السؤال: لماذا
لم يعد العلماء المتقدمون عبد الله بن الزبير خارجياً، مع أنه خرج على
خليفة المسلمين في وقته، وتسبَّب في نشوب حرب بين المسلمين؟.
الجواب:
لم
يعد العلماء أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير – رضي الله عنهما - خارجياً
لأنه بويع بالخلافة من أكثر الناس، والذي اعتبر من الخوارج هو عبد الملك
بن مروان الذي نازعه الخلافة، لا عبد الله بن الزبير كما قال شيخ الإسلام
وغيره، (وأما مروان وابن الزبير فلم يكن لواحد منهما ولاية عامة بل كان
زمنه زمن فتنة لم يحصل فيها من عز الإسلام وجهاد أعدائه ...) (منهاج السنة
8/243) وقال: "ابن الزبير ادعى الخلافة بعد مقتل الحسين – رضي الله عنه -
وبايعه أكثر الناس وحاربه يزيد حتى مات وجيشه محاربون له بعد وقعة الحرة،
ثم لما تولَّى عبد الملك غلبه على العراق مع الشام ثم بعث إليه الحجاج بن
يوسف فحاصره الحصار المعروف حتى قتل ثم صلبه ثم سلمه إلى أمه ...)
(الفتاوى 27/482)، وقال: (ثم إن ابن الزبير لما جرى بينه وبين يزيد ما جرى
من الفتنة واتبعه من اتبعه من أهل مكة والحجاز وغيرهما وكان إظهاره طلب
الأمر لنفسه بعد موت يزيد فإنه حينئذ تسمى بأمير المؤمنين، وبايعه عامة
أهل الأمصار إلا أهل الشام، ولهذا إنما تعد ولايته من بعد موت يزيد وأما
في حياة يزيد فإنه امتنع عن مبايعته أولاً، ثم بذل المبايعة له فلم يرض
يزيد إلا بأن يأتيه أسيراً فجرت بينهما فتنة وأرسل إليه يزيد من حاصره
بمكة فمات يزيد وهو محصور، فلما مات يزيد بايع ابن الزبير طائفة من أهل
الشام والعراق وغيرهم وتولى بعد يزيد ابنه معاوية بن يزيد ولم تطل أيامه،
بل أقام أربعين يوماً أو نحوها وكان فيه صلاح وزهد ولم يستخلف أحداً فتأمر
بعده مروان بن الحكم على الشام، ولم تطل أيامه ثم تأمر بعده ابنه عبد
الملك وسار إلى مصعب بن الزبير نائب أخيه على العراق فقتله حتى ملك
العراق، وأرسل الحجاج إلى ابن الزبير فحاصره وقاتله حتى قتل ابن الزبير
واستوثق الأمر بعبد الملك ثم لأولاده من بعده ... (منهاج السنة
4/522-523).