:: صَــوْتٌ مُـفْـزِعٌ :: هـل سمعتيه مِن قبل ..؟
~
السَّـلامُ عليكُـنَّ و رحمـةُ اللهِ و بركاتُـه ،،
~
صـوتٌ قـد نسمعُه كثيرًا ، وقـد لا نُعيره اهتمامًا ، بل قـد لا ننتبه له أصلاً .
~
السَّـلامُ عليكُـنَّ و رحمـةُ اللهِ و بركاتُـه ،،
~
صـوتٌ قـد نسمعُه كثيرًا ، وقـد لا نُعيره اهتمامًا ، بل قـد لا ننتبه له أصلاً .
لَعلِّي كُنتُ أسمعُه مِن قبل ، فأدعوا اللهَ تعالى ، وينتهي الأمرُ بالنسبةِ لي .
ولكنِّي كُلَّما سمعتُه هذه الأيَّام ، بدأ قلبي يخفِقُ بشدِّة ، وبدأتُ أشعرُ بشئٍ مِن الخوفِ .
تُرَى : ما هـذا الصوت ؟ وما سببُ هذا الخوف ؟
إنَّه صـوتُ الرِّيـح .. ألم تسمعيه مِن قبل ..؟
لَعلَّنا
كُنَّا نسمعُه فنقول دعاءَ الرِّيح ، ونقِفُ لنستمتِعَ بالهواءِ الجميل ،
وخاصةً في فصل الصَّيف ؛ فهى تأتي بهواءٍ يُلَطِّفُ مِن حرارةِ الجَو ..
ولَعلَّ هذه الرِّيـح تُساعِـدُ _ بإذن الله _ على نقل حُبوب الِّلقاحِ في
بعض الزروع والنباتات .
لكنْ : ما سببُ الخـوف ..؟
للخـوفِ مِن سماع صـوتِ الرِّيــح أسبابٌ كثيـرة ؛ لَعلَّ أهمَّها : تغيُّـرُ القلـوب ، أو تقلُّبُها مُعظمَ الأوقات ؛ ما بين معصيةٍ وطاعة ، ما بين حُبٍّ وبُغض ، ما بين إيمانٍ يزدادُ بعضَ الوقتِ وينقُصُ أوقاتًا كثيرة ..
بالإضافةِ إلى الخـوفِ مِن سُــوءِ الخاتِمَـة ، وقِلَّةِ الزَّادِ عند الرَّحِيل ، والخـوفِ مِن عمـلٍ قـد لا يُقبَل .
**~**~**~**
أُريــدُ مِنكِ فقط أيَّتُها الأختُ الحبيبةُ إذا سمعتِ صـوتَ الرِّيــح أن تقفي وقفةَ تأمُّـلٍ بعد أن تقولي دُعاءَ الرِّيــح : (( اللهم
إنَّا نسألُكَ مِن خير هذه الرِّيح ، وخيرِ ما فيها ، وخيرِ ما أُمِرَت به
، ونعوذُ بكَ مِن شَرِّ هذه الرِّيح ، وشَرِّ ما فيها ، وشَرِّ ما أُمِرَت
به )) رواه التِّرمِذِىّ وصحَّحه الألبانىّ .
حاسبي نفسَـكِ ولو لدقائقَ معدودة ؛
تُرَى هل هذه الرِّيـحُ مِن عند رَبِّنا جَلَّ وعَلا نذيـرُ شَـرٍّ أم تحمِلُ الخيـر ..؟!
كما قال رَبُّنا سُبحانه وتعالى في شأن قومِ عاد : ﴿ فَلَمَّا
رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ
مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ
أَلِيمٌ * تُدَمِّرُ كُلَّ شَيءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا ﴾ الأحقاف/24-25 ، أو كما قال سُبحانه : ﴿ وَهُوَ
الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَى رَحْمَتِهِ حَتَّى
إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ
فَأَنْزِلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ ﴾ الأعراف/57 .
هل هى رِيـحٌ فيها بُشرَى أم هى رِيـحٌ أرسلَها اللهُ سُبحانه عِقابًا وانتقامًا ..؟
هل هى ابتـلاءٌ و امتحانٌ لنا ..؟
تُرَى لو أَمَرَ اللهُ سُبحانه وتعالى هذه الرِّيـحَ لتقتلعَ الأشجارَ ، وتهدِمَ البيوتَ ، وتقتلَ النَّاس ، كيف سيكونُ حالُنا ..؟! وكيف سنلقاهُ سُبحانه ..؟! وهل أعمالُنا ستُبلِّغُنا ما نصبو إليه ..؟!
**~**~**~**
واللهِ يا أخواتي ، إنَّ صــوتَ هذه الرِّيـح ليجعلنا نُراجـع أنفسَنا ..؛
كم مرةٍ عصينا رَبَّنا جَلَّ وعَلا ..؟!
كم مرةٍ تكاسلنا عن العِبادات ..؟!
كم
مرةٍ تهاوننا بأعمالٍ يسيرةٍ لا تُكلِّفُنا شيئًا بحُجَّةِ الانشغال أو
ضِيق الوقت ، وهى عند اللهِ سُبحانه وتعالى كبيرة ، وفي موازين حسناتِنا
عليها أجورٌ كثيرة ..؟!
كم مرةٍ تخاصمنا ..؟!
كم مرةٍ تغاضبنا ..؟!
كم مرةٍ اختلفنا في الآراءِ فهجرنا بعضنا ..؟!
**~**~**~**
لَعلَّ كلمةً تكتبينها _ أختي الحبيبة _ تكونُ سببَ نجاتِكِ مِن النار .
لَعلَّ نصيحةً تُقدِّمينها لإحـدى أخواتِكِ في الله ، تهتدي بها ، ويكونُ لكِ مِثلُ أجرِها .
لَعلَّ اتِّصالاً بأختٍ لكِ في اللهِ يُفرِحُها ، ويكتبُ اللهُ لكِ أجرَها .
لَعلَّكِ تُحِبٍّين أُختًا في الله ، تُبادِلُكِ نفسَ الحُبَّ ، فيُظلُّكما اللهُ تعالى في ظِلِّهِ يومَ القِيامة .
لَعلَّ دعـوةً لإحـدى الأخوات بظهر الغيب يستجيبُها اللهُ سُبحانه ويجعلُ لكِ مِثلَها .
**~**~**~**
فـ هَـيَّـا أخـتـاه :
لا تنتظري لتسمعي صـوتَ الرِّيـحِ ، فتتفكَّري في كُلِّ هـذا ، وتبدأي في مُحاسبةِ نفسكِ .
بـل ابـــدأي الآن .
ما زالت الفُرصـةُ أمامكِ .
ابـدأيها بِنِيَّـةٍ صالِحـة ..؛
بِـرِّي والديـكِ .
صِلي رَحِمَـكِ .
أَحْسِني إلى جاراتِـكِ .
أكرمـي ضيوفـكِ .
قولي لِمَن تُحِبِّينها : إِنِّي أُحِبُّكِ في الله .
قولي لِمَن صنع إليكِ معروفًا : جزاكَ اللهُ خيـرًا .
قولي لِمَن قصَّرتِ في حَقِّها : سامحيني .
قولي لِمَن رأيتيها على معصية : اتَّقي الله .
قولي
لِمَن تهاونَت بحِجابِها : سيزولُ جمالُكِ الذي تُبدينه يومًا تحت
التُّراب ، ولن يتركَ الدُّودُ منه شيئًا . فهل سينفعُكِ حينها هذا التهاون
..؟! بادِري بلبس الحِجاب الشرعىّ ، فهو سبيلُ نجاتِكِ _ بإذن الله _ مِن
النار .
تقرَّبي إلى اللهِ سُبحانه وتعالى بفِعلِ ما يُحِبُّ .
تقرَّبي إليه بالفرائض ، ثُمَّ بنوافِـل العِبادات .
يقول رَبُّنا سُبحانه وتعالى في الحديثِ القُدسىّ :(( وما
تقرَّبَ إلىَّ عبدي بشئٍ أحبَّ إلىَّ مِمَّا افترضتُه عليه ، وما يزالُ
عبدي يتقرَّبُ إلىَّ بالنوافِل حتَّى أُحِبَّه ، فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه
الذي يسمعُ به ، وبصرَه الذي يُبصِرُ به ، ويدَه التي يبطشُ بها ، ورِجلَه
التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه)) الحديث . رواه البُخارىّ .
لا تحقِـري مِن المعـروفِ شيئًا .
داومي على العمل الصالِح وإنْ قَـلَّ ؛ فقليلٌ دائِمٌ خيرٌ مِن كثيرٍ مُنقطِع .
لا تُؤجِّلي فِعل الخير .
لا تقولي : سأفعلُ غـدًا أو بعدَ غـد .
لا تُسوِّفي التوبـة .
ابــدأي مِن الآن .
**~**~**~**
أخـتـاه :
أعمارُنا في هذه الدنيا قصيرة ، فلنغتنِم كُلَّ لحظةٍ من لحظاتِ حياتِنا .
لنُبادِر إلى فِعل كُلِّ ما يُحِبُّه اللهُ سُبحانه وتعالى .
تذكَّـري أنَّ الرِّيـحَ جُندٌ مِن جُنودِ الله ، يُعَذِّبُ به مَن يشاء ، وهى أيضًا رحمةٌ يرحمُ بها مَن يشاء .
واللهِ إنَّ صوتَها لَمُفْـزِع ... مُفـزِع حقًا .
فنسألُ اللهَ خيرَها ، وخيرَ ما حملَت ، ونعوذُ به مِن شَرِّها ، وشَرِّ ما حملَت .
جعلني اللهُ وإيَّاكُنَّ مِمَّن يستمعونَ القولَ فيتَّبِعونَ أحسنَه ، ووقانا غضبَه وعذَابه .
الأحد 3 رجب 1432 هـ
5 يونيو 2011 م
عدل سابقا من قبل مصرية وافتخر في الإثنين يونيو 06, 2011 2:36 pm عدل 1 مرات