فألحَّت وتوسَّلتْ لسميرةَ الصغيرةَ كي

    تُريَها ما ترى. فقصَّتْ سميرةٌ الصغيرةُ بالمقصِّ فتحةً في الكيس ، و


    أخذت الإبرةَ والخيطَ معها ثم قفزتْ من الكيسِ ، وصعدَتْ بدلاً منها

    امرأةُ الماردِ كي ترى ما كانت سميرةُ ترى في الكيسِ، عندئذٍ خاطَتْ
    سميرةٌ الصغيرةُ الفتحةَ بالإبرةِ والخيطِ، وصارَتْ زوجةُ الماردِ في
    الكيسِ مع الكلبِ و القطِّ!
    لم ترَ امرأةُ الماردِ ، بالطبعِ أيَّ شيءٍ ، فبدأَتْ ترجُو سميرةَ
    الصغيرةَ كي تخرجَهَا منَ الكيسِ. لكنَّ سميرةَ الصغيرةَذهبت لتختبىءَ
    خلفَ البابِ ، فالماردُ قد وصلَ ومعَهُ العصى الغليظةَ. أخذ الكيسَ
    ووضعَهُ على الأرضِ و شرعَ يضرِبَهُ بقوةٍو المرأةُ تصرخُ من داخلِهِ:
    - أنا زوجتُك لا تضربَني، أنا زوجتُك، أنا زوجتَكَ.

    لكنَّ صوتَ نِباحِ الكلبِ و مُواءِ القطِّ كان غالباً على صوتِها فلمْ

    يسمعْها جيداً، لكنَّه لاحظِ فجأةً سميرةَ الصغيرةُ تخرجُ من خلف الباب
    تعدو نحو الغابة، فتركَ الكيسَ واتَّجَهَ نحوَها يريدُ الإمساكَ بها،
    لكنَّها كانت سريعة جداً وهي تركِضُ ، و الماردُ يركضُ خلفَها، هي تركضُ ،

    و الماردُ يركضُ خلفَها ، حتى وصلَتْ إلى جسرِ الشَّعرةِ الواحدةِ. فركضت
    بخفةِ الرِّيشةِ فوقَ الجسرِ دونَ أنْ تقعَ في النهرِ، أما الماردُ فلمْ
    يستطِعْ لأنَّهُ ثقيلٌ جداً فصاحَ:
    سأعاقِبُكِ يا سميرةُ الصغيرةُ إذا عُدْتِ إلى بيتي.
    فقالت سميرةٌ الصغيرةُ:
    - لن أعودَ إلى بيتِك ثانيةً لأراكَ أيها المارد. وداعاً.
    وهكذا عادت سميرةٌ الصغيرةُ إلى الملكِ وأعطتْهُ الخاتمَ وأصبحَتْ زوجةَ ابنِهِ الأصغر، ولمْ ترَ الماردَ ثانيةً.





    الحدوتة الثانية

    أرنوب والتفاح



    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    في الطريق .. وبينما كان أرنوب مع أمّه عائدين إلى بيتهما ، صادفتهما السلحفاة .. فبادرتها أمّ أرنوب بالتحيّة :

    -مرحباً يا صديقتي السلحفاة . إلى أين تذهبين ؟

    أجابتها السلحفاة :

    -إلى ضفة النهر. فقد سمعت من جارتنا السنجابة أنّ ثمار التفاح قد سقطت من أشجارها على الأض ، وأولادي يحبّون التفاح

    قالت أمّ أرنوب :

    -ولكنّ الوقت متأخّر، والشمس شارفت على المغيب. لماذا لا تنتظرين حتّى الصباح؟

    أجابتها السلحفاة :

    -لو ظلّ التفّاح على الأرض حتّى الصباح،فإنني أخشى أن تصل إليه دودة الأرض قبلي.

    ما إن سمع أرنوب بكلمة ( تفاح ) حتّى لعق شفتيه بلسانه،وتوسّل بأمّه قائلاً :

    -ماما.. أرجوك..أنا أحبّ التفّاح..دعيني أذهب مع عّمتي السلحفاة .

    أجابته الأمّ :

    -ولكن يا أرنوب ..

    قاطعتها السلحفاة :

    -سترافقاني أنتما الاثنان . فهذا سيخّفف علّي وحشة الطريق .

    قالت أمّ أرنوب :

    -اعذريني يا صديقتي السلحفاة.فزوجي سيحضر بعد قليل،وعليّ أن أعدّ له الطعام .

    قال أرنوب :

    -لقد سئمت أكل الجزر،وأشتهي أن آكل التفّاح .

    قالت السلحفاة :

    -إذن سترافقني بعد أن تسمح لك أمّك بذلك .

    بعد أن أوصت الأرنبة ابنها الأرنوب أن يسمع كلام
    عمّته السلحفاة،وتعهّد لها بذلك،صعد أرنوب على ترس السلحفاة،متوجّهين إلى
    ضفة النهر.وفي الطريق شعر أرنوب أنّ السلحفاة بطيئة في مشيها،فنزل من على
    ترسها وهو يقول :

    -ما هذا يا عمتي السلحفاة ؟! لوبقيت تمشين هكذا فإنّنا لن نصل إلى ضفة النهر قبل الصباح .

    ابتسمت السلحفاة قائلة :

    -لا تتعجّل يا أرنوب .. لم يبقَ إلاّ القليل .

    فقال أرنوب :

    -لا .. سأسبقك إلى هناك .. لأجمع التفّاح وأبقى بانتظارك .

    ابتعد أرنوب عن السلحفاة مسرعاً،بينما ظلّت السلحفاة تناديه :

    -ارجع يا أرنوب..لقد تعهّدت لأمّك بأن تسمع كلامي .

    صاح أرنوب :

    -لقد مللت من خطواتك البطيئة .

    كان ثعلوب يستلقي على بطنه,وهو يقاوم الجوع..
    بانتظار الحصول على وجبة من الطعام, يملأ بها معدته الفارغة. وفي هذه
    الأثناء أحسّ برائحة بدأت تنفذ في أنفه. فنهض وهو يحكّ أنفه ويقول :

    -هذه الرائحة أعرفها .. إنّها ليست غريبة عنّي.فأنفي لا يخطيء أبداً .

    ثمّ داعب بطنه وهو يضحك ويقول :

    -لقد أتتك وجبة شهيّة يا معدتي العزيزة . آه ..ما أشهى طعم الأرانب!! .

    ما إن مّر أرنوب من أمام العشب الذي كان يختبيء فيه ثعلوب،حتى قفز عليه وأمسك به بأسنانه .ارتعب أرنوب، وصار يصرخ بأعلى صوته :

    -النجدة .. النجدة .. الثعلب سيأكلني .. أنجدوني ..

    ولكنّ أحداً لم يسمع صيحات أرنوب واستغاثته.

    بعد أن وصلت السلحفاة إلى ضفة النهر ، ورأت ثمار
    التفاح تملأ الأرض،عرفت أنّ أرنوب لم يصل إليها .. وأنّه ربما يكون بحاجة
    للمساعدة . فقّررت أن تخبر صديقتها الأرنوبة بذلك ..لكنّها فكّرت ثم قالت :

    -ولكنّ رجوعي إلى بيت الأرنوبة سيستغرق وقتاً طويلاً ،وربّما يكون أرنوب في خطر . عليّ أن أتصرف بسرعة .

    في بيت ثعلوب كان أرنوب يصرخ متوسّلاً :

    -أرجوك يا ثعلوب .. لا تأكلني .. أنا خائف ..

    فضحك ثعلوب وهو يقول :

    -وأنا جائع .. كفاك ثرثرة ودعني أهيء مائدة الطعام .

    وراح ثعلوب يعدّ مائدته لاستقبال وجبة شهيّة . وضع الصحون والسكاكين .. لكنّه عندما بحث عن الشوكة لم يجدها . فصاح :

    -ترى أين اختفت الشوكة ؟

    لم يشعر ثعلوب إلاّ والشوكة تنغرس بقوّة في رجله ،وصوت يأتيه من الخلف يقول :

    -هذه هي شوكتك يا ثعلوب .. إيّاك أن تغدر بأصدقائك الحيوانات بعد الآن .

    قفز ثعلوب من شدّة الألم فصاح :

    -آه .. آه رجلي ..

    سارعت السلحفاة لإنقاذ أرنوب من الحبل ،وخرجا من
    بيت ثعلوب الذي انشغل بمعالجة رجله . احتضن أرنوب عّمته السلحفاة وهو يقول
    لها خجلاً :

    -لقد كنت بطيئة في مشيك يا عّمتي السلحفاة ،لكنّك
    كنت سريعة في إنقاذي .إني نادم على فعلتي هذه . ومن الآن لن أعصي كلام مَن
    هو أكبر منّي أبداً .

    منقولين

    وتوتة توتة وخلصت حواديت اليوم وتصبحوا على خير

    يا حبايبى الحلوين




    عدل سابقا من قبل مصرية وافتخر في الإثنين أبريل 18, 2011 2:31 pm عدل 1 مرات
    (بسمة أملــ)
    (بسمة أملــ)
    داعية إلى الله
    داعية إلى الله


    الجنسانثى

    الحالة الاجتماعية : انسة

    محل الاقامة : كوريآآ ..

    عدد المساهمات : 7

    تاريخ التسجيل : 18/04/2011

    sms : اللهم سامع الصوت وسابق الفوت وكاسى العظام لحماً بعد الموت نسألك الجنه ونعوذ بك من النار

    العمل/الترفيه : طآآلبه

    حكايات قبل النوم  Mymeda10


    حكايات قبل النوم  Empty رد: حكايات قبل النوم

    مُساهمة من طرف (بسمة أملــ) الإثنين أبريل 18, 2011 2:28 pm

    مشكوووره ي قلبي

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء نوفمبر 26, 2024 10:00 am