ظاهرة الانتحار في ميزان الشريعة
''القضاء والقدر''.. عشت في جنة الله
أثار
ركن ''القضاء والقدر'' إعجاب الكثير من غير المسلمين، وقد كتبوا في هذا
الشأن معبّرين عن دهشتهم، ومن هؤلاء الكاتب المشهور بودلي مؤلف ''الصحراء
أو رياح على الصحراء'' و''الرسول صلى الله عليه وسلم''.
أورد ديل
كارنجي في كتابه ''دع القلق وابدأ الحياة'' مقالا لـ بودلي بعنوان ''عشت
في جنة الله'' يروي فيه: ''في عام 1918 ولّيت ظهري العالم الذي عرفته طيلة
حياتي، يممت شطر إفريقيا الشمالية الغربية، حيث عشت بين عرب الصحراء وقضيت
هناك سبعة أعوام هي أروع وأمتع السنين وأحفلها بالسلام والاطمئنان والرضا
بالحياة''.
ثم أردف ''ودعني أضرب لك مثلا لما أعنيه: هبّت ذات يوم
عاصفة عاتية حملت رمال الصحراء وعبرت بها البحر الأبيض المتوسط ورمت بها
وادي الرون في فرنسا، وكانت شديدة الحر حتى أحسست كأن رأسي يتزعزع من
منابته، ومن فرط القيظ كأني مدفوع إلى الجنون، لكن العرب لم يشكوا إطلاقا
فقط، هزوا أكتافهم قالوا كلمتهم المأثورة: ''قضاء مكتوب''، لكنهم ما إن
مرت العاصفة حتى اندفعوا إلى العمل بنشاط كبير''.
بعد أن استعرض بود
تجربته مع عرب الصحراء علق بقوله: ''أقنعتني الأعوام السبعة التي قضيتها
في الصحراء بين العرب الرحّل أن المتلاهفين ومرضى النفوس والسكيرين الذين
تحفل بهم أمريكا وأوروبا ما هم إلا ضحايا المدينة التي تتخذ السرعة أساسا
لها، إنني لم أعان شيئا من القلق قط وأنا أعيش في الصحراء بل هناك في
''جنة الله'' وجدت السكينة والقناعة والرضا''، ثم ختم كلامه بقوله:
''خلاصة القول إنني بعد مضي سبعة عشر عاما على مغادرة الصحراء مازلت أتخذ
موقف العرب حيال قضاء الله فأقابل الحوادث التي لا حيلة لي فيها بالهدوء
والاعتدال والسكينة. ولقد أفلحت هذه الطباع التي اكتسبتها من العرب في
تهدئة أعصابي أكثر مما تفلح آلاف المسكنات والعقاقير''.
أما المنتحر أو
الذي يفكر بالانتحار عند الصدمة فمبارز لقضاء ربه وقدره، ساخط على مولاه
سبحانه، فإذا نزلت بساحته مصيبة أو أصابته لأْواء يقتل نفسه حسرات، لأن
فرصته الفريدة للعيش هي هذه الحياة الدنيا التي يؤمن بها وحدها قد ضاعت
بين أصابعه كما ينزلق الزئبق قال تعالى: ''ومن الناس من يعبد الله على حرف
فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا
والآخرة ذلك هو الخسران المبين'' (سورة الحج).
''القضاء والقدر''.. عشت في جنة الله
أثار
ركن ''القضاء والقدر'' إعجاب الكثير من غير المسلمين، وقد كتبوا في هذا
الشأن معبّرين عن دهشتهم، ومن هؤلاء الكاتب المشهور بودلي مؤلف ''الصحراء
أو رياح على الصحراء'' و''الرسول صلى الله عليه وسلم''.
أورد ديل
كارنجي في كتابه ''دع القلق وابدأ الحياة'' مقالا لـ بودلي بعنوان ''عشت
في جنة الله'' يروي فيه: ''في عام 1918 ولّيت ظهري العالم الذي عرفته طيلة
حياتي، يممت شطر إفريقيا الشمالية الغربية، حيث عشت بين عرب الصحراء وقضيت
هناك سبعة أعوام هي أروع وأمتع السنين وأحفلها بالسلام والاطمئنان والرضا
بالحياة''.
ثم أردف ''ودعني أضرب لك مثلا لما أعنيه: هبّت ذات يوم
عاصفة عاتية حملت رمال الصحراء وعبرت بها البحر الأبيض المتوسط ورمت بها
وادي الرون في فرنسا، وكانت شديدة الحر حتى أحسست كأن رأسي يتزعزع من
منابته، ومن فرط القيظ كأني مدفوع إلى الجنون، لكن العرب لم يشكوا إطلاقا
فقط، هزوا أكتافهم قالوا كلمتهم المأثورة: ''قضاء مكتوب''، لكنهم ما إن
مرت العاصفة حتى اندفعوا إلى العمل بنشاط كبير''.
بعد أن استعرض بود
تجربته مع عرب الصحراء علق بقوله: ''أقنعتني الأعوام السبعة التي قضيتها
في الصحراء بين العرب الرحّل أن المتلاهفين ومرضى النفوس والسكيرين الذين
تحفل بهم أمريكا وأوروبا ما هم إلا ضحايا المدينة التي تتخذ السرعة أساسا
لها، إنني لم أعان شيئا من القلق قط وأنا أعيش في الصحراء بل هناك في
''جنة الله'' وجدت السكينة والقناعة والرضا''، ثم ختم كلامه بقوله:
''خلاصة القول إنني بعد مضي سبعة عشر عاما على مغادرة الصحراء مازلت أتخذ
موقف العرب حيال قضاء الله فأقابل الحوادث التي لا حيلة لي فيها بالهدوء
والاعتدال والسكينة. ولقد أفلحت هذه الطباع التي اكتسبتها من العرب في
تهدئة أعصابي أكثر مما تفلح آلاف المسكنات والعقاقير''.
أما المنتحر أو
الذي يفكر بالانتحار عند الصدمة فمبارز لقضاء ربه وقدره، ساخط على مولاه
سبحانه، فإذا نزلت بساحته مصيبة أو أصابته لأْواء يقتل نفسه حسرات، لأن
فرصته الفريدة للعيش هي هذه الحياة الدنيا التي يؤمن بها وحدها قد ضاعت
بين أصابعه كما ينزلق الزئبق قال تعالى: ''ومن الناس من يعبد الله على حرف
فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا
والآخرة ذلك هو الخسران المبين'' (سورة الحج).