سرُّ الاستعانة
قال ابن القيم رحمه الله: "والاستعانة تجمع أصلين:
- الثقة بالله.
- والاعتماد عليه.
فإنَّ
العبد قد يثق بالواحد من الناس، ولا يعتمد عليه في أموره، مع ثقته به؛
لاستغنائه عنه، وقد يعتمد عليه مع عدم ثقته به؛ لحاجته إليه، ولعدم من يقوم مقامه، فيحتاج إلى اعتماده عليه مع أنه غير واثق به"
وقال ابن رجب -رحمه الله- مبيِّنًا سرَّ الاستعانة وأهميتها: "وأما الاستعانة بالله -عز وجلّ- دون غيره من الخلق؛ فلأن العبد عاجزٌ عن الاستقلال بجلب مصالحه ودفع مضارِّه، ولا
معين له على مصالح دينه ودنياه إلا الله -عز وجل-، فمن أعانه الله؛ فهو
المعان، ومن خذله؛ فهو المخذول، وهذا تحقيق معنى: لا حول ولا قوة إلا
بالله.
فالعبد
محتاج إلى الاستعانة بالله في فعل المأمورات، وترك المحظورات، والصبر على
المقدورات كلها في الدنيا، وعند الموت وبعده من أهوال البرزخ ويوم
القيامة، ولا يقدر على الإعانة على ذلك إلا الله -عز وجل-، فمن حقق
الاستعانة عليه في ذلك كله؛ أعانه.
وفي الحديث الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز).
ومن ترك الاستعانة بالله واستعان بغيره؛ وكله الله إلى من استعان به؛ فصار مخذولًا.
كتب الحسن إلى عمر بن العزيز: لا تستعن بغير الله فيكلك الله إليه.
ومن كلام بعض السلف: يا رب عجبت لمن يعرفك كيف يرجو غيرك؟! وعجبت لمن يعرفك كيف يستعين بغيرك؟"
المرجع: الوصية الصغرى لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-
شرح وتحقيق الشيخ: محمد بن إبراهيم الحمد -حفظه الله-