من أوجه الإعجاز التشريعي في الآيات الكريمةتبدأ
سورة "المدثر" بنداء من الله- تعالى- إلى خاتم أنبيائه ورسله- صلى الله
عليه وسلم- يأمره بإنذار قومه ثم بإنذار الناس جميعا بحتمية الموت بعد هذه
الحياة الدنيا, ثم البعث, والحشر, والحساب والجزاء بالخلود إما في الجنة
وإما في النار, ومن ثم إنذار الناس جميعا من مغبة تضييع فرصة العمل بطاعة
الله في الدنيا للحصول على النجاح فيها, وعلى النجاة من أهوال الآخرة بفضل
من الله وبرحمته .وبعد
ذلك توجه الآيات في هذه السورة المباركة خاتم الأنبياء والمرسلين- صلى
الله عليه وسلم- إلى تكبير الله- تعالى- تكبيرا يؤكد معنى الألوهية ومعنى
التوحيد, وهما من ركائز العقيدة الإسلامية, ومن مؤهلات القيام بواجبات
الدعوة إلى دين الله, لأن الصعوبات التي تواجه الدعاة إلى الله تتطلب
استحضار حقيقة أنه لا سلطان في هذا الوجود لغير الله, وذلك من معاني تكبير
الله , الذي جاء الأمر به في هذه السورة المباركة بقول ربنا- تبارك وتعالى -
له : (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ).ثم
توجه الآيات رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بضرورة أن يحرص المؤمن على
الطهارة المادية والمعنوية في آن واحد, فتأمره بقول ربنا- تبارك وتعالى- له
: (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ *), وطهارة
الثياب في اللغة العربية كناية عن الطهارة الكاملة : في الثياب والبدن
والقلب, والأخلاق والمعاملات والسلوك, لأن الله- تعالى- طيب, ولا يقبل إلا
ما كان طيبا, وكل داع إلى دين الله لا بد من أن يحرص على الطهارة الكاملة
إذا أراد النجاح في مهمته .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
كانت حسية, أو معنوية, وذلك انطلاقا من رواية ابن عباس- رضي الله - عنهما أن
النبي- صلى الله عليه وسلم- كان إذا دخل على مريض قال : " لا بأس طهور إن
شاء الله" و(الطهور) هو المطهر من الذنوب, وكأنه- صلى الله عليه وسلم- يقول
بأن المرض مطهر من الذنوب, وهي أقذار معنوية .
ويقابل
(الطهارة) في اللغة تعبير (النجاسة) ومعناها : كل شئ مستقذر, حسيا كان أو
معنويا, فالآثام نجاسة معنوية ومن ذلك قول الله- تعالى- (
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا المُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ
يَقْرَبُوا المَسْجِدَ الحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا....*) (التوبة:28) .ولفظة
(النجاسة) تطلق على كل مستقذر, سواء كان ذلك المستقذر أمرا حسيا, كالدم,
والبول, والعذرة, ونحوها مما يسمى باسم (الخبث), أو كان معنويا, كالذنوب
والخطايا والآثام ويسمى باسم (الحدث) .
والوضوء
على الوضوء طهارة تزيل الصغائر من الذنوب (وهي أقذار معنوية) والوضوء
عبادة, والغرض من العبادة إنما هو الخضوع بالقلب والجوارح لله- عز وجل- على
الوجه الذي يرتضيه من عباده, لأن الأصل في العبادة أنها طاعة لا تعلل,
ولها حكمة معقولة, وأسرار واضحة, عرفها من عرفها, وجهلها من جهلها .
فالله-تعالى-
شرع الوضوء لمنافع عديدة: منها ما هو حسي من مثل تنظيف الأعضاء الظاهرة
المعرضة للأقذار من مثل الفم والأنف والوجه واليدين, ومنها ما هو معنوي,
وهو الخضوع لأوامر الله- عز وجل-, مما يعين العبد على الامتثال لنواهي ربه. ومن
محاسن الشريعة الإسلامية الغسل عقب الجنابة, وفوائده الصحية والنفسية أكثر
من أن تحصى أو أن تعد, وإن كانت العبادات في الإسلام واجبة الأداء خالصة
لوجه الله الكريم الذي أمر بأدائها, دون أن ينظر المسلم إلى ما يترتب على
أدائها من منافع, وإن كانت هي في الحقيقة كلها منافع حسية ومعنوية .
والطهارة في الإسلام- بشقيها المادي والمعنوي- تشمل طهارة القلب والعقل, كما تشمل طهارة البدن والثياب, وطهارة المكان والفراش.
وتشمل
طهارة العقل والقلب حسن الاعتقاد, وذلك بصدق الإيمان بالله- تعالى- ربا
واحدا أحدا, فردا صمدا, بغير شريك ولا شبيه, ولا منازع, ولا صاحبة ولا ولد,
والإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر, وبالقدر خيره وشره, كما تشمل
تنزيه الله- تعالى- عن جميع صفات خلقه وعن كل وصف لا يليق بجلاله. وكل ما
يخالف ذلك من معتقد هو ضرب من ضروب النجاسة الفكرية التي تلوث العقل والقلب
معا, وتنعكس على كافة التصورات والأخلاق والمعاملات والسلوك, كما تنعكس
على سائر البدن والثياب والمكان والفراش. وتشمل الطهارة المادية كل ما
تستباح به الصلاة من وضوء وغسل وتيمم وإزالة لمختلف أشكال النجاسات.
وانطلاقا
من ذلك فإن الطهارة شرعا هي صفة اعتبارية قدرها الشارع شرطا لصحة الصلاة
(وما في حكمها من عبادات مثل الطواف, ومس المصحف الشريف) كما جعلها شرطا
لجواز استخدام الآنية, ولتناول الأطعمة والأشربة . فالشارع - سبحانه
وتعالى- اشترط لصحة صلاة المسلم والمسلمة : طهارة كل من البدن والثوب,
والمكان؛ واشترط لحل أكل الطعام أو شرب الشراب أن يكون كل منهما موصوفا
بالطهارة المشروعة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
سورة "المدثر" بنداء من الله- تعالى- إلى خاتم أنبيائه ورسله- صلى الله
عليه وسلم- يأمره بإنذار قومه ثم بإنذار الناس جميعا بحتمية الموت بعد هذه
الحياة الدنيا, ثم البعث, والحشر, والحساب والجزاء بالخلود إما في الجنة
وإما في النار, ومن ثم إنذار الناس جميعا من مغبة تضييع فرصة العمل بطاعة
الله في الدنيا للحصول على النجاح فيها, وعلى النجاة من أهوال الآخرة بفضل
من الله وبرحمته .وبعد
ذلك توجه الآيات في هذه السورة المباركة خاتم الأنبياء والمرسلين- صلى
الله عليه وسلم- إلى تكبير الله- تعالى- تكبيرا يؤكد معنى الألوهية ومعنى
التوحيد, وهما من ركائز العقيدة الإسلامية, ومن مؤهلات القيام بواجبات
الدعوة إلى دين الله, لأن الصعوبات التي تواجه الدعاة إلى الله تتطلب
استحضار حقيقة أنه لا سلطان في هذا الوجود لغير الله, وذلك من معاني تكبير
الله , الذي جاء الأمر به في هذه السورة المباركة بقول ربنا- تبارك وتعالى -
له : (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ).ثم
توجه الآيات رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بضرورة أن يحرص المؤمن على
الطهارة المادية والمعنوية في آن واحد, فتأمره بقول ربنا- تبارك وتعالى- له
: (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ *), وطهارة
الثياب في اللغة العربية كناية عن الطهارة الكاملة : في الثياب والبدن
والقلب, والأخلاق والمعاملات والسلوك, لأن الله- تعالى- طيب, ولا يقبل إلا
ما كان طيبا, وكل داع إلى دين الله لا بد من أن يحرص على الطهارة الكاملة
إذا أراد النجاح في مهمته .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
و(الطهارة)
في اللغة هي: النظافة, والنزاهة عن مختلف أشكال الأقذار والأوساخ, سواء كانت حسية, أو معنوية, وذلك انطلاقا من رواية ابن عباس- رضي الله - عنهما أن
النبي- صلى الله عليه وسلم- كان إذا دخل على مريض قال : " لا بأس طهور إن
شاء الله" و(الطهور) هو المطهر من الذنوب, وكأنه- صلى الله عليه وسلم- يقول
بأن المرض مطهر من الذنوب, وهي أقذار معنوية .
ويقابل
(الطهارة) في اللغة تعبير (النجاسة) ومعناها : كل شئ مستقذر, حسيا كان أو
معنويا, فالآثام نجاسة معنوية ومن ذلك قول الله- تعالى- (
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا المُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ
يَقْرَبُوا المَسْجِدَ الحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا....*) (التوبة:28) .ولفظة
(النجاسة) تطلق على كل مستقذر, سواء كان ذلك المستقذر أمرا حسيا, كالدم,
والبول, والعذرة, ونحوها مما يسمى باسم (الخبث), أو كان معنويا, كالذنوب
والخطايا والآثام ويسمى باسم (الحدث) .
والوضوء
على الوضوء طهارة تزيل الصغائر من الذنوب (وهي أقذار معنوية) والوضوء
عبادة, والغرض من العبادة إنما هو الخضوع بالقلب والجوارح لله- عز وجل- على
الوجه الذي يرتضيه من عباده, لأن الأصل في العبادة أنها طاعة لا تعلل,
ولها حكمة معقولة, وأسرار واضحة, عرفها من عرفها, وجهلها من جهلها .
فالله-تعالى-
شرع الوضوء لمنافع عديدة: منها ما هو حسي من مثل تنظيف الأعضاء الظاهرة
المعرضة للأقذار من مثل الفم والأنف والوجه واليدين, ومنها ما هو معنوي,
وهو الخضوع لأوامر الله- عز وجل-, مما يعين العبد على الامتثال لنواهي ربه. ومن
محاسن الشريعة الإسلامية الغسل عقب الجنابة, وفوائده الصحية والنفسية أكثر
من أن تحصى أو أن تعد, وإن كانت العبادات في الإسلام واجبة الأداء خالصة
لوجه الله الكريم الذي أمر بأدائها, دون أن ينظر المسلم إلى ما يترتب على
أدائها من منافع, وإن كانت هي في الحقيقة كلها منافع حسية ومعنوية .
والطهارة في الإسلام- بشقيها المادي والمعنوي- تشمل طهارة القلب والعقل, كما تشمل طهارة البدن والثياب, وطهارة المكان والفراش.
وتشمل
طهارة العقل والقلب حسن الاعتقاد, وذلك بصدق الإيمان بالله- تعالى- ربا
واحدا أحدا, فردا صمدا, بغير شريك ولا شبيه, ولا منازع, ولا صاحبة ولا ولد,
والإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر, وبالقدر خيره وشره, كما تشمل
تنزيه الله- تعالى- عن جميع صفات خلقه وعن كل وصف لا يليق بجلاله. وكل ما
يخالف ذلك من معتقد هو ضرب من ضروب النجاسة الفكرية التي تلوث العقل والقلب
معا, وتنعكس على كافة التصورات والأخلاق والمعاملات والسلوك, كما تنعكس
على سائر البدن والثياب والمكان والفراش. وتشمل الطهارة المادية كل ما
تستباح به الصلاة من وضوء وغسل وتيمم وإزالة لمختلف أشكال النجاسات.
وانطلاقا
من ذلك فإن الطهارة شرعا هي صفة اعتبارية قدرها الشارع شرطا لصحة الصلاة
(وما في حكمها من عبادات مثل الطواف, ومس المصحف الشريف) كما جعلها شرطا
لجواز استخدام الآنية, ولتناول الأطعمة والأشربة . فالشارع - سبحانه
وتعالى- اشترط لصحة صلاة المسلم والمسلمة : طهارة كل من البدن والثوب,
والمكان؛ واشترط لحل أكل الطعام أو شرب الشراب أن يكون كل منهما موصوفا
بالطهارة المشروعة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]