لغتنا بحر لا ينفذ
<blockquote class="postcontent restore">
بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على الحبيب الأمين و على آله وصحبه الطيبين الأكرمين وبعد
لقد من الله على عباده بنعم كثيرة وعظيمة لا يحصاها عاد ولا يبلغها محص و كيف يحصي المخلوق نعم الخالق و هو القائل في كتابه العزيز
الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه :وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها
ومن أهم هذه النعم القرآن الكريم الذي سن فيه تشريعاته لعباده فنقلهم بهذا الهدي من غياهب الظلمات إلى أسمى الدرجات
وقد تحدى سبحانه وتعالى الجن و الإنس على أن يأتوا بمثله بل
أن يأتوا بسورة واحدة فحسب , ولكن عبثا يحاول أولئك المتجبرون الذين وهموا
ولو لبرهة أن بمقدورهم مجارات الإله الكريم بالإتيان بقرأن مثل قرآننا وفي
هذا يقول الله تعالى قل لو اجتمعت الإنس و الجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا
إذن بإجتماعهم لم يتحقق لهم مرادهم فما العمل إذن للنيل من هذا الدين ومن هذا الكتاب المقدس الذي تكفل الله تعالى بحفظه فقال إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون
فلربما كان السبيل عند البعض الآخر بالطعن في القرآن ذاته من حيث وجود تحريف فيه أو غير ذلك من الشبهات الواردة حوله
فنحن وبتواضع كبير نذكر هؤلاء بأن العرب الأقحاح تجرؤوا على
محاولة الإتيان بمثل القرأن ولكن لم يتجرؤوا بتاتا على القول بتحريفه وهم
الذين خبروا اللغة العربية و فهموا معانيها و دلالاتها البيانية هذه اللغة
الجميلة الفياضة بالعطاء حيث لا تكاد تبحث عن معنى كلمة واحدة حتى تجد كما
هائلا من المرادفات لها ولو اختلفت حركة الكلمة لتغير المعنى و أبحرت في
اتجاه مرادفات جديدة
لذلك حري بكل من يريد أن يتحدث عن لغة القرآن أن يكون ملما بمعانيه اللغوية وأوجهه البلاغية ويطلع على اعرابه وحتى علم القراءات
ثم يعلن استسلامه و يرفع الراية البيضاء كما رفعها أقحاح العرب قبله ثم يفكر بجدية بعظمة هذا الكتاب
نفعني الله وإياكم بما في هذا القرآن من هدي و شفاء لما في الصدور
</blockquote>
<blockquote class="postcontent restore">
بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على الحبيب الأمين و على آله وصحبه الطيبين الأكرمين وبعد
لقد من الله على عباده بنعم كثيرة وعظيمة لا يحصاها عاد ولا يبلغها محص و كيف يحصي المخلوق نعم الخالق و هو القائل في كتابه العزيز
الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه :وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها
ومن أهم هذه النعم القرآن الكريم الذي سن فيه تشريعاته لعباده فنقلهم بهذا الهدي من غياهب الظلمات إلى أسمى الدرجات
وقد تحدى سبحانه وتعالى الجن و الإنس على أن يأتوا بمثله بل
أن يأتوا بسورة واحدة فحسب , ولكن عبثا يحاول أولئك المتجبرون الذين وهموا
ولو لبرهة أن بمقدورهم مجارات الإله الكريم بالإتيان بقرأن مثل قرآننا وفي
هذا يقول الله تعالى قل لو اجتمعت الإنس و الجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا
إذن بإجتماعهم لم يتحقق لهم مرادهم فما العمل إذن للنيل من هذا الدين ومن هذا الكتاب المقدس الذي تكفل الله تعالى بحفظه فقال إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون
فلربما كان السبيل عند البعض الآخر بالطعن في القرآن ذاته من حيث وجود تحريف فيه أو غير ذلك من الشبهات الواردة حوله
فنحن وبتواضع كبير نذكر هؤلاء بأن العرب الأقحاح تجرؤوا على
محاولة الإتيان بمثل القرأن ولكن لم يتجرؤوا بتاتا على القول بتحريفه وهم
الذين خبروا اللغة العربية و فهموا معانيها و دلالاتها البيانية هذه اللغة
الجميلة الفياضة بالعطاء حيث لا تكاد تبحث عن معنى كلمة واحدة حتى تجد كما
هائلا من المرادفات لها ولو اختلفت حركة الكلمة لتغير المعنى و أبحرت في
اتجاه مرادفات جديدة
لذلك حري بكل من يريد أن يتحدث عن لغة القرآن أن يكون ملما بمعانيه اللغوية وأوجهه البلاغية ويطلع على اعرابه وحتى علم القراءات
ثم يعلن استسلامه و يرفع الراية البيضاء كما رفعها أقحاح العرب قبله ثم يفكر بجدية بعظمة هذا الكتاب
نفعني الله وإياكم بما في هذا القرآن من هدي و شفاء لما في الصدور
</blockquote>